إعــــلانات

“النهار” تنشر لأول مرة حقائق عن حادثة إختطاف طائرة “إيرباص ” الفرنسية

“النهار” تنشر لأول مرة  حقائق عن حادثة إختطاف طائرة “إيرباص ” الفرنسية

نشر “النهار” لأول مرة معلومات عن عملية اختطاف طائرة “إيرباص” الفرنسية بمطار الجزائر بعد مرور 13 عاما و لا تزال القضية مثيرة للجدل في ظل غياب بعض الحقائق التي ننشر بعضها خاصة فيما يتعلق بالحديث الذي جرى بين الخاطفين و قوات الأمن.

الخاطفون قالوا أنهم “جنود الرحمن” وقتلوا رهائن للتقرب من الله
الخاطفون عاصميون كان يخاطبون مسؤولي الأمن والعدالة بـ”يا الشباب” و “يا محاينك” و “طلع النيفو”
أحد الخاطفين مخاطبا والدته : يما ..سأدخل الجنة بقتل الطاغوت و أعداء الله
و يكشف مساعي السلطات الجزائرية لتسوية القضية في الجزائر ، و تعكس على صعيد آخر مستوى الخاطفين من نشطاء الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” ودور أول أمير للتنظيم عبد الحق لعيايدة الذي سعى لوساطة إيجابية لكنه فشل …
الحادثة 
تمكن  أربعة شبان حسب شهادات متطابقة  من ركوب  الطائرة  بطريقة عادية و توصلت تحقيقات أمنية سابقة أن هؤلاء يكونون إنتحلوا صفة أفراد  شرطة المطار و كانوا يرتدون الزي الرسمي و قاموا بتفتيش الطائرة و تفتيش  جوازات سفر الركاب و أخذوا مكانا  بشكل يسهل تنفيذ مخططهم قبل أن يفاجأ الركاب  بإشهار أسلحتهم
و تفيد مراجع إعلامية أن وزير الداخلية آنذاك عبد الرحمان مزيان الشريف قاد المفاوضات  و كانت مطالب الخاطفين متعلقة بإطلاق سراح شيوخ جبهة الإنقاذ عباسي مدني ن علي بن الحاج ن يخلف شراطي الذي قتل في أحداث سركاجي عام 1995 و عبد الحق لعيايدة المفرج عنه في إطار ميثاق السلم و المصالحة بعد الحكم عليه بالإعدام و في أول المفاوضات سرح الخاطفون 60 رهينة وكانوا من الشيوخ و النساء و الأطفال، لكن بعدها ولإظهار جدية الأمر قاموا باغتيال ضابط الشرطة كشف عن هويته بإطلاق رصاصة في رأسه و رمي جثته خارج الطائرة و لجأت أجهزة الأمن  إلى إحضار والدة أحد الخاطفين  دون أن تتمكن من إقناعه بالعدول عن قراره و انتهت  بمقتل  3رهائن من أصل  170راكبا بينما تم القضاء على الخاطفين  بأكملهم على إثر تدخل كوم ندوس من الدرك الفرنسي عندما تم تحويل الطائرة إلى مطار مرسيليا بتاريخ  26ديسمبر بعد  54ساعة من الحجز.
و كانت  الحكومة الفرنسية أرسلت إلى في بداية عملية الإختطاف فريقا مختصا في التنصت عن بعد حطوا على متن طائرة “إيرباص” مجهزة خصيصا بجزيرة “مايوركا إستنادا إلى مراجع إعلامية  نقلا عن مسؤولين أمنيين  مهمتها هذا التنصت عن فحوى الأحاديث سواء المفاوضات عبر جهاز الراديو بين الخاطفين و قوات الأمن وحتى ما كان يدور من حديث بين الخاطفين أنفسهم و تنشر “النهار” بعض هذه الأحاديث خاصة التي جرت بين أحد الخاطفين و مصالح الأمن الجزائرية  و لا يبدو من خلال التسجيل شخصا ملتزما أو حكيما بل شاب عادي جدا يتحدث بالعامية و اللهجة العاصمية و تخلل حديثه عبارات متداولة كثيرا بين العاصميين  خاصة بين أبناء الأحياء الشعبية مثل “يا محاينك” ، “يا خو ” ، “واش حب يقول”  ،”طلع النيفو” (ارفعوا المستوى) و لم يتحدث باللغة الفصحى مثل ما تعود عليه نشطاء الجماعات المسلحة و كان كثير الضحك و القهقهة و يبدو مراهقا  و تحت تأثير مخدر و هو يتفاوض مع إطارات في الأمن و العدالة .
