إعــــلانات

زوجي أعدّ العُــدّة ليُمضي رمضان كلّه في الحرام

زوجي أعدّ العُــدّة ليُمضي رمضان كلّه في الحرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد أسأل الله أن يمنحنا القوّة لكي نصوم الشهر الفضيل إيمانا واحتسابا، وأسأله أن يغفر لنا الذنوب ويهدينا إلى الصراط المستقيم، كما أتضرّع إليه ونحن في شهر الخير والبركة أن يكتب السداد والرشاد لزوجي وأن يهديه ويثبت خطواته على الصراط المستقيم، بعدما حاد عنه من أجل متاع الدنيا الزائف .لقد فعل ذلك لأنه يرغب بالمزيد من المال، فبعدما كان مثلا للاستقامة والنزاهة أضحى جشعا طماعا، هو الآخر اغتنم الفرصة لكي يملأ جيوبه بالمال وإن كان على حساب قلبه الذي بات خاويا من خشية الله، لقد اتبع طريق الضلال مثلما يفعل أغلب التجار في رمضان، فبعدما كان محلنا قبلة للزبائن يتهافت عليه النساء والرجال ومن مختلف الأماكن، حتى المدن المجاورة، فإن سكانها لا يأبهون بالمسافة، نظير الحصول على مادة استهلاكية تشتهيها البطون في شهر رمضان ـ أفضل ألاّ أذكرها ـ لكي أتجنب الشبهات، وحتى لا ألبس الحق بالباطل، وأظلم من يبيع المادة نفسها باتباع المقاييس اللازمة لذلك، قلت إن محلنا الذي كان قبلة للزبائن تراجع قليلا بسبب المنافسة مما جعل زوجي يعتمد في تحضير تلك المادة بطريقة شيطانية، حتى إذا تعذّر عليه البيع يكون قد وفّر من رأس المال، لقد اعتد هذا الأسلوب العام الماضي، فحصل على النتيجة المرجوة، وحصد أرباحا لم يكن ينتظرها، لقد أطعمنا الحرام وأدخل بيتنا الطاهر شبهة الغش والتدليس، على الرغم من ذلك لم يخش الله، لقد عقد العزم أن يُقدم على الشيء نفسه هذه السنة حيث أعدّ العُدة ليمارس هذا الحرام. تصديت له بالرفض لكنه أبى أن يستمع لكلامي، بل وجنّد أبنائي لمساعدته وهذا ما أثار اشمئزازي، فكيف لوالد من المروض أن يكون رمزا للاستقامة وقدوة حسنة أن يفعل فعلته، لذا قررت أن أهجر بيتي لأن المؤمن مُطالب بتغيير المنكر، لكن زوجي يبدو أنه من الذين ختم الشيطان على قلوبهم.

الرّد:

أيتها الغالية، يا من لم تطاوع الشيطان، وترفعت بحسّها الإيماني عن الحرام، أسأل الله أن يدعمك في مسعاك وأن يكتب لزوجك الهداية على يديك، فأنت حقا امرأة يساوي وزنها ثقلا من الذهب، لأنك انتفضت ضد الشبهات ابتغاء لوجه رب الأرض والسموات، عكس زوجك الذي كسر الشيطان إرادته فهوى به إلى قعر الحرام بعدما كان ينعم في رحاب الحلال، فعل به ذلك فأحكم عليه القبضة بل وألقى بسلم النجاة بعيدا عنه، لذا وجب عليك أن تجاهدي الجهاد الأكبر لكي تحرري زوجك وأبنائك من هذا المعسكر القذر، دورك كزوجة مؤمنة صالحة، سيظهر حالا وفورا، زوجة تخشى الله تمد بيدها الطاهرة لتنتشل شريك حياتها والد أبنائها من انزلاقات خطيرة إذا سقط جراءها اضمحل وزال ما بقي في قلبه من إيمان، والنجاح في مهمتك لن يتم بالتراجع إلى الخلف والهروب إلى الوراء، إنما بالحكمة والصبر والمواجهة، فعليك أن تتقربي أكثر منه، موضحة له آثار المال الحرام الذي نبذه الله، لأنه سيضر صاحبه في الدنيا قبل الآخرة، مما يتوجب عليه التخلي عن ذلك، والتوبة والاكتفاء بمال الحلال الذي بفضل الله سينزل البركة والخير والاستقرار، المال الذي يحقق العفاف والكفاف  وراحة البال.عزيزتي عليك الاجتهاد والجهاد من أجل تبليغ هذه الرسالة إلى زوجك، فمن سيعينه على طاعة الله وتحري الحلال إن امتنعت، إنه في أمس الحاجة لمن يحرّك مكامن الخير في قلبه وعقله، افعلي ذلك بلطف ولين وادفعي بالتي هي أحسن، واسأل الله أن يكتب لك النجاح والفلاح، توكلي على الله وأنا على يقين تام بأن زوجك سيستجيب إن شاء الله فهو على ما يبدو ذو معدن طيب علقت به الشوائب، ومادورك إلا تنقيته ليعود إلى سابق عهده من الطهر والنقاء. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ورمضان مبارك على الجميع إن شاء الله.

 

ردّت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/9vNU0
إعــــلانات
إعــــلانات