أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيل للسلام
أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلام
تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي، قراء المنبر الكرام، قد يبدو طرحي التالي غريبا للبعض، فتلك هي كفي ظل التغيرات التي طرأت على مجتمعنا، لأن الواقع يحكي تفاصيل أخرى، فأنا شابة عزباء من عائلة ميسورة، إلا أنني أشعر بالحزن والانكسار، مقهورة في بيت أهلي، حقوقي محصورة في الأكل والشرب، مجبرة على سماع الكلمة، والانصياع لأوامر رجال، حتى إن كان من أخي الأصغر مني،
أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلام
لا بل أكثر من هذا عليّ على تحمل الجميع. حتى لا أثير المشاكل في لبيت، وحافظ على استقراره، فالمجتمع يرى أن المرأة ضعيفة .ولا تعي مصالحها، في حين أن أغلب الرجال هم أنانيين، وظالمين نتيجة تنشئة غير صحيحة تربوا عليها.
سيدتي لقد باتت رؤيتي للمستقبل جد محدودة، أشعر بالانكسار، وأنا التي كنت كثيرة الأحلام، فصار كل شيء أمامي حطام، فحتى فكرة الزواج تخليت عنها، فحتما من سأرتبط سوف يعاملني بنفس الطريقة، وبالتالي لا أريد أن أعيش جحيما من نوع آخر، لكن دوما أطرح هذا السؤال. لماذا على المرأة أن تتحمل عصبية وعنف الرجل؟
الأخت نصيرة من غرب البلاد
الرد:
مرحبا بك طرحك في محله، وهو أكيد انشغال الكثيرات، فقط أنت كانت لك فرصة التطرق إليه، لكن هذا لا يعني أيضا أن نعمم الظاهر على كل الرجال، فمثلما يوجد الطالح، هنا الصالح الذي يتقي الله في المرأة، ويعمل بوصية رسول الله عليه الصلاة والسلام ويرفق بهن.
أشعر بالقهر
أقدر جدا ما تشعرين به، وأتفهم الموقف الذي تعيشين، لكن عليك أن تغيري بعض المفاهيم، فعنف الرجل أو عصبيته. لا يمكن ربطه بالتربية الخاطئة، فأحيانا بعض الظروف والمواقف تؤثر عليه. وتجعله يفقد السيطرة عليها، فالنرفزة أمر وارد جدا، لكن العبرة بما يحصل بعد ذلك، فالرجل الذي يتراجع ويندم على فعلته فذاك رجل عاقل، أما الطامة الكبرة فبذاك الجاهل بأمور دينه نسأل الله السلامة.
أشعر بالقهر والانكسار ولا أعثر على سبيلا للسلام
هذه الظاهرة لا يجب أن تقفي لها أنت وقفة المستسلمة، بل عليك أن تجدي مخارج ومسالك لتغيري واقعك، لأن الاستسلام سيدفع بعض الرجال للأسف. لأن يستغل حب المرأة له، وأنها ستسامح وتنسى، ويتمادى أذيتها دون رحمة، ضاربا بعرض الحائط نفسيتها وكيف سيؤثر ذلك على حياتها، لان المعاملة السيئة لهذا المرأة التي تأخذ حصة الأسد في بناء المجتمع والحفاظ على روابطه المتينة،
الانكسار
فالعنف لا يولد إلا عنفا مثله، لهذا بدل أن تقفي موقف الضحية التي عليها تقبل أي نوع من الإهانة، عليه بتوخي الحذر، وهذا من خلال بناء شخصيتك بتهذيب أخلاقك أولا، احترمي نفسك وأحبيها حتى تجدين الاحترام من غيرك، تحلي بالحياء والأنوثة الجميلة في تعاملاتك، انهلي من المعرفة ما استطعت واشغلي وقت بما يفيد ودعك من سفاسف الأمور التي لا تعنيك، ثم حاولي أن تكوني مرنة دوما في الحوار في علاقاتك الاجتماعية، وخاصة العائلة “فالرفق حبيبتي ما كان في الشيء إلا زانه، وما خلا من الشيء إلا شانه”.
أما موضوع ارتباطك حاولي أن تعيدي فيه حساباتك، فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه فلا تتردي في القبول.