و تكشف تسجيلات صوتية عن وقائع عملية الاختطاف ، تنفرد “النهار” بنشرها  أن أجهزة الأمن كانت في مواجهة شباب قال أحدهم إنه قام بشىء أثار ضجة تجاوزت حدودها القمر و المريخ ، و لم يتراجع أمام توسلات والدته التي قالت له باكية بحرا مطار هواري بومدين الدولي بالدار البيضاء بالعاصمة ” يا وليدي وعلاش …” و دعته للإفراج عن النساء و الأطفال من ركاب الطائرة المختطفة….
المكان : مطار هواري بومدين بالجزائر داخل طائرة  تابعة للخطوط الجوية الفرنسية
الزمان: يوم 24 ديسمبر 1994
الوقائع : إختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية “آر فرانس”  كانت متوجهة من الجزائر إلى فرنسا و على متنها 170راكبا من بينهم موظفون في السفارة الفرنسية في الجزائر و أفراد شرطة و أطفال و نساء من طرف جماعة مسلحة تنشط تحت لواء الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” تحت إمارة جمال زيتوني  في حدود الساعة السادسة مساء .
و طرح المختطفون جملة من المطالب أهمها الإفراج عن شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني ، علي بن الحاج ، يخلف شراطي  و عبد الحق لعيايدة الذي كان الوحيد الذي تم إحضاره إلى عين المكان و بدا دبلوماسيا في رده على استفزازات الخاطفين  الذين وصفه أحدهم بالقول “أنت والو” و ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أشار بأنه ليس لعيايدة الحقيقي و تم إحضار شخص يشبهه.
تنطلق المفاوضات بين الخاطفين  و السلطات الجزائرية ساعات بعد إقتحام الطائرة من طرف شباب مسلحين ، و يتم تفويض أحدهم للحديث إلى المسؤولين الجزائريين ، و لم يكن يتمتع بالحكمة و الالتزام بل يبدو شابا متوترا يضحك لحد القهقهة و يتحدث بالعامية و بعد مفاوضات طويلة يلجا إلى المهلة للضغط أكثر
*مازال 4 دقائق لننفذ تهديدنا ، نحن طرحنا مطالبنا و أنتم تماطلون
يتدخل ممثل السلطات الجزائرية و علمنا لاحقا أنه النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر آنذاك السايح الذي بدا متحكما  في أعصابه : يا بني تكلمت معك هذا الصباح و اتفقنا على شىء و أنت لم ترد علي ، لنكن رجالا و حكماء و نتخذ قرارا سديدا
*أنتم طرحتم الحل صح ، و نواياكم فاسدة على كل حال نحن كنا معكم ، لكن و الله لن نفرج عن أحد منهم حتى و لو كان cafard  يقصد صرصور) و سنقتلهم واحدا تلو الآخر و لديكم 3minutes  بعدها سنسمعك الموسيقى و الدرديق( يقصد صوت الرصاص و القنابل ) سترون… لا تكلمني ..اقطع الاتصال ..( و يبدو عصبيا و تتغير لهجة حديثه إلى التهديد و الغضب )
و يتدخل مجددا ممثل السلطة الجزائرية : تحكم في أعصابك …و إبق على اتصال معنا 
و هنا يطلب قائد الطائرة الذي تابع الحوار التدخل و يشير بنبرة خوف ” أنا لا أفهم العربية لكن أعتقد أن المختطفين مصممين على تصفية الركاب..رجاء مراجعة الوضع و الإستراتيجية و إبعاد السلم
و يتدخل ممثل السلطات الجزائرية : لا أعتقد أن المشكل يكمن في السلم وموقعه ، الأولوية هير إنقاذ الركاب و طاقم الطائرة …
لكن قائد الطائرة يبدو متخوفا و يضيف مرتبكا : إنهم يتحدثون للركاب في الميكروفون …هل ..هل تسمعهم
-لا ، لا نسمع جيدا …
* بلى ..إنهم  يتحدثون بحدة معهم …
و يقوم الخاطفون بتقديم الميكروفون لرعية فرنسية لتعميق المخاوف و الضغط أكثر  : نعم ن أنا موظف في السفارة الفرنسية في الجزائر ، حياتنا في خطر ..إفعلوا شيئا  ..سيقومون بقتلنا حتما..
