إعــــلانات

إطار سابق بوزارة التجارة ضمن عصابة «الميڤري» لتهريب الكيف إلى أوروبا

إطار سابق بوزارة التجارة ضمن عصابة «الميڤري» لتهريب الكيف إلى أوروبا

محاكمة 19 متهما في قضية تهريب المخدرات تكشف

تحت حراسة أمنية مشددة، وبحضور قاضي احتياطي، شرعت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء شرقي العاصمة، صبيحة أمس.

في محاكمة عناصر الشبكة المختصة في المتاجرة والتهريب الدوليين للمخدرات التي تورط فيها 19 متهما، على رأسهم المدعو «أ.س» المكنى «سعيد الميڤري» وشقيقه.

إضافة إلى عم الطفل «أمين ياريشان» الذي راح ضحية اختطاف إجرامي مطلع شهر نوفمبر 2015.

بالإضافة إلى متهمين آخرين أجانب في حالة فرار، أحدهما هولندي الجنسية والآخر بلجيكي.

ملابسات القضية تعود إلى إرسالية تلقاها مسير شركة «ساترانس» يوم 11 مارس 2009 من ممثل شركة «سلومان نبتون».

يطلب منه تحويل 3 حاويات فارغة مجهزة بمبرد من حظيرة الشركة الأولى إلى ميناء الجزائر لشحنها نحو الميناء ذاته على متن الباخرة «راميتا».

وتنفيذا لذلك، وبحضور مراقبين على الشركتين، ولدى شروع سائق الرافعة في رفع إحدى الحاويات واجه صعوبات، واتضح أن وزنها غير عادي.

لا سيما بعد ميلها بشكل لافت للانتباه نحو جهة المبرد، مما يدل على أن الحاويات لم تكن فارغة عكس ما هو مدون على بطاقة الصانع «سي آس سي» المثبتة عليها.

والتي تشير إلى أن وزنها 5000 كلغ، فسارع إلى إخطار قسم الاستغلال للشركة بذلك.

وفي اليوم نفسه، أحضر رئيس قسم التسيير بشركة «ساترانس» خبيرا لمعاينة الحاوية.

وبعد فحصها وإخضاعها لقياس الأبعاد تبين لهم وجود فارق 45 سنتيم بين الداخل والخارج، ليراسل مسؤول مصلحة متابعة الحاويات لشركة «ألجيريا سلومان نبتون».

الكائن مكتبه بميناء الجزائر يستعجله تقديم استفسارات ومعلومات حول خصائص وزن الحاوية المعنية، ليقوم بدوره بمراسلة الشركة الأم «شيبينغ نبتون سلومان» .

الكائن مقرها بألمانيا، يطلب منه موافاته بخصائص حاويتين محل مراسلة شركة «ساترانس»، لتبعث الشركة الألمانية عن طريق إرسالية مواصفات الأوزان المتعلقة بالحاويات الثلاث.

خلل في ميزان الحاوية الفارغة يفضح المخدرات المعبأة بجدرانها

تفجير القضية يعود إلى شهر أفريل 2009، حين اكتشف مراقب بالميناء الجاف في الرويبة كمية تقدر بـ 11 طنا من القنب الهندي مخبأة داخل 3 حاويات .

بعدما تفطن أن وزن الحاوية يفوق الوزن الطبيعي للحاويات الفارغة، حيث تم إخطار قوات الدرك الوطني التي استعانت بالكلاب المدرّبة للبحث عن المخدرات.

غير أن العملية كانت سلبية، وعلى إثر عملية تفتيش يدوي للحاويات تم العثور على كمية هائلة من المخدرات مخبأة بإحكام تقدر بـ 11 طنا من القنب الهندي.

الحاويات الفارغة كانت تُبحر إلى بلجيكا محمّلة بالمخدرات

وكشفت التحريات أن الشبكة كانت تنشط في تصدير المخدرات إلى بلجيكا تحت غطاء استيراد التفاح «السعيد الميڤري» من بلجيكا.

ثم يقوم بإرسال الحاويات الفارغة من جديد لدولة بلجيكا من قبل تحميلها بالمخدرات في أطراف الحاوية وإعادة تلحيم جدرانها.

حيث اتخذت هذه الشبكة من فاكهة التفاح مادة لتمويه استيراد وتصدير المخدرات عبر حاويات بسجلات تجارية ووثائق مزورة.

