إرهابيون تائبون يكشفون لـ “النهار” عن تفاصيل ” الحواجز المزيفة”
الحاجز المزيف نقطة أساسية في قاموس الجماعات الإرهابية، إذ لا يمكن تصور نشاطاتها من دونه لتنفيذ عمليات الاغتيال
وكذا لكسب الثروة من خلال الاستيلاء على أموال المواطنين بالقوة. و في لقاء جمع “النهار” ببعض التائبين الذي كشفوا أن التخطيط للحاجز المزيف يكون يوما واحدا قبل عملية تنفيذه إذ يقوم الإرهابيون بعقد اجتماع لمدة ساعة من الزمن بعد صلاة الظهر و يترأسه أمير الجماعة رفقة المستشار العسكري و أمير المالية و عليه يتم الاتفاق بصفة نهائية عن مكان “الحاجز” و توقيته . مقابل ذلك أكد التائبون أن اتصال الإرهابيين فيما بينهم يتم عادة عن طريق “الراديو اللاسلكي” إلى جانب استخدام الرموز السرية التي يتم تغييرها من عملية لأخرى ، معلنين في السياق ذاته أن هذه الرموز التي يتم اختيارها تكون جد صعبة بحيث يصعب على مصالح الأمن تفكيكها كالقول مثلا “شجرة زرقاء” و التي تعني مثلا “الانسحاب من الحاجز”.
الحاجز المزيف … عالم رهيب للقتل والذبح و اختطاف للأبرياء
و بعد انتهاء اجتماع الإرهابيين يشدون رحالهم بعد وقت المغرب إلى المكان الذي اختير لتنفيذ العملية الإرهابية من خلال نصب حاجز مزيف ليقضوا بعد ذلك وقتا طويلا لترقب الأوضاع بشكل دقيق… و أثناء نصب الحاجز يقف عشرة من الإرهابيين الذين يرتدون “الزي العسكري” على اليمين و نفس العدد يقف من الجهة اليسرى و أما في الوسط فيقف عدد من الإرهابيين الذين يرتدون ملابس مدنية مهمتهم الرئيسية تقتصر فقط على تقديم النصائح و توزيع البيانات و المناشير التحريضية بحيث يتوسطهم “المستشار العسكري ” الذي يحمل قائمة الضحايا المستهدفين . إلى جانب ذلك فإن الحاجز المزيف يكون دائما مدعما على الأقل بأربعة قنابل يدوية توزع على حافة الطريق تأهبا و استعداد لتدخل قوات الأمن بحيث يلجئون على تفجيرها في حالة حدوث أي طارئ ليتمكنوا من خلالها من الفرار و كذا لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا …و في حالة عدم تدخل “الأمن” يقومون بنزعها مباشرة عند رفع الحاجز لاستخدامها من جديد في حاجز مزيف آخر.
مواطنون …ضمن شبكات دعم و إسناد الإرهاب
ومن جهة ثانية أكد لنا هؤلاء التائبون أنه حتى المواطنون يتم استخدامهم في نصب الحواجز المزيفة بحيث يقفون في وسط الطريق ملثمون من دون أن يكشفوا عن وجوههم حتى لا يتعرف عليهم المواطنون أين يتم تدعيمهم بالسلاح خاصة و أن مهامهم تتمثل في الإبلاغ و الكشف عن هوية المواطنين المستهدفين من قبل الجماعة الإرهابية مقابل حصولهم على مبالغ مالية تصل في غالب الأحيان على 3 ملايين سنتيم …مقابل ذلك رفض هؤلاء التائبون الكشف عن هوية …هؤلاء المواطنين الذين لا زالوا ينشطون لحد الساعة خوفا من انكشاف أمرهم ليصبحوا مجبرين على الالتحاق رسميا بالنشاط المسلح في الجبال.
بعد رفع الحاجز…قتلى …وأموال طائلة تدفن تحت التراب وأخرى توجه لشراء الأسلحة من الحدود الصحراوية
وعندما يرفع الحاجز المزيف الذي قد يدوم ساعتين أو أكثر ، تعود الجماعة الإرهابية أدراجها حاملة معها الأموال الطائلة التي و عند وصولها إلى المركز يعقد أمير السرية رفقة أمير المالية و المستشار العسكري اجتماعا تقييميا أين يتم أيضا عد النقود لتدفن بعد ذلك بعد التراب و لا يعلم بمكان تواجدها إلا أمير الجماعة و أمير المالية اللذان يقومان بسحب النقود كلما احتاجوا إليه …لتصرف حسب شهادة التائبين في شراء أنواع فاخرة من الألبسة ، الأحذية و الهواتف النقالة ذات التكنولوجيات العالية …غلى جانب شراء ألذ المأكولات و المشروبات . موضحين أن الثروة المتحصل عليها تقسم على ثلاثة أجزاء ، جزء يوجه لكتيبة تيزي وزو و جزء آخر يوجه لأمير المنطقة في حين أن النصيب الأكبر من الثروة يوجه مباشرة للخزينة الكبرى الكائنة بمنطقة “أكفادو ” التي أطلق عليها الإرهابيون اسم “عاصمة الإرهاب” ، أين يتم وضع الأموال داخل حفرة لا يقل عمقها عن 200 متر و يشرف عليها “أمير المالية” الحالي و الذي يدعى “أبو عبد الله الذي ينحدر من منطقة “جيجل” ذو مستوى جامعي و الذي عين في منصبه سنة 2002 مباشرة بعد القضاء على أمير المالية السابق الذي تم القضاء عليه في كمين نصب له في منطقة “بوبراك” بولاية بومرداس . في حين أن محدثونا كشفوا لنا أن جزءا من الأموال المخبئة بالخزينة الكبرى الكائنة “بأكفادو” توجه عادة لشراء الأسلحة من نوع “كلاشينكوف” ، “سيمينوف” و “أر.بي .جي”من الحدود الصحراوية مرة واحدة في السنة بحيث يتنقل 20 عنصرا يترأسهم المكلف بشرائها “خالد الأعور” رفقة عناصر الدعم و الإسناد مشيا على الأقدام و أحيانا أخرى يستعينون بمركبات لشراء هذه الأسلحة التي تصل قيمتها المالية إلى200 مليون سنتيم و غالبا ما تكون الرحلات في فصل الشتاء لطول الليل .