( سماع خطى أقدام في الطائرة)
و هنا يتدخل ممثل السلطات الجزائرية محدثا الخاطفون : يا بني ، هنا السلطة أطلب منك أن تفكر جيدا ..خمم مليح في الأعمال التي ستقدم على فعلها ..نريد تسوية المشكل كرجال و مسؤولين بحكمة ..
يثور أحد الخاطفين  : و الله العظيم سنضرب حالا ..ما علاباناش بيكم ..هايا ..سنرمي بالجثة من الباب الآخر ..هاها ها ( يضحك بقهقهة) أنتم في مواجهة أناس لديهم عقيدة و لن يتراجعوا مهما كان …si ça va durer un an نريحو ..un an ..ياو نحن جنود الرحمن يا محاينك ..ربي سمانا جنود الرحمن و نجاهد في سبيل الله و هذا الدين ..و نضربكم متى و أين نريد و لن تخيفونا بأي شىء ..فهمت يا سي “شباب” و حالا سنرمي واحد من الباب ..راهو تفتح ..هاها ..دير واش تحب و نحن قادرون على تفجير الطائرة و لن نتراجع …اسمع ..شوف مليح هاهاها جنود الرحمن لا يخافون كلينتون و لا فرنسا و لا أمريكا ..يا محاينك ما تقضيلي والو ( أي لا تستطيع فعل شىء ) نحن طرحنا شروطنا للذهاب إلى فرنسا و لم ترضوا بها لكن و الله العظيم سنغادر …
ممثل السلطات الجزائرية يرد و يحافظ على برودة أعصابه : و الله العظيم يا بني لو تطلق سراح الركاب ، نتركك تسافر حالا و نتفق مع الفرنسيين لاستقبالكم ..يا بني أقسم بشرفي أننا لن نسيء إليكم ..أفرجوا فقط عن الأطفال و النساء و إرحلوا بعدها إلى فرنسا و أي بلد تريدون …أقسم  لك بشرفي و بأغلى شىء عندي ..ديني الحنيف ….
لكن الخاطف  يرد باستهزاء: ما عندك لا دين ..لا رجلة ..نحن سنفجر الدنيا و قادرون على الإنسحاب و سنفجر الطائرة بالشعب ..سترى …
ممثل السلطات الجزائرية يخاطبه متوسلا: يا بني العقل ..كن عاقلا و رزينا ..
و يتدخل قائد الطائرة مرتبكا جدا: لقد أغلق النافذة..إنه بدأ بتصفية أحد الركاب …يمكنهم فعل ذلك ..إنهم مصرون على ذلك …( يصرخ) هل قررتم أخيرا فعل شىء …
يقاطعه ممثل المفاوضات الجزائرية : كن مطمئنا ..نحن لا نفكر فيك لكن في كل الركاب ..بل كل الجزائريين ..
