أمي تقف في وجه سعادتي.. هل في زواجي من مطلقة جرم؟
بعد التحية والسلام، سيدتي أريد أن تفصلي لي في أمر هالني وقضّ مضجعي. وأنا والله حائر تائه ولست أعرف أي طريق أنتهجه.
فأنا شاب ذي مستوى جامعي وقد تعرفت على إنسانة طيبة أنوي الإرتباط بها. إلأ أن من إخترتها شريكة لحياتي فتاة سبق لها الزواج وقد تطلقت لأسباب خارجة عن نطاقها،.إنسانة واعية صادقة، أحبها ولست أرى غيرها شريكة لحياتي. عدا ذلك فأهلها أناس محترمون وصادقون في زمن لم يعد فيه للصدق والأمانة مكان.
أهلي من جهتهم وما إن علموا بالأمر فقد رفضوه جملة وتفضيلا. خاصة و أنّ لهذه الفتاة طفل قبلت بوجوده هو الاخر في حياتي وإحتسبت رعايتي له أجرا. صدقيني سيدتي في هذه الفتاة جميع المواصفات التي أريدها وأتمناها: من العاطفية، إلى الهدوء، إلى الجمال الروحي والشكلي. إنتهاء إلى ولهي بها وإحترامي لأهلها.
سيدتي، أمي ترفض هذا الزواج، وهي تلحّ عليّ أن أرتبط بمن لم يسبق لها الزواج مثلي. ويشتاط غضبها مني كلما أخبرتها أنني لن أجد نفس ما وجدته لدى هذه الفتاة من أخلاق وروح طيبة. صحيح أنني الوحيد لدى أمي مع أختين إستقرتا في بيتهما وتزوجتا. وأعلم أن اكبر همّ لأمّي أن ارتبط وأستقر. لكنني لست أرى مانعا أو عيبا من الإرتباط بفتاة مطلقة أكون أنا أهلها وكل مستقبلها بإذن المولى عزّ وجلّ.
كما لا أريد الإنصياع لرأي أمي وما تمليه عليّ من أمور، كما أنني لا أريد أن أغضبها. وانا أحاول من خلال منبرك سيدتي أن تغيّر رأيها بعد أن تقرأ ردّك الذي يهمني ويهمها. ويهمّ فتاة متأكد أنا من أنها ستكون نعم الزوجة.
الرد:
بني، أسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك رضا هذه والدتك ويقيك من كل سوء.
بني، أسوتنا في الحياة أن رسولنا عليه صلوات الله وسلامه لم يتزوج بكراً سوى عائشة رضي الله عنها. وعليه فليس هناك من ضرر في الارتباط بفتاة مطلقة أو أرملة، لأن ّ العبرة هنا بالرضا والتوافق النفسي. وقبل ذلك بصلاح الدين وكمال الأخلاق.
كذلك و من خلال هذا المنبر ايضا أوصيك بالوالدة خيراً، فإن رضاها من رضا الله، وكلامها أيضاً له قيمته وأثره على حياتك من خلال نصحها وإرشادها لك،
فلابد من الحرص على رضاها وموافقتها، خاصةً وأنت وحيدها وقرة عينها، وفي هذه الحالة إذا كانت الوالدة غير راضية فسوف تكون الموازنة في غاية الصعوبة، لأن الغيرة ستكون شديدة بين أمك وبين الزوجة التي جاءت لتشاركها في حب إبنها الوحيد وتقاسمها في مسؤولياته وقبلا في مشاعره، وإذا لم تجد الأنسب التي تجمع مع صلاح الدين ورضا والدتك، فأرجو أن تشجع الوالدة على زيارة أسرة الفتاة، فقد تتغير نظرتها بإذن الله إذا كانت العروس كما وصفت، وكانت أسرتها من أهل الدين والصلاح. كما لا يفوتني أن أنصحك بالإجتهاد في التوجه إلى الله، كما عليك أن تشاور أخواتك، ولتستعن ببعض أصدقائك المقريبن على إقناع الوالدة، علها تخاف من كلام الناس أو تغير من نظرتها حيال فتاة لا ذنب لها أنها تطلقت.
خلاصة القول
بنيّ: فليس في الشريعة ما يمنع من زواج المطلقات، بل ربما كنّ في زماننا أيسر مهراً وأرضى بالقليل، ولكني أنصحك بعدم التقدم خطوات إلا بعد إقتطاع موافقة الوالدة، وما من إنسان رغب في إرضاء والديه إلا كان التوفيق حليفه والنجاح مصيره بإذن الله.
أرجو أن يوفقك الله للخير، وأن يرضيك به، فقد فعلت ما عليك ولا زلت تجتهد في سبيل الظفر بالزوجة الصالحة، فعليكولم يبق عليك في الأخير سوى تقوى الله وطاعته، والتوكل عليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
نسأل أن يوفقك لما فيه الخير وأن يرضيك به