إعــــلانات

الإعدام لقتلة هارون وابراهيم.. يا قاتل الروح وين تروح

الإعدام لقتلة هارون وابراهيم.. يا قاتل الروح وين تروح

 وسط أجواء مهيبة، وزّع فيها الحاضرون نظرات ثاقبة داخل قاعة الجلسات رقم واحد بمجلس قضاء قسنطينة، نطقت، أمس، محكمة الجنايات بحكم الإعدام في حق كل من «أ.ح» المدعو «كاتاستروف»، و«ق.أ» المدعو «مامين» المتهمين بجناية الخطف والفعل المخل بالحياء بالعنف على قاصر من جنس ذكر لم يكمل 16 سنة من عمره والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتي راح ضحيتها الطفلان بودايرة إبراهيم وحشيش هارون، البالغين من العمر 10 و9 سنوات، كما أدانت المتهم الثالث «ز.ب» المتابع بجناية المشاركة في الخطف بـ10 سنوات سجنا نافذا، لتطلق الأم المفجوعة والدة هارون العنان لصوتها الذي جلجل وسط القاعة وهي تردد «الله أكبر الله أكبر»، لتنهار والدموع تنهمر من عينيها بغزارة مزّقت قلوب كل الحاضرينقرار رئيس الجلسة جاء ليغلق القوس التي فتحها قبل 4 أشهر من ارتكاب الجريمة الشنعاء، آلاف القسنطينيين الذين أطلقوا مسيرات حاشدة مطالبة بالقصاص جابت حينها الشوارع الرئيسية لقلب مدينة الجسور المعلقة. «النهار» حضرت أطوار المحاكمة التي دامت أكثر من 5 ساعات متواصلة، ونقلت أدق تفاصيلها .

«كاتاستروف» كان يغيّر أقواله والعدالة لجأت إلى تصوير اعترافاته بالفيديو

كان «كاتاستروف» متناقضا في تصريحاته خلال نقل اعترافاته عبر مختلف مراحل التحقيق، وهو ما يؤكد أنه شخص غريب الأطوار مثلما أكدته تصريحات والديه أثناء التحقيق الابتدائي، كونه كتوما وله قدرة كبيرة على نسج السيناريوهات، بدليل أنه كان يقيم في شقة يستأجرها ويملك سيارة من نوع بيجو 207، أياما فقط بعد خروجه من السجن، حيث توبع في قضية سرقة مسجد وصيدلية، لذا لجأت الجهات القضائية إلى تصوير تصريحاته بالكاميرا ومجابهته بمشاهد الفيديو حتى لا ينفي ما صرح به من قبل، رغم عدم وجود نصوص قانونية تبرر الإجراء الاستثنائي.

 كان يستفز الحضور بترديد عبارات الترحم على هارون وإبراهيم

على كثرة الحضور الذين عجّت بهم قاعة الجلسات التي اضطر رئيس الجلسة إلى اللجوء إليها ومغادرة القاعة رقم 2 لعدم قدرتها على استيعاب الحضور، كانت علامة الغضب واضحة وجلية على ملامح الجميع في غياب أهلي المتهمين، خصوصا وأن المتهم «كاتاستروف» كان في كل مرة تمنح له الكلمة أثناء الإستجواب، لا يتردد في ذكر عبارات الترحم على الضحيتين اللذين اختطفهما ومارس عليهما الجنس رفقة شريكه «مامين»، قبل أن يقتلاهما شنقا داخل غرفة الحمام ويلقيا بهما في حوض الاستحمام.

عشرات المحامين تطوعوا للمرافعة في حق الضحيتين ورفضوا الدفاع عن المتهمين

بالإضافة إلى التضامن الكبير الذي لقيته عائلتا هارون وإبراهيم، أثناء وبعد الجريمة الشنعاء، عرفت محاكمة الجانيين تطوع عشرات المحامين للمرافعة في حق الضحيتين، وفي المقابل رفض أصحاب البدلة السوداء التأسس للدفاع عن السفاحين، ما دفع نقيب المحامين إلى الاختيار التلقائي للتأسس في حق المتهمين، أين وقعت القرعة على محاميين اثنين لضمان السير القانوني للمحاكم.

كاتاستروف: «كنت تحت تأثير المهلوسات ولم أعتد عليهما جنسيا ولم أقتلهما»

ومع بدء رئيس الجلسة استجواب المتهم الأول المدعو «كاتاستروف»، الذي يعيش رفقة المتهم الثاني في قضية الحال بإحدى الشقق بالوحدة الجوارية رقم 17 بالمدينة الجديدة علي منجلي بعد أن غادر مسكنه العائلي، أنكر كل التهم التي نسبت إليه عدا الاختطاف، وقال في حديثه: «مامين طلب مني أن أعيره الشقة، فقمت بمرافقته نحو الشقة وتوقفنا بالوحدة الجوارية رقم 18 أين كان الضحيتان رحمهما الله يلعبان، فطلبنا منهما دلنا على الوحدة الجارية رقم 17، وهو ما قاما به»، وهنا استرسل الجاني في وصف ما حدث قائلا: «وصلنا إلى مدخل العمارة وقمت باستدراج الطفلين بالكلام، وهنا طلب مني مامين أن أعطيه بعض الأغراض ومن ثم يرجع رفقتهما من أجل دله على مخرج الحي، هي خدعة استعملها من أجل استدراج الطفلين داخل الشقة»، غير أن المتهم ومن خلال استجوابه كان يحاول في كل مرة إنكار تهمة الاعتداء على الضحيتين، وقال إن «مامين» هو من اعتدى عليهما، معتبرا أن كل التصريحات التي أدلى بها في التحقيق الابتدائي كانت تحت فعل الضرب الذي تلقاه من أعوان الأمن.

التحقيقات أثبتت الاعتداء الجنسي على هارون وإبراهيم من طرف المتهمين

عكس التصريحات التي أدلى بها المتهمان اللذان تعرّفا على بعضهما البعض لما كانا في سجن الخروب وكانا يتواعدان جنسيا داخل الزنزانة، أثبتت التحاليل العلمية أن «مامين» و«كتاستروف» اعتديا جنسيا على البريئين إبراهيم وهارون، إذ تم العثور على سائليهما المنوي في دبريهما، لكن الوحشين بقيا يتقاذفان التهم وكل واحد يصرح أن الآخر هو من قتل واعتدى جنسيا.

مامين: لم أفعل شئيا وكاتاستروف قام بكل شيء

بدوره كان المتهم «مامين» عشيق الشاذ «كاتاستروف» هادئا بشكل محيّر، وكأنه لم يفعل شيئا وكأن الأدلة الجنائية لا تدينه ألبتة، عندما كان يرد بكل هدوء على أسئلة رئيس الجلسة وينفي كل ما نسب إليه، محملا شريكه مسؤولية كل ما حدث، لكنه كان يصمت بين اللحظة والأخرى عندما تتم مجابهته بالأدلة الدامغة.        

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/cPjEB
AMA Computer