و يتدخل قائد الطائرة مجددا: لقد هددوا بتصفية آخر في حدود منتصف الليل …
المسؤول الجزائري: هل أنت بمفردك ؟ إننا نحاول جاهدين ربط الإتصال مجددا بالمختطف
و يرد عليه قائد الطائرة: لسنا أبدا بمفردنا ..إننا مرفوقين دائما ( و كان يقصد أن المختطفين يتواجدون معه في غرفة العمليات) …و هنا يتدخل الشاب المختطف  و يبدو أنه أخذ جهاز الاتصال من الطيار مخاطبا المسؤول الجزائري  : أعرف أنك تسمعني ..الحمد لله على اتخاذ القرارات ..
المسؤول الجزائري  : لم أفهم قصدك
الخاطف : نحن نسعى للتقرب من الله …بركات من الهضرة بزاف ( و يبدو عصبيا أكثر)
و يرد المسؤول الجزائري ببرودة أعصاب دائما : ما عليش ، بارك الله فيك …
لكن الخاطف  يشعر بالاستفزاز من هذا الهدوء و يحاول تحويل مجرى الحديث : حياة الركاب لا تساوي شيئا عندكم ..المهم يرحم الشيخ ..Coupez  ( اقطع الاتصال ) بارك الله فيك صح …

اليوم الثاني من الحادثة
و تعرف الأمور تطورا في اليوم الثاني للعملية ، حيث يتنقل السايح النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر  إلى عين المكان و يخاطب الخاطفين  شخصيا حاملا لهم ضمانات عن مطالبهم : أنتم طلبتم إطلاق سراح الشيوخ عباسي مدني ، علي بن الحاج ، عبد الحق لعيايدة ، يخلف شراطي ، لقد اتصلنا بهم و ننتظر الرد منهم  للتحاور معكم …
الخاطف : و اش عليه… ( دردشة مبهمة بين المختطفين) ليضيف : جيبوهم إن شاء الله …إذا تأخرتم سنبعث لكم واحد و غدا واحد إن شاء الله …( يقصد قتيلا)
و يتدخل النائب العام : نحن نتمنى كل الخير للأمة و إنهاء هذه القضية بسلام لكم و لجميع الركاب و طاقم الطائرة ، إذن أحدد لكم موعدا على الساعة منتصف النهار و نصف .
الخاطف  : بارك الله فيكم ” شبيبة” إن شاء الله
النائب العام: أدعوك إلى التعقل و الحكمة فقط
و يحضر عبد الحق لعيايدة أمير “الجيا” المتواجد آنذاك بسجن سركاجي و محكوم عليه بالإعدام و هو أحد “الشيوخ” المطلوبين من الخاطفين  الذي وافق على الوساطة …
الخاطف  : مازال حوالي ساعة ..شفت يد الله أقوى..جا عبد الحق لعيايدة ..أنا أشك مليار في الساعة أنه هو ..شوف كاش حركة باطلة تقضي على الإتفاق ..راك فاهم كيفاش … ( و يبدو أن الخاطف  لاحظ من بعيد سيارة على متنها أشخاص من بينهم ) :أمر طبيعي أن تكونوا معه تخشون أن نضربه ؟  لعيايدة محكوم عليه بالإعدام و ربي يحفظو إن شاء الله ..لكن أن يكون هو فهو أمر غير ثابث .
و نسمع هنا صوت عبد الحق لعيايدة : السلام عليكم ، كن متيقنا أنه محكوم علي بالإعدام و الحمد لله أنا هو لعيايدة و لم يجلبوا صورة أخرى عني و الحمد لله أن هناك منكم من يعرفني و شخصان منكم يعرفان شخصي ..
