أخاف أن أهوى إلى الحضيض بسبب تصرفات الغير.. فكيف أتقي شرهم
أخاف أن أهوى إلى الحضيض.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي الفاضلة، تحية لك ولطاقم صفحة أدم وحواء عبر منصة موقع النهار أونلاين ولكل القراء الأوفياء لهذا المنبر المنيع.
أخاف أن أهوى إلى الحضيض..لست هنا سوى لثقتي الكبيرة في نصحك وإرشادك فأنا والله في أمس الحاجة لأن أجد لنفسي السند والعزوة حتى أتبين أي طريق أنتهجه فمعضلتي صعبة نوعا ما و مسؤولتي. أن أجنب نفسي خسارة ما بعدها خسارة. وحتى أضعك في الصورة سيدتي فأنا شاب في بداية المشوار.
صحيح أنني لم أوفق في الدراسة، لكن هذا لم يؤثر على مسار حياتي. لأنني قررت أن أنطلق بخطوات ثابتة في طلب الرزق الحلال و تكوين نفسي، لكن صدقيني كل ومحاولاتي عرفت تعثرات وسقطات، ففي كل محاولة أصادف في طريقي أناس يتميزون بالمكر والحيلة وكذا الدهاء لدرجة أنني لم أجد بينهم لنفسي مكانة. وقد بتّ أحسّ من أنني بلا قيمة أو من أنني منتقص الكيان بين من لا يراعون الشعور ولا يقدرون الطيبة وحسن الأخلاق.
لست أدري إن كان الذنب ذنبي في أنني لم أجد شقّ طريقي. أما أن طريقتي في رؤية الأمور. وتسيير تفاصيل حياتي خاطئة و هل يجب علي أن أكون في مثل مكر من حولي لأسلم شرهم؟
ج.أيمن من الوسط الجزائري.
الرد:
تحية طيبة أخي الفاضل وبعد: بالرغم من أنك كنت مختصرا جدا لما تكابده من هم في رسالتك. إلا أنني قرأت بين طياتها كمية الخير والطيبة التي تحمل بداخلك. ومتيقنة أنا أشدّ اليقين أنه بمقدورك أن تعامل من حولك بما يليق بهم من حيلة و مكر. لكن الأصل فيك غلاب حيث أنك لم تنسق وراء نزعة الانتقام أو الرد بالمثل على السفهاء التافهين.
لست أريدك منهارا أو مغلويا على أمرك بني لكنني أدعوك ببساطة أن تعامل الناس ومهما كانوا بمثل ما تحب أن يعاملونك أنت، “عامل الناس بمثل تحب أن تعامل”. وتأكد أنه وفي قانون الحياة معادلة: “كما تدين تدان”، سواء في الخير أو الشر، فلو أن كل شخص قابل الإساءة بالإساءة لصار. يحكمنا قانون الغاب. لكننا بشر والله أعطانا عقلا نفكر به، وقلبا هو موطن الرحمة.
فالإساءة بالإساءة لن ترشد الناس إلى طريق الفلاح، والإحسان مقابل الإساءة تصرف تأكد أنه سيريحك ويلهمك راحة البال. لهذا أنصحك أخي أن لا تفكر أبدا في أن تكون ماكرا ولا صاحب نية سيئة فأنت لست أهلا لها على ما يبدو. وحاول أن تهدئ من روعك، وأن تبتعد عن العصبية ولا تدع شرهم يشعل فتيل الحقد ويثير غضبك. ويؤثر على تعاملك مع الآخرين، فكلنا نعاني من أشخاص سيئين في حياتنا. وما علينا سوى أن نعاملهم بذكاء وفطنة.
أما عن فشلك في اختيار الطريق. فانا أقول لك بلى على العكس، فأنت في بداية مشوارك وبصدد تحديد معالم مستقبلك. ولابد أن تحاول في شتى الطرق لتقرر أيهم تستطيع أن تمضي فيه بجدارة. لا تيأس فقط. ودمت في حفظ الرحمان.
ردت: س بوزيدي