ألغى وجودي وضربني في مقتل

ألغى وجودي وضربني في مقتل.
بعد عظيم التضحيات لم أعد لدى زوجي من ضمن الأولويات.
بعد التحية والسلام، أشكرك سيدتي أنك قبلت الخوض في مشكلتي التي هوت بقلبي الضعيف، فما أنا فيه من حيرة قضى على كل جميل في حياتي. وما أنا إلا عينة من بين عديد النساء اللواتي بث الخوف في قلوبهن ما بثه.منبرك الجميل سيدتي يعتبر بارقة الأمل لكل حائرة وطوق نجاة لكل مهموم، فبوركت.
سيدتي،زمن التضحيات في سبيل الحب ولى، و لم يعد للمشاعر الصافية مكان في قلوب تمتهن الخيانة و تنكل بالأفئدة المحبة فتحسبها جبانة. و إسمحيلي إن إستهلت رسالتي لك بهاته الطريقة فأنا مكسورة متعبة لا حول لي ولا قوة أمام معضلتي.هذا المشكل الذي أضعه بين يديك وكلي أملا أن أجد له حلا.فزوجي تركني بعد أن تركت لأجله كل شيء.
أجل، لقد تركت لأجله كل شيء و لم أتوانى في رسم السعادة و تلوين حياته بكل جميل و رائع، و حسبت أنه سيقدر الأمر و سيعيد لي الأمل الذي فقدته بعد أن تخليت لأجله عن كل أحلامي و أيامي الجميلة.
فبعد أن ألغيت كينونتي و تركت مسيرتي المهنية و ارتأيت أن أكون رهن إشارته في كل شيء فقط حتى يحيا حبنا و تستمر علاقتنا، وجدته يصفعني بقرار الهجرة الى دولة أروبية حتى يبني هنالك حياته و يحقق أحلامه، في البدء استبشرت خيرا، لكنني و بمجرد ان ناقشت معه الأمر، وجدت نفسي خارج دائرة الاهتمامات و الأولويات، بالعكس، لم أجد لنفسي مكان قط.
ألمني الأمر كثيرا، و لم أعي بنفسي إلا و أنا أنهار و احترق مثل شمعة أطفأتها ريح عاتية. لقد حطمني و قتلني و أنا التي جعلته أغلى شيء في حياتي.
لم أعي بنفسي إلا و من وهبته قلبي و حبي يربط حقائب السفر و قد رتب كل شيء و قد أخبرني و هو يطبع قبلة الوداع على جبيني بأن لا أنتظر عودته ومن أنني استحق كل جميل في الحياة و من أن القدر حتما سينصفني على حسن صنيعي معه. بتّ أعلّل النفس بالأمال أرقبها، و ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
لا أريد أن أمحّص كثيرا فيما حدث و أمنّي نفسي بأن الأمر ستتغير و من أنه سيعود و من أن المياه ستعود الى مجاريها و من أن ما حدث لا يمكن ان يكون سوى سحابة صيف عابرة.
أختكم ف.رندة من الشرق الجزائري.
الرد:
عزيزتي، لقد تأسفت كثيرا لما آل إليه حالك مع زوجك الذي تصرف بكثير من الأنانية معك، كيف لا وقد ألغى وجودك بعد أن جعلته كل شيء في حياتك وإستغلّ الفرصة لأن يقتل أحلامك ويدفن قلبك المتعب ويدير ظهره لك متناسيا جسيم التضحيات التي قدمتها له.
لم يرمي عليك زوجك يمين الطلاق وهذا أمر يبين أنك لازلت على عصمته فلا تتهوري وتتركي بيت ، وإصبري مهلة من الزمن فقد تتغير الأحوال ويجد له متنفسا بعد الضيق في التخمين والسوء في التفكير لمحلك من الإعراب في حياته، فربما سيقوم بإرسال ما يبلزمك من وثائق تمكنك من الإلتحاق به والعيش معا من جديد. كذلك، عليك أن تحفظي زوجك في الغيب مع أهله بالرغم من كل ما حصل، فلا ذنب لهم إن أنت قاطعتهم أو بترت حبال الوصال معهم، وقد يكون تدخلهم موافيا لجمع شملك بزوجك الذي أسأل الله أن يهديه إلى طريق الصواب، ويجعل له مخرجا من حيث لا يحتسب، حيث أنني أظنه وبعد أن ضاقت به السبل وصدّت في وجهه الأبواب لم يجد بدا إلا أن يسافر ليؤمن مستقبلا أفضل ، ولم يجد إلا التخلي عنك بهذه الطريقة حتى لا يكون له من الندم شيء.
دوسي قليلا على قلبك المتعب وتوسمي خيرا فيما هو أتـ، وتأكدي من أنه لا خير إلا فيما إختاره الله.
ردت: “ب.س”