إعــــلانات

السلطات المحلية لحاسي القارة بالمنيعة تدق ناقوس الخطر:حاسي الطويل… محيط أنشئ منذ 23 سنة ولم يصل لمستوى الطموحات

السلطات المحلية لحاسي القارة بالمنيعة تدق ناقوس الخطر:حاسي الطويل… محيط أنشئ منذ 23 سنة ولم يصل لمستوى الطموحات

أدى التناقص الكبير في مياه السقي بمحيط حاسي الطويل الفلاحي، إلى دق السلطات المحلية لبلدية حاسي القارة ناقوس الخطر الذي سبق للفلاحين أن دقوه مرارا، لكن دون جدوى، على حد تعبير عدد من الفلاحين.
وفي هذا السياق، توجه ممثل لجنة الفلاحة بالمجلس البلدي، يرافقه مندوب الفلاحين على مستوى الدائرة، بزيارة تفقدية للمحيط الذي أنشئ سنة 1985، وهو أكبر المحيطات الأربعة المتواجدة ببلدية حاسي القارة بمساحة تصل إلى 349 هكتارا، يليه محيط شعبة الملح بمساحة 340 هكتارا، ثم محيط مروقات بـ 80 هكتارا، وأخيرا محيط النبكة بـ 48 هكتارا. ويعتبر محيط حاسي الطويل نقطة استقطاب للفلاحين، سواء كبار المستثمرين أو صغار الفلاحين، هذا فضلا عن فئة المجاهدين، لكن أغلبهم هجر أراضيه بسبب نقص المياه. فيما اضطر البعض الآخر إلى بيعها، ليظل المحيط الذي كان يعول عليه كثيرا في التنمية المحلية يعاني، وهو ما جعل كثبان الرمال تزحف ببطء مهددة سنوات طويلة من العمل وملايير السنتيمات التي صرفت من خزينة الدولة، التي ما فتئت تتحدث عن مرحلة ما بعد البترول. المسؤولان ولدى وصولهما لمحيط حاسي الطويل الذي يبعد عن مقر الدائرة جنوبا بثلاثين كيلومترا، تفاجآ بحجم الإهمال الذي طال بعض الأراضي، ولدى لقائهما بالفلاحين اتضح لهما أن غياب العدالة في توزيع مياه السقي بين الفلاحين انجر عنه جفاف في بعض البساتين ولم يغفلا أن يسجلا أن قدم أنابيب السقي بالتقطير وامتلائها بالأتربة، لعب دورا محوريا في الحالة السيئة الملاحظة، كما شددا على ضرورة استحداث مسالك تسهل على الفلاحين الاتصال فيما بينهم. ولئن كانت هذه هي الرواية الرسمية، إلا أن الفلاح سعيدات الذي استفاد من قطعة أرض منذ سنة 1992، أخذنا في زيارة ميدانية لأرضه التي تتربع على مساحة هكتارين، حيث بين لنا الحالة المزرية التي وصلت إليها. وفي تأثر واضح منه، قال إن الجفاف الناجم عن النقص في مياه السقي تسبب في هلاك 1000 شجيرة عنب واصفرار 160 نخلة من نوع “الدڤلة”، داعيا ومناشدا الجهات الوصية لحفر عين ثانية للمياه تدعم العين الوحيدة ذات الآبار الارتوازية السبعة. ورغم أن المسؤولين تفقدا أرضه وحمّلاه مسؤولية ما آلت إليه أرضه التي  بدأت كثبان الرمال تتقدم نحوها، إلا أنه ظل مصرا على تحميل البلدية قسطا من المسؤولية. وإلى حين أن يسوي الفلاحون خلافاتهم فيما بينهم بشأن تقاسم المياه، وإلى حين أن تضطلع البلدية بواجبها نحو فلاحيها في إطار القوانين المنظمة للعمل داخل المحيطات، يبقى قطاع الفلاحة بالمنيعة يعاني. لكن ما يبعث الأمل، أن هناك مستثمرين حققوا نتائج باهرة، مثل المستثمر الكبير حجاج محمود الذي تقع مزرعته على مسافة 17 كلم شمال المنيعة والمتربعة على مساحة 500 هكتار، حيث قام باستصلاحها بالكامل، مركزا في زراعته على الحبوب، خصوصا القمح الذي يوجه للاستهلاك المحلي والوطني، وحتى الدولي  في جزء منه، بينما جزء آخر يخصص للبذور. كما أن الفواكه الموسمية تضمنها بشكل كبير مزرعته، التي تحتوي على عشرات الرؤوس من الماشية. وإلى جانب مستثمرته، هناك مستثمرة بونعامة ومستثمرة بن حيدة المتخصصتين في إنتاج الحبوب والحمضيات.  وقد أضيف إلى ما سبق، مستثمرة بوجقجي التي تعول في زراعتها على الزيتون، باعتبار أن السوق العالمية بحاجة إليه وكذلك لإيجاد ثروة مكملة أو حتى بديلة عن ثروة النخيل التي يعتمد على غلتها أغلب سكان المنطقة.

رابط دائم : https://nhar.tv/4Mf5Z
إعــــلانات
إعــــلانات