إخفاء المخدرات في مستودع بالشفة ثم نقلها ألى أوروبا عبر حاويات فارغة

وقد أسفرت التحريات عن العثور على كمية تقدر بـ 438 كلغ من المخدرات مخبأة بفيلا كائنة في الشفة ولاية البليدة كان المتهم «سعيد الميڤري» قد اشتراها وسجلها باسم مستعار.

كما تم العثور في فيلا أخرى اشتراها «سعيد الميڤري» بالمحمدية في العاصمة وسجلها باسم والدته «ب.م» الواقعة بالمحمدية.

فقد تم العثور بها على مبلغ 65 مليون سنتيم وسندات بنكية بقيمة إجمالية قدرت بـ 200 مليون سنتيم.

بالإضافة إلى عدة وثائق أخرى، كما أسفر تفتيش مسكن أحد المتهمين بالشراڤة عن العثور وحجز مبلغ يفوق 42 مليار سنتيم.

ضابط بجمارك ميناء بجاية يشرف على نقل المخدرات

كما أثبتت التحريات عن تورط جمركي برتبة ضابط يدعى «ب.ع» مهمته ضمان عمليات نقل المخدرات عبر ميناء بجاية.

بعد ثبوت اتصالات حثيثة بينه وبين عناصر الشبكة، وقام بالتكفل بإيواء أحد المتورطين في الملف رغم علمه بأنه محل بحث من العدالة.

كما كان يتكفل أيضا بتنقلاته إلى أن تمكن المتهم من الفرار إلى المملكة المغربية، كما تكفل بمساعدة آخر في العبور برا إلى تونس بموجب جواز سفر مزور.

أثناء رحلة الجمركي برفقة زوجته وابنيه إلى تونس، حيث دار بينهما حديث بشأن صفقات وطلب منه ذات الشخص الحضور إلى المغرب.

غير أن الجمركي رد عليه باستحالة ذلك لكونه إطارا بإدارة الجمارك ولا يمكنه السفر خارج الوطن إلا بمبرر.

مما حمل ذاك الشخص على جلب موعد له من عيادة طبية متخصصة بالمغرب، ليحل الجمركي برفقة عائلته في مدينة الدار البيضاء المغربية.

حيث وجد ذات الشخص في استقباله، والذي استأجر له شقة بمدينة الرباط ودفع مستحقاته المدعو «سعيد المغربي».

وظل الضابط الجمركي وعائلته هناك لمدة أسبوع بعدما اتفق مع أفراد هذه الشبكة الإجرامية على صفقات لتصدير المخدرات عبر ميناء بجاية.

«نفذنا خلال سنتين قرابة 15 عملية تهريب للزطلة المغربية إلى أوروبا»

وفي حوالي الساعه الثالثة مساء، انطلق استجواب المتهمين في قضية تهريب المخدرات إلى أوروبا داخل حاويات الفاكهة.

حيث شرعت المحكمة في استجواب المتهم «ب.عبد اللطيف» وهو إطار سابق بوزارة التجارة.

حيث كشف هذا الأخير أنه ترعرع بحي «صالومبي» إلى أن تحصل على البكالوريا ليلتحق بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا.

أين تخصص في العلوم الدقيقة، ثم عمل بوزارة التجارة سنة 1978.

ليؤسس عمله الحر في التجارة بتأسيس شركة مختصة في الاستيراد والتصدير سنة 1998 لها مقر بڤاريدي.

وبشراكة مع المدعو «س. جمال» وبعد خسارته في التجارة طالبه شريكه بالأموال، الأمر الذي اضطره إلى تسليمه أحد محلاته.

هذا الأخير عرّفه على المدعو «ك.جمال» الذي قام بإقحامه في الشبكة المختصة في المخدرات، والذي كان يقوم بتهريبها للخارج بحاويات.

مضيفا أن هذا الأخير قام بتعريفه على المدعو «سعيد الميڤري» سنة 2007 برفقة باقي عناصر الشبكة.

وبدأ النشاط معهم في مجال تهريب المخدرات عن طريق شحنها وإخفائها بجدران الحاويات التي كان يقوم بإرسالها إلى هولندا وبلجيكا تحت غطاء استيراد التفاح.

حيث تم الاتفاق مع الