إعــــلانات

أعيش حاضري بذنب الماضي.. وكلام الناس يجرحني

أعيش حاضري بذنب الماضي.. وكلام الناس يجرحني

تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي يحدث أن يذنب الإنسان في حق ذاته. فيتسبب لنفسه في أذية قد تلاحقه طوال حياته.فأنا شابة عشت مشاكل كثيرة في الماضي وتركت لدي ترسبات لا أقوى على تخطيها ولا تجاوزها.

نشأت في بيئة متوترة، عائلة لا يتوقف فيها الخلافات والمشاحنات، دوما نتخبط بين أمي وأبي اللذان لا يحترمان بعضهما بتاتا، وكل ذلك بسبب الفقر الذي كنا نعيشه. لي أخ كبير كنت أود أن أحتمي تحت جناحه لكن للأسف هو الآخر كان عنيف جدا معنا. كل هذا وتفاصيل أخرى لم تسمح لي بأن أكمل دراستي لأنه كان لابد عليّ أن أعمل وأجني مالا، وهبني الله جمالا خلاب. وسلاسة في التعامل فأحظى بالقبول أينما أكون، حينها كانت لي علاقات عديدة. فسببت لي الشبهة وصار سمعتي على لسان كل من يعرفني، اعترف أنه كان طيشا مني.

فأنا لم أقدر الأمر وقتها، ولم أجد من يرشدني جادة الطريق، لكن مع الوقت تعلمت أشياء كثيرة غيرت مكان عملي. حتى أحوالنا في العائلة تغيرت للأحسن والحمد لله، لكن بقيت تلك السنوات عالقة في ذهني تعذبني كثيرا. الحمد لله اليوم أنا متزوجة، وأكرمني الله بزوج وابنة جميلة. إلا أن التفكير في الماضى لا يتركني أهدأ أبدا، لم أعد أستطيع الخروج ولا ممارسة دوري كزوجة ولا كأم، وكلما وجدت نفسي بمفردي أستسلم للبكاء، لأنني ببساطة لا أستطيع أن أنسى الماضي والجروح التي مرَّتْ بي. فكيف أمحو هذه الحقبة من حياتي؟

رحيمة من الوسط

الـــرد:

تحية أطيب أختاه، لك ولكل القراء، مرحبا بك ونتمنى أن نكون في مستوى الرد عليك، سائلة المولى عز وجل. قبل كل شيء أن يزرع السكينة والطمأنينة في قلبك، وأن نكون خير معين لك لتتجاوزي. حزنك وألمك بحول الله.
حبيبتي، أذكرك وأذكر نفسي أن سبب وجودنا في هذه الحياة هو لعبادة الله سبحانه وتعالى. مؤمنين بقضائه وقدره كله، راضين بما قسم لنا وصابرين على كل أحوالنا. وأنت قدّر الله لك أن تكوني ابنة عائلة فقيرة لكن الحمد لله لم تقفي مكتوفة .الأيدي وسعيت لطلب الرزق ومساعدة أهلك على مشقة الحياة.

ولو أن هناك بعض الأخطاء لكن خير الخطائين التوابون، لذا لابد من تجاوز الأمر. خاصة وأنك شعرتي بالندم، وأبليتي البلاء الحسن. وغيرتي الكثير من نفسك، وأنت اليوم سيدة محترمة وزوجة صادقة وأم حنون. واعلمي أن اجترارها مضيعة الآن لا يسمن ولا يغني من جوع، لهذا لا تلتفتي لا لكلام الناس وللماضي المؤلم. واستمري في طريق النجاح.

أختي الفاضلة، توقفي عن لوم أهلك، ووالديك، والظروف التي مررتم بها، وانظري إلى ما بين يديك الآن، وعددي نعم الله التي تحاصرك، وإلى كرم الله إذ وهبك زوجا وابنة وعائلة يهون إلى جانبهم كل معاناة وأي كلام قد يُقال، ويكفي أن الله منّ عليك بتوبة نصوح، حاولي أن تُسخري نفسك لهم حتى يشعرون بوجودك الإيجابي الذي يلفهم بالأمان والسعادة بحول الله، فاحمدي الله أختاه، وأكثر الدعاء لوالديك ولعائلتك ولنفسك وأنت بين يديه في سجدة، ولا تجعلي الحزن يسيطر عليك فما تمرين به إلا كيد الشيطان لعنة الله عليه.
تناسي أحداث طفولتك، وصححي نظرتك للحياة، وركزي على الزوايا الإيجابية، غيري من نشاطاتك اليومية، جددي نشاطك بالاعتناء بأنوثتك، التقي بصديقات وفضفضي معهم، وإن كان بالإمكان سجلي في دورات تعليمية لتشغلي نفسك، وبالتأكيد سوف تتجاوزين الأزمة بسلام، فرسالتك كزوجة، وكأم لا تسمح لك برفع راية الاستسلام.
تمنياتنا لك بالتوفيق ان شاء الله

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/Mq5ph
إعــــلانات
إعــــلانات