( رداءة صوت بسبب الريح )
و يقول لعيايدة في رد ربما على أحد المختطفين الذي يكون شتمه : أنا والو عندكم و تعتبروني والو ..بارك الله فيكم لكن أنا لست ضدكم و مع الفكرة التي تحملوها و التخوف ذاب مع السلطة يكفي أني والو عندكم لكن بإذن الله القريب سيتم …
الخاطف  يتدراك: المهم إذا كنت فعلا عبد الحق لعيايدة نتكلم معك بـ50 بالمائة ..مكانة لعيايدة غالية  لكن نحن لا نلعب و مادام طلعت للطيارة نكمل ( يتمسك بالمخطط) …
لعيايدة: سنجيبك في هذا الأمر و السلام عليكم …
الخاطف  : شوف ..سياسة ربح الوقت قديمة ، فهمت كيفاش …
لعيايدة : أبدا ..لن أضحي بك أنت بربح الوقت ، لكن سيتم تقريبي بالسيارة و أنزل منها على بعد حوالي 10أمتار من الطائرة و    أقف قرب السلم ..أحدكم يكون يعرفني و أبلغكم أن السلطات الجزائرية اتخذت مبادرات و إذا تعثرت الأمور اتخذوا إجراءات أخرى فأنتم لا تزالون في الطائرة
الخاطف  : الشيخ عبد الحق لماذا تبقى بعيدا ..أنا أريد أن أعانقك و أقبلك ( كأن أحدا يمس له و يكون من رفقائه) إيه و الطاغوت يكونون معك
لعيايدة: لا ، هم يكونون داخل السيارة ( يقصد رجال الأمن ) و لن ينزلوا منها ، هذا تعهد منهم
الخاطف : لكن من يثبث لي أنهم لن يكونوا مسلحين ؟
لعيايدة: أنا أفكر مثلك ..شوف ياأخ ..إذا وقعت خديعة من حقكم تفجير الطائرة بمن فيها ..
الخاطف  بثقة: لدي اقتراح ، هذا الأمر يعود إلينا ..راكم فاهم كيفاه و بارك الله فيك…
لعيايدة: أنا مقتنع بكم و إن شاء الله لن يصيبنا مكروه لا أنا و لا أنتم  لكن من الضروري الحفاظ على روح الدعوة .
و يستأنف الإتصال بين المسؤولين الجزائريين و المختطفين لكن هذه المرة يرد قائد الطائرة: أنا في الإستماع
لكن الخاطف  يتدخل : على السيارة أن تتراجع إلى الخلف ..
المسؤول الجزائري : ممن تخاف؟
المختطف: نريد لقاء لعيايدة بيننا
المسؤول الجزائري: هذه مسؤولية يا شاب و نحن مستعدون للسير في الطريق لكن أن يظل عبد الحق وحده فهذا غير ممكن
الخاطف  بغضب : من أنت ؟ ماذا تمثل ؟
المسؤول الجزائري : لا شىء أنا قاضي تحقيق بالنيابة العامة
الخاطف  يتراجع عن لهجته الشديدة: حتى نكون صرحاء ، خلوا لعيايدة في المطار و زميلي يقول ؟أنه حتى لا يحدث خلل نطالب بوضعه تحت الإقامة الجبرية بدل السجن ..
و يتدخل لعيايدة مجددا : السلام عليكم مجددا أنا لست ضدكم لكن بعض الطلبات نشكركم عليها و بارك الله سعيكم و ربي يجازيكم و الإقامة الجبرية أعتقد أن الدولة الجزائرية لن تقبل بها و أنا لم أطرح هذا السؤال ، إذا لم تثقوا في إنزعوا السلم الصغير
و يقاطعه الخاطف : كيف عرفت ذلك و أنت لم تكن هنا؟
لعيايدة بذكاء: أنا أيضا أفكر فيكم و طرحت أسئلة و تحصلت على معلومات و صورة مصغرة لأكون على دراية بما يحدث ..أنا مستعد لأن أقتل ( بضم الألف) و ليس أنتم
الخاطف : مبادرة طيبة و لو انك لنا على الكلام
ويسود صمت رهيب لمدة زمنية قبل أن يتدخل قائد الطائرة  و يبدو ذلك بإيعاز من أحد المختطفين : إننا قلقون جدا ..الوقت يمر و لا مؤشرات على تسوية القضية ..نحن نتكفل بالركاب و قدمنا لهم الطعام و الشرب.
