إعــــلانات

أن تتزوجوا اليتيمات وتعتنوا بهن لأجر عظيم

أن تتزوجوا اليتيمات وتعتنوا بهن لأجر عظيم

   إن أصعب حالة تصيب البنت أو الولد، هي فقدانهما لأحد الوالدين أو لكليهما، ولكن أكثر الطرفين تأثرا وتضررا هي البنت، لأن البنت من طبعها أنها تحتاج إلى رعاية الرجل من ولادتها إلى موتها، غير أن الولد لا يحتاج إلى ذلك إلا في مراحله الأولى فقط، فهو حين يكبر ويصير رجلا، يستقل بنفسه ويبحث عن زوجة لترعاه، إن الفتاة  هي أكبر أمانة أوصانا بها نبيّنا الكريم بعد الإسلام، ووصاياه كثيرة، منها ما جاء في سنن إبن ماجه عن أم سلمة: أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان يقول في مرضه الذي توفي به: الصلاة وما ملكت أيمانكم، فما يزال يقولها حتى يفيض بها لسانه - صحّحه الألباني، ولكن البنت اليتيمة تزداد قيمتها أكثر من سواها، لأنها ربما فقدت والديها وتخلى عنها إخوتها وأخواتها، وكم من قصة واقعية عن بنات فقدن الوالدين وتخلى عنها من بقي من إخوتهن، لأنهم شعروا بأنهن عبء ثقيل، ولذلك، فهذه الفتاة ليست يتيمة عادية، إنما يُتمها أعظم وأجّل، فهناك فتيات فقدن أولياءهم، لكنهن تلقين الرعاية من الإخوة، وتزوجن وصرن في أحسن حال، بينما أخريات وصل بهن الأمر إلى حد الهروب من البيت والانتحار أو الإنحراف، ولا أعتقد أنكم تستغربون كلامي كثيرا، رغم أنه مؤلم، فنحن نعيش جميعا في واقع ونسمع فيه أخبارا مؤلمة، ولذلك قلت اليُتم درجات، وقد دفعني إلى هذا المقال قصة صديقةٍ لزوجتي عانت معاناة شديدة بعد فقدانها لوالديها وتخلى الكل عنها . إن البنت يا مسلمين أمانة، وإن البنت اليتيمة أكثر أمانة، وإن اليتيمة التي فقدت حنان من بقي حيّا هي أعظم وأشد، فلا تكونوا سببا في فساد خلق وضياع حياة وزهق روح، نسأل الله أن يُسخِّر من يكفل اليتامى عموما واليتيمات خصوصا، وأنصح إخواني الطيّبين أن يتزوجوا اليتيمات، وأن يعتنوا بهن، فلهم أجر عظيم فيهن أكثر من سواهن، ونحن في زمن كثر فيه اليتامى واليتيمات.

  عادل زواقري/ خنشلة

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/WIrUq
إعــــلانات
إعــــلانات