مفتش شرطة و«بريڨادي» يدُسّان المخدرات في سيارة مواطن لاسترجاع صك بقيمة 300 مليون!
محكمة جنايات تيبازة حكمت عليهما بالسجن 6 سنوات
أصدرت محكمة الجنايات لتيبازة، حكمها في إحدى القضايا الحساسة التي جرى التكتم عنها، خاصة خلال التحقيقات الأمنية والقضائية، وهي القضية التي تورط فيها شرطيان، الأول برتبة مفتش شرطة والثاني برتبة حافظ شرطة، يشتغلان بأمن دائرة حجوط حوالي 15 كلم عن ولاية تيبازة، قاما بوضع المخدرات في سيارة أحد المواطنين الذي كان بحوزته صك من دون رصيد باسم صديق للشرطي حافظ الشرطة.
حيثيات القضية تعود إلى شتاء 2015، عندما كان المواطن المدعو «ص.ر» على متن سيارته عائدا إلى منزله في ليلة باردة، ليتفاجأ بحاجز أمني لمصالح الشرطة التابعة لأمن دائرة حجوط، أين تم توقيفه وإخراجه من السيارة، ليقوم حافظ الشرطة المدعو «ك.ر» بتفتيش السيارة مدّعيا أنه عثر بداخلها على قطعة مخدرات، ليقوم بالاختلاء بصاحب السيارة ويعلمه بأنه وجد المخدرات داخل سيارته، مهدّدا إياه إما بالزج به في السجن أو إعطائه الصك الذي بحوزته، والذي يعود إلى صديق حافظ الشرطة.
الضحية قال إن الصك بحوزته ووعد الشرطي بتسليم الصك فورا مقابل التستر عن قطعة المخدرات، رغم أن المعني كان متيقنا أنه راح ضحية خديعة قام بها الشرطي الحافظ لاسترجاع الصك، ليقوم في اليوم الموالي بتقديم شكوى لدى وكيل الجمهورية لدى محكمة حجوط، الذي فتح تحقيقات موسعة، وباستخدام التكنولوجيات المتوفرة تم الحصول على أدلة قاطعة تؤكد صلة صاحب الصك بأحد الشرطيين، خاصة ما تعلق بسلسلة من الاتصالات والمكالمات الهاتفية التي دارت بينهما ليلة الواقعة وأثناءها.
وبالتعمق في التحقيق، تم اكتشاف تورط حافظ الشرطة صديق خصم الضحية ومفتش شرطة كان قائد فرقة ليلة الوقائع، إلى جانب صديقهما الثالث، وهو الرأس المدبر في القضية، وبعد الاستماع إلى الأطراف المتهمة في القضية وشهادات الشهود ومنهم عناصر شرطة كانوا يشتغلون ليلة الواقعة، وبعد مرافعة الدفاع، أصدرت محكمة الجنايات حكمها والقاضي بإدانة المتهمين الأربعة بـ 6 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية بـ 100 ألف دينار لكل واحد منهم.
