إعــــلانات

بعدما تركتني رضيعا عند بوابة المسجد عادت اليوم تطلب الصفح وتطالب بالأمومة

بقلم النهار
بعدما تركتني رضيعا عند بوابة المسجد عادت اليوم تطلب الصفح وتطالب بالأمومة

إنه من الصعب أن تنقلب حياة

الإنسان رأسا على عقب، لمجرد ظهور شخص لم يكن في الحسبان، الذي يحاول أن يفرض عليك الطاعة والولاء، رغم الأخطاء الذي ارتكبها في حقك، ورغم أنه جعلك وصمة عار على نفسك، لا لشيء سوى إنك جئت إلى هذه الدنيا كثيرة الخطيئة وزبدة المعصية.

إنها قصتي يا سيدتي الكريمة، أنا وحيد، ابن العشرين أدرس بالجامعة بعدما عوضني الله بأم حنون وأب لم يترك شيئا في الدنيا إلا وقدمه لي، بعدما تركتني المرأة التي انجبتني عند بوابة مسجد الحي، أقول المرأة وليس والدتي، لأنها لا تستحق ذلك. ولأن الله كريم فقد عوضني خيرا منها، إذ لم أشعر يوما في حياتي أني إبن حرام.

عندما كنت في السنوات الأولى من عمري، راودني السؤال عن لقبي الذي لا يشبه لقب والدي، حيث أدركت هذه الحقيقة من أفواه  أترابي من الأطفال، وكبرت ولحمد لله دون عقد، حيث لم أفكر يوما في حياتي البحث عن والداي، وكنت أعجب كثيرا عندما أشاهد عبر التلفزيون أمثالي من أبناء الخطيئة يبكون الدموع، الحارقة، لأجل التعرف على أولياءهم الذين تجردوا من الصفات الأدبية.

رجعت ذات عشية لأجد حركة غير عادية في البيت، لأن والدتي كانت في حيرة من أمري، وكذلك والدي وإخوتي الذين تزوجوا واستقر كل منهم في بيته الخاص، لأني الوحيد الذي بقي في البيت العائلي وجدتهم مجتمعين، ليتفضل أكبر إخوتي بالنيابة عن الجميع، بإبلاغي بالخبر الذي مفاده عودة والدتي الحقيقية التي جاءت تطلب الصفح مني وتطالب بالأمومة، حيث تم طردها وقد إلتمست منهم جميعا الرغبة في البقاء معهم وعدم الرجوع إليها، لقد أضاف والدي قائلا:”إننا لم نرد إخبارك بمجيئها، لكنه الواجب يفرض علينا ذلك، فلك حرية الاختيار وتأكد أن ذهابك معناه خروج الروح مني، بهذه الكلمات شعرت أكثر بمقدار حب تلك العائلة، حيث أسرعت لغرفتي لأجلس أمام الكمبيوتر، لأجل إرسال هذا الخطاب الذي أرجو أن يحظى بالقراءة من طرفك.

حقيقة لا أريد من جهة تلك المرأة، ولن أقبل أعذارها بأي حال من الأحوال أليس كذلك يا سيدة نور؟

 الرد:

أولا، أوصيك خيرا، بهذه العائلة التي منحتك الأمان والرعاية، ولم تشعرك أنك لست فردا منها، وأوصيك خيرا بهذه السيدة التي حبتك بالحنان ومنحتك الأمومة، وكذلك زوجها الذي كان بمثابة الولي لك، وأحسن تربيتك، ولم يفرق بينك وبين أبنائه الذين هم من صلبه، عليك أن تحفظ لهم هذا الجميل مدى الحياة.

أما بالنسبة للسيدة التي جاءت تطالب بالأمومة، فأنت قبل الحكم عليها، امنحها فرصة الحديث معك، وبعدما الاطلاع على حيثيات القضية يمكنك اتخاذ القرار المناسب، فقط أرجو أن تكون حكيما وإذا تعذر عليك الأمر ووجدت صعوبة في ذلك، يمكنك مراسلتي مرة أخرى، أنا دوما في الخدمة.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/oUwa7
إعــــلانات
إعــــلانات