إعــــلانات

إعتدى علي أحد الإرهابيين جنسيا.. مسوا برجولتي وحطموا مستقبلي

إعتدى علي أحد الإرهابيين جنسيا.. مسوا برجولتي وحطموا مستقبلي

غضب، ألم، اضطراب

، هكذا قابلنا الإرهابي التائب ”عثمان.ع” ذي 32 ربيعا المكني بـ”أبو الحسن الالجروا” الذي أصر على حضوري إليه لسرد معاناته وأخذ العبر من مسيرته التي يصفها بالضالة وغير المشرفة.

 

هكذا ”عثمان.ع” بدأ بسرد حكايته مع الإرهاب والزمن الذي جار عليه وعلى والدته المطلقة، بعد أن فقد حنان الأب منذ نعومة أصابعه، ولم يعرف معنى هذه الكلمة، وهو ينحدر من أحد الأحياء القديمة والعريقة للجزائر العاصمة ”الحراش”، ترك عثمان المدرسة في سن صغيرة بمستوى السنة السادسة ابتدائي لأن ظروفه المادية لم تكن تسمح له بمزاولة دراسته، وهنا احتضنه الشارع الذي وجد فيه عالما آخر من مخدرات، سرقات وانحراف..

توجه عثمان بعدها إلى أحد المستودعات لتعلم حرفة ميكانيكي، لكي يعين أمه وجدته على مصاريف الحياة الشاقة، مكث سنتين أين تعلم أصول المهنة واكتسب خبرة من معلمه الذي لم يبخل عليه بشيء، وكان قبلها قد دخل عالم المخدرات الذي كان من الصعب التخلي عنه، خصوصا وأنه كان يرى فيه الملجأ الوحيد للهروب من معاناته اليومية، خاصة مرض الجدة التي كانت مقعدة، ومن هنا بدأت الرحلة…

كنت من مدمني المخدرات والإدمان أثر على منصب عملي

يواصل عثمان سرد تفاصيل حكايته بضحكات ساخرة من هذا القدر، حيث يقول أنه تحول من إنسان ضائع الى إرهابي، هذا لم يحدث حتى في أمريكا، لم أكن أفكر أن أشاهد الإرهاب حتى في التلفاز أو على صفحات الجرائد، كنت أظن أن انتمائي لهم كان مجرد حلم مزعج.

عانى عثمان مضايقات في المحل الذي كان يعمل به من قبل زملائه، خاصة بعدما عرفوا أنه يتناول الممنوعات، وهو أمر يسيء لسمعة المحل، ومرة أخرى وجد نفسه وجها إلى وجه مع الشارع، أين احترف مهنة السرقة والكسب السريع، وهو ما أثر على والدته التي تطلقت في عمر الزهور وكرست حياتها له، رافضة بذلك دخول رجل غريب يؤثر على نفسيته وحياته، لكن عثمان لم يتدارك هذا إلا بعد فوات الأوان، وبعدما أصبحت سمعته على لسان العام والخاص، وألحق ضررا بالعائلة تمثلت في نظرات قاسية للأم التي فشلت في تربيته..

لكن هذا لم يؤثر على عثمان ولا على تصرفاته التي كانت تتطور إلى السوء يوما عن يوم.

واصل ”أبو الحسن الألجروا” الذي يضحكه هذا الاسم ويحس أنه عايش العصر الحجري بحكايته التي كلها معاناة، أكد عثمان بعبارات واثقة أن المسؤولين هم من خلقوا ما يسمى بالانتحاريين، فرغم مساعي فخامة رئيس الجمهورية إلى إخماد نار الفتنة، وخلق مناصب الشغل للشباب، إلا أن بعض المسؤولين يتجاهلون أوامر الرئيس، وهنا أكد على المثل الشعبي ”يد وحدة ما تصفق”، فبعد سماعي بالوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، أصرت والدتي علي لتكوين ملف للاستفادة من مشروع الرئيس في تأهيل الشباب، خاصة أنه يصب في جميع التخصصات.

يقول المهم كونت الملف بنفسية متطلعة إلى التحسن نحو الأفضل وما زاد ثقتي وتجدد أمالي قبول مشروعي على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب،وهنا عزمت أن أتغير إلى الأفضل من أجل الوالدة، توجهت بملفي إلى أحد البنوك الجزائرية، التي وجدت كل الأبواب بها مغلقة في وجهي، فهم يستقبلون أصحاب المال والنفوذ، أصبحت أتوجه يوميا إلى البنك الذي أودعت به ملفي، ساعات وأيام من الانتضار، لكن دون جدوى، أقسمت أن ”أفجر البنك” لأني لم أستفد منه رغم  أننا نسمع يوميا عن اختلاسات بالملايير، قادها مدراء البنوك.