و يحاول أحد الخاطفين  التأكيد على أنهم لم يسيئوا إلى الركاب : سأحضر لكم أختا و تقول عكس ما تدعون
المسؤول الجزائري يرد عليه: لا أظن أن الأخت راضية عما يحدث و ما هي عليه الآن
و تتحدث المرأة: ألو ؟ هل تسمعني ؟ ( و كأنما تقرأ شيئا مملى عليها ) أنا مسافرة على متن الطائرة  لم يقوموا بالإساءة إلينا …و لم يضغطوا علي ..
– من يكون تحت التهديد حتما يقول ما يملى عليه ( يبدو أنه صوت مسؤول جزائري )
الخاطف  :  شكون معاي ؟ واش تحب؟
مسؤول جزائري: هناك شخص يريد التحدث إليك ؟
الخاطف : من ؟ شكون؟
صوت نسوي : ألو ..ألو ( بكاء) و علاش يا وليدي ..و علاش دير في هكذا ( بكاء و   تبين أنها والدة المختطف الرئيسي)
و يجيبها : يما ، لم أخرج من البيت منذ عام لأعيش بل لأفجر الطاغوت ..اصبري فؤادك الجنة و هؤلاء أعداء الله و يعتقدون أننا نلعب ..يما راسك مرفوع بإذن الله ..
و تواصل الأم متوسلة باكية: و علاش كاين ذراري و نسا أطلقهم يا وليدي …أنا راني نموت ..واش درتلك ..أخرج من الطيارة
يقاطعها : يما ، على كل حال نحبك بزاف لكني أحب الله أكثر منك و الله العظيم غير نفجرها ..نحبك ( يضحك و يقهقه)
الأم تجهش بالبكاء و تعجز عن مواصلة الحديث إليه
الخاطف  : يما ، أهدري ( تكلمي)
الأم : خذ بنصيحتي و أخرج
– ما فهمتش
الأم :  أفرج عن الأطفال و النساء
و يحاول هنا تبرير موقفه ” قلنا لهم أخرجوا لكنهم رفضوا و طفلة عمرها 11 عاما رفضت ذلك و الله
يسود صمت قبل أن يواصل ” من يحيى ، عبد الله ، خديجة هاهاها ( يضحك) راكم هبلتو( أصابكم الجنون) وقيلا رانا نلعبو فلم هنا ( تعتقدون أننا نقوم بدور في فلم)
يتدخل مسؤول جزائري مجددا ليطلب الإفراج عن الأطفال و النساء بالقول : ليس من عادة المسلم الحقيقي احتجاز أطفال …
الخاطف : إذا كنتم تحرصون على مصالح هؤلاء ، إسعوا لتلبية مطالبنا ، أنا أرى جثتين هناك لم يتم انتشالهما
..نحن لسنا مرهقين و الله رانا هايلين ( في وضع جيد)  كأننا في فندق ..نريد تسوية داخلية بدل تفجير الطائرة …هاهاها ( يقهقه مجددا ) و يلاحظ الوسيط أنه يضحك بطريقة غير طبيعية : القهقهة لها معاني و فيها كلام  بكل صراحة و إخلاص
يتنرفز الخاطف  : أنت مستواك هابط ، طلع النيفو ( مستواك متدني إرفعه) ..أنا سعيد و الله ..إسمع الرشاش ..حنا fort  عليكم ( أقوى منكم) تسللنا بالكلاشينكوف و بنادق صيد ( يتدارك بعد أن همس له رفيقه بعبارات مبهمة) لا لا بالكلاش ، القنابل و المتفجرات ..يا محاينك دخلنا المطار و الشرطة ما كاين والو يا kavi ( بليد) …
لكن المسؤول الجزائري يرد عليه : بالعلم و الحكمة و العقل نواجه الأمور  و ليس بالكلاش
يريد المختطف وقف الحديث ” هكذا العزيز..السلام عليكم
Message  من المجاهد إلى الطاغوت: نسلم على حطاب
و ركز الخاطفون على ضرورة رفع السلم الثاني و إبعاد الشاحنات و السيارات من أرضية المطار و تمسكوا بهذا المطلب مقابل الإفراج عن الرهائن بعد “مساندتهم” من طرف قائد الطائرة الفرنسي الذي كان يلح على السلطات الجزائرية “للتحرك بسرعة” خاصة و أن العقيد( أ )ضابط في المخابرات الجزائرية اشترط على الخاطفين إطلاق سراح الرهائن قبل رفع السلم الخلفي .
و قال قائد الطائرة في اتصال مع ممثل السفارة الفرنسية الذي كان في المطار قبل ذلك:
– يجب رفع الجثتين لأنهما في حالة تعفن و تنبعث منهما رائحة كريهة و أطلب توفير أدوية لشخص يعاني من قرحة معدية و الإفراج عن رهينة في الخمسين من عمرها كما الركاب ارتاحوا بعدما علموا أن الطائرة ستقلع باتجاه فرنسا وتدخل  خاطف ثاني مستغلا توتر  قائد الطائرة الفرنسي و طلب توجيه رسالة إلى المسؤولين الجزائريين :
– على كل حال كنا معكم رجال لكن أثبتم النية الفاسدة و الخبيثة و الفرنسيون كانت نواياهم «مليحة” أحضر السلم و عندما نراه ” يبوجي ” ( يتحرك ) نعرف نواياكم الصالحة و نطلقوهم ( نفرج عنهم ) بإذن الله ودليل الثقة لدينا نية صافية معكم و سمحنا بدخول الطعام و منذ أمس.
يتدخل المسؤول الجزائري : ابدأوا  بالأطفال ..
قائد الطائرة حاب يسبك ( يريد شتمك)، على كل حال لن نستعمل طرقا أخرى و لن نكلمكم بإذن الله
و يلح المسؤول الجزائري على إعادة ربط الإتصال عن طريق الطيار الفرنسي و يواصل الخاطف الثاني متعصبا:
-علاش راك دير هكذا؟( لماذا تقوم بهذه الأفعال) يالكذاب ، قلتا لكم انتزعوا الشاحنات و السيارات و ارفعوا السلم الخلفي ..إذا حدث شىء للركاب فأنتم المسئولون ..المهم يا الطاغوت لدينا مريض بقرحة معدية و نتكفل به لتعرفوا أننا صادقين و نوايانا صافية ..و بدا الخاطفون متعصين أكثر و مرهقين .
و يقول المسؤول الجزائري: أنا كذاب ما عليش و رفع السلم مستحيل  طلبنا منكم الإفراج تدريجيا عن الرهائن .
و قررت  السلطات الفرنسية بعد حوالي 36 ساعة  الرضوخ إلى مطالب الخاطفين الذين طالبوا بالتنقل إلى باريس و نقل ممثل شركة الطيران الفرنسية ضمانات الرئيس الفرنسي جاك شيراك للخاطفين  بتجسيد مطالبهم  و استمرار المفاوضات بين الحكومتين الجزائرية و الفرنسية  و تعهد بعدم الإساءة إليهم و لم يكن أحد منهم يدرك أنها المحطة الأخيرة  التي ستشهد نهايتهم ،  وتم إبلاغهم بالإجراءات المتبعة للإقلاع منها رفع السلم.
و قبل الإقلاع ، قرر قائد الخاطفين توجيه رسالة إلى المسؤولين الجزائريين عبر راديو الإتصال : ألو مجاهد للطاغوت نسلم على حطاب ( أمير المنطقة الثانية في “الجيا” و كان أمير كتيبة الأنصار قبل الانشقاق عن “الجيا” و تأسيس الجماعة السلفية للدعوة و القتال عام 1998 ) .

رابط دائم : https://nhar.tv/UGq1I
إعــــلانات
إعــــلانات