إعــــلانات

إبن تيمية .. شوكة أنهكت أهل البدع والضلال

إبن تيمية .. شوكة أنهكت أهل البدع والضلال

الشيخ أول من رد على الطوائف الضالة الخارجة عن منهج الإسلام

لم يجد عالمٌ من العلماء المسلمين ما وجده شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله من الهجوم والتشويه والتكفير والتنفير عنه، من الطوائف الضالة الخارجة عن منهج الإسلام النقي الذي يُعلي من شأن الكتاب والسنَّة ويخفّض سلطة ما سواهما من البشر، فحارب إبن تيمية على كل الجبهات فكتب كتباً لم يستطع خصومه الرد عليها حتى يومنا هذا، سوى بالسباب والشتائم والتكفير والتبديع وتحذير الناس من قراءتها والدعوة إلى حرقها.ولد ابن تيمية رحمه الله يوم الإثنين سنة 661 للهجرة في حرّان، وفي سنة 667 أغار التتار على بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق، وبها كان مستقر العائلة، حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره.ومما ذكره إبن عبد الهادي عنه رحمه الله عنه في صغره أنه (سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير، وقد عني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على إبن عبد القوي، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك، هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه) .وقد ردَّ ابن تيمية على الفلاسفة والمناطقة والمتكلمة في كتابه الشهير “درء تعارض العقل والنقل” وقد أثبت بالدليل والبرهان أن هذا التعارض هو تعارض غير حقيقي، بالإضافة إلى رده على الماديين والعلمانيين والملاحدة، فهذا الكتاب بشهادة الكثير من المفكرين ومنهم غربيين يؤكد على الإختلاف البيِّن والجلي بين المسيحية المُحرَّفة والإسلام المحفوظ.وردَّ إبن تيمية على الشيعة في كتاب ماتع شهير إسمه “منهاج السنة النبوية” فنَّد فيه أدلة آيات وسادة وملالي الشيعة بأسلوب عقلاني صرف، لأنه يعلم يقيناً أن القوم قد يحتجون عليه إنْ استدل بالكتاب والسنة بأنهم لا يؤمنون بصحة هذا الكتاب وهذه السُنَّة لذا فهو يحاكمهم إلى العقل، ولهذا كانت ردوده وحججه وبراهينه في هذا الكتاب علمية وعقلانية ومنطقية صرفة.ولعل بقاء حججه هذه قوية وفاعلة حتى اليوم سبباً في العداوة الشديدة التي يلقاها الشيخ من لدن السادة والملالي الذين حين لم يجدوا حتى اليوم ما يردون به حججه وبراهينه إكتفوا بتحذير أتباعهم من البسطاء والعامة من قراءة كتب ابن تيمية بزعم أنَّها قد تزيغ بهم عن طريق الصواب وعن حب آل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، كما يفعل اليوم بعض المبتدعة وأدعياء العلم.وردَّ ابن تيمية على الصوفية الخرافية التي تعطي لبعض البشر مكانة مقدسة غير مستحقة فكتب كتابه الشهير “الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان”، وفنَّد فيه تخاريف كبار المتصوفة وأفكارهم حول الإتحاد ووحدة الوجود والطواف بالقبور والتمسح والتبرك بها ودعاء أصحابها والإستغاثة بهم والحضرات والموالد وما يحصل فيها من تجاوزات يُراد تمريرها من لدن السدنة والأوصياء على الأضرحة والقبور بصفتها من الدين، ولذا تجد الصوفية الخرافية تفقد شعبيتها كلما زاد الطلب على العلم الشرعي الذي أصبح شيخ الإسلام إبن تيمية علماً عليه.ولم يكتف شيخ الإسلام إبن تيمية بهذه الردود العقدية بل استشعر الحاجة إلى تخليص الدين والفقه على وجه خاص، من التقليد الأجوف القائم على التبعية العمياء، مع احتفاظ الشيخ وتأكيده على احترامه لأئمة الدين من أصحاب المذاهب الأربعة، فكتب رسالته القصيرة “رفع الملام عن الأئمة الأعلام” والتي تدعو إلى نبذ العصبية والتقليد لشيوخ المذهب وضرورة تقديم ما صح به الكتاب والسنَّة على أقوال الأئمة، ولا يجوز بأي حال تقديم قول عالم أو إمام كائناً من كان على ما صح ثبوتاً ودلالة من أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

هاذا ما قاله الغربيون عن ابن تيمية

إعتبر علماء الغرب وملوكهم ومفكروهم في زمان إبن تيمية الشيخ بأنه أحد عباقرة الفكر الإنساني، وأحد أكثر دعاة الإسلام تأثيراً فيه إضافة إلى تأثير منهجه الفقهي الكبير الذي عُدَّ بمثابة إعادة فتح باب الإجتهاد مرة أخرى وبطريقة لا تسمح لأحد بإغلاقه فيما بعد، حيث اتبع الشيخ منهج كبار التابعين على غرار الأئمة الأربعة الأعلام أصحاب المذاهب.كما عدوه أيضا مجدداً رصيناً ومؤثراً على المستويين التكامليين الديني والعقلي، حتى كانت أفكاره نواة للدعوة من بعده واقتدى بها أكثر المجددين في العصور الأخيرة على غرار الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، الذي لم يختلف منهجه الدعوي عن منهج الشيخ ابن تيمية رحمه الله، حتى قال أحد المفكرين الغربيين “لقد وضع إبن تيمية ألغاماً في الأرض الإسلامية، فجَّر بعضها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وينتظر بعضها الآخر من يفجره”.والمدهش في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنَّها جاءت لتعيد إحياء العقيدة الإسلامية وتنقّيها مما علق بها من أدران الشرك والبدعة والخرافة والتبعية العمياء، ذات الأدران التي لطالما حاربها شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله على كل الصعد.لكن ورغم كل ما فعله الشيخ رحمه الله فإنَّه لم يسلم من ظلم ولاة الأمر كما هو مشهور حتى أنَّه سُجِن حتى مات في سجنه قرير العين مطمئن الفؤاد مرتاح البال، حتى نُقِلت عنه تلك الجملة المشهورة “ما يفعل أعدائي بي، جنتي وبستاني في صدري، سجني خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من أرضي سياحة”.

منهج وأقوال شيخ الإسلام في العقيدة

الواجب أن نؤمن بما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في الصفة، إلا أنه أخص من التكييف؛ فكل ممثل مكيف، ولا عكس، فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه الأمور الأربعة.ونعني بالتحريف هنا: التأويل الذي سلكه المحرفون لنصوص الصفات؛ لأنهم سموا أنفسهم أهل التأويل، لأجل تلطيف المسلك الذي سلكوه؛ لأن النفوس تنفرُ من كلمة تحريف، لكن هذا من باب زخرفة القول وتزيينه للناس، حتى لا ينفروا منه، وحقيقة تأويلهم: التحريف، وهو صرف اللفظ عن ظاهره؛ فنقول: هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح؛ فليس تأويلاً بالمعنى الذي تريدون، لكنه تفسير.وإن لم يدل عليه دليل؛ فهو تحريف، وتغيير للكلم عن مواضعه؛ فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة، فصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف؛ قد ضلوا وصاروا في طريق معاكس لطريق أهل السنة والجماعة.وعليه لا يمكن أن يوصفوا بأهل السنة والجماعة؛ لأن الإضافة تقتضي النسبة، فأهل السنة منتسبون للسنة؛ لأنهم متمسكون بها، وهؤلاء ليسوا متمسكين بالسنة فيما ذهبوا إليه من التحريف.وأيضاً الجماعة في الأصل: الإجتماع، وهم غير مجتمعين في آرائهم؛ ففي كتبهم التداخل، والتناقض، والإضطراب، حتى إن بعضهم يضلل بعضاً، ويتناقض هو بنفسه.

رابط دائم : https://nhar.tv/tgTzN
AMA Computer