وهنا فكرت أن من سرق وقتل في هذه البلاد يعيش في هناء، وتولدت لدي فكرة ضرب عصفورين بحجر واحد، الانتقام من الذين ضيعوا لي حياتي،وأردت كسب أجور بطريقة  قانونية.

حاولوا تسويد صورة النظام لإقناع الشباب بأفكارهم

أقسمت أن انتقم من كل من ضيع لي مستقبلي، وأبكى كل والدة، كما بكت علي ليالي، وهنا سعيت أن ألتحق بالجماعات المسلحة لهدف أول هو تفجير البنك الذي رفض استقبالي، وهنا قمت بمجموعة من الاتصالات مع أحد أقرباء إرهابي كان يسكن بالحي الذي أقطن به وأبديت رغبتي الشديدة في الالتحاق بالعمل المسلح، وبعد يومين أتتني البشارة التي انتظرتها بفارغ الصبر، وتمكنت من الالتحاق بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، إلتقيت بجاره  الإرهابي هناك الذي ساعدني في كسب ثقة الإرهاببين، بما أنني من حيه، حيث لاحظ  شدة غضبي ورغبة انتقامي، ليؤكد لي أن كل شيء في وقته.

لقبت بـ ”بولحسن الآلجروا”…يضحك هذا الاسم يذكرني بالأفلام التاريخية، ..لم اقتنع بأنني أحد أعضاء هذا التنظيم، حيث كنت أرى نفسي في جماعة لتصفية الحسابات والانتقام.

كنا نأخد دروسا حول فسق الدولة والمجون، وأن هذا عار، خاصة أننا في دولة مسلمة، وأن الهدف الأول للتنظيم هو إعطاء صورة جديدة للجزائر، كنت أول من أيد العمليات الانتحارية ولكن طلبت أن أمنح شرف تفجير البنك، ولكن قالوا لي أن هناك ما هو أولى من البنك، كنت ضد تفجير أي مؤسسة أمنية، تمس بحياة المواطنين الأبرياء خاصة مصالح الأمن.

إعتدوا علي جنسيا …هذا ما أنقص من رجولتي

عدت إلى حياة المخدرات التي كانت سهلة الانتقاء في الجبل، بما أن جلهم يتعاطونها، خاصة أننا كنا نعيش في حالة من الخوف والاضطراب، وجدت نفسي عدت إلى الصفر أكثر مما كنت عليه.

علاقتي كانت بالارهابين علاقة سطحية، لأننا نختلف في كثير من الأمور، وهدفنا ليس واحد، هذا ما جعلني معزولا عن الجماعة، وفي إحدى المرات تناولوا حبوبا مهلوسة، جعلت أحدهم يعتدي علي، بينما كنت نائما، وعندما أفقت حاولت أن أقتله لكن هجم علي ثلاثة منهم منعوني من الدفاع عن نفسي وهنا تأكدت أن هذا الأمر يتكرر يوميا، وقد أثر هذا الاعتداء على نفسيتي وانقص من رجولتي، فمن السرقة إلى الحبل إلى الاعتداءات الجنسية، هذه سيرة ذاتية تشرف أي مواطن-بسخرية- وهنا قررت ترك معاقل الجبل، والالتحاق بحياتي العادية، لكن أي حياة سوف أعيشها وهل بإمكاني تكوين أسرة وإن كان ذلك صحيحا، فأي شكل أكون به أمام العائلة إرهابي أو سارق أو……        

تنظيم القاعدة في الجزائر مجرد أكاذيب روج لها الإعلام

خلال فترة مكوثي بالجبل، أدركت أنهم يستغلون غضبي ضد السلطة ويوجهونني لأغراضهم الشخصية التي تنص على استهداف الجنود، والحقيقة أن كل واحد منهم يبحث عن هدفه الشخصي الذي يخدم مصالحهم. وأن مايروج عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هو مجرد أكاذيب، روجت لها وسائل الإعلام العربية والعالمية، لأنهم مجرد قطاع طرق همهم الوحيد التشويش وقتل الأبرياء وذلك للإفراج عن غرائزهم وشذوذهم، والدليل على ذلك تراجع الكثيرمن المغرر بهم، خاصة بعدما كذبوا عليهم والوعود التي وعدوهم بها كلها تبخرت في الهواء، بسبب صعوبة إقناعهم بالفتاوى التي يستندون إليها، حيث أن بعض القياديين أبدوا معارضتهم للانفجارات الانتحارية، مما أدى إلى تصفيتهم الجسدية أو عزلهم، لأنهم طالبوا بفتاوى شرعية حول هذه العمليات..

رابط دائم : https://nhar.tv/7lBvm
إعــــلانات
إعــــلانات