إسبانيا: أفراد خلية للقاعدة يمثلون أمام القضاء
يمثل أفراد خلية يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة أمام القضاء الأسباني لعرض إفاداتهم الجمعة، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية الأسبانية تنفيذ عملية استغرقت 48 ساعة، وانتهت الخميس باعتقال ثلاثة أشخاص بالمناطق الجنوبية، يعتقد بأنهم كانوا يتدربون على تقنيات متطورة، بينها التحليق الشراعي وإعداد متفجرات. وقالت سيسيليا ريفيرا، الناطقة باسم وزارة الداخلية الأسبانية، إن بابلو رويز سيكون القاضي الذي يتولى القضية، وذكرت أن من حقه خلال الجلسة أن يسأل المدعى عليهم أو الشهود حول الوقائع التي شهدوها أو التهم المنسوبة إليهم. وكان الإعلان عن اعتقال أفراد الخلية قد جاء على لسان وزير الداخلية الأسباني، خورخي فيرنانديز دياز، الذي قال إن وحدات أمنية نفذت “إحدى أكبر العمليات ضد تنظيم القاعدة” في البلاد، استغرقت 48 ساعة، وانتهت الخميس باعتقال ثلاثة من أفراد التنظيم. وقالت وزارة الداخلية إن المجموعة كانت جاهزة لتنفيذ عمليات في أسبانيا وأوروبا، مضيفة أن بين الموقوفين تركي، واثنين يعتقد أنهما من أصول روسية شيشانية. وبحسب الوزارة، فإن المجموعة كانت تمتلك كمية من المتفجرات تكفي لتدمير حافلة، وقد جرى القبض على اثنين من أفرادها خلال وجودهما في حافلة بطريقها إلى فرنسا، وقد “قاوما بشراسة” محاولة اعتقالها، وفقاً لما أكدته الوزارة، أما الثالث، فقد أوقف في منطقة “كاديز.” وتواصل الشرطة الأسبانية البحث عن متفجرات وأدلة بمنطقة “سان روك” في كاديز، حيث يعتقد أن المجموعة قامت بإخفاء أسلحة ووثائق. وتشير التسجيلات التي تمتلكها الشرطة للمحادثات الهاتفية بين أفراد المجموعة إلى أن زوجة الموقوف التركي قد تكون عمدت إلى “إزالة بعض الأدلة” من المنزل قبل اعتقال زوجها. كما تمتلك الشرطة جهاز الكمبيوتر المحمول لأحد أفراد المجموعة، وتعمل على محاولة تحليل البيانات الموجودة فيه. وقالت وزارة الداخلية الأسبانية، إنها كانت تراقب أفراد الخلية منذ شهر تقريبا، ولكنها أكدت بأن أجهزة أمنية أجنبية كانت قد رصدتها، وبدأت بمراقبتها قبل ذلك. ولفتت إلى أن الموقوفين كان لديهم معلومات حول كيفية تشغيل طائرات تعمل دون طيار، كما كان لبعضهم خبرة في مجال تصنيع المتفجرات والسيارات المفخخة واستخدام الأسلحة النارية. وتشير معلومات إلى أن المجموعة تدربت أيضاً على استخدام الطائرات الشراعية المزودة بمحركات صغيرة، ما يدفع إلى الظن بأنها كانت تخطط لعمليات جوية. ولم تتضح بشكل رسمي طبيعة المخططات التي كانت المجموعة تعمل عليها، ولكن فرناندو ريناريس، كبير محللي شؤون الإرهاب لدى “معهد إلكانو الملكي” في مدريد، قال إنه علم من مصادره في أجهزة الأمن أن المجموعة كانت تعتزم مهاجمة القاعدة المشتركة للبحريتين، الأسبانية والأمريكية، قرب كاديز، أو المصالح البريطانية في جبل طارق. وقال ريناريس لـCNN إن أجهزة الأمن تشتبه في وجود صلات بين الموقوفين وجماعة “عسكر طيبة” الباكستانية المتشددة، كما تعتقد بأن شخصاً واحداً على الأقل من أفرادها حصل على تدريبات عسكرية في باكستان أو أفغانستان. ويلفت ريناريس إلى أن أسلوب عمل هذه المجموعة يختلف بشكل كبير عن ما عهدته أسبانيا طوال السنوات الماضية، إذ كانت قوات الأمن تعتقل أفراداً قاموا بتدريب أنفسهم واعتنقوا الأفكار المتشددة بدوافع شخصية، بينما يعتقد أن هذه الخلية مرسلة من الخارج بشكل منظم من أجل شن هجوم في أسبانيا. كما يشير إلى أنه في حال ثبوت وجود صلات للموقوفين مع جماعة “عسكر طيبة” فسيكون ذلك الحادث الثاني من نوعه في أسبانيا، التي سبق لها واعتقلت خلية أخرى اتضح أنها على صلة بالجماعة في مدينة برشلونة عام 2004. وتحمل السلطات الهندية والغربية “عسكر طيبة” مسؤولية تنفيذ العديد من الهجمات، على رأسها عملية “مومباي” الدموية عام 2008، إذ يعتقد محللون أن الجماعة طورت خلال السنوات الماضية أسلوب عملها، وعززت روابطها مع تنظيم القاعدة. يذكر أن بعض المواقع التي ترتبط بالتنظيمات المسلحة المتشددة كانت قد نشرت إعلاناً على صفحاتها مطلع العام الجاري، يتضمن البحث عن متطوع “يعيش بين الأعداء ويجيد اللغة الأسبانية”، وقد رصدت مدريد الإعلان آنذاك، واعتبرته دليلاً يؤشر على إاحتمال التحضير لهجوم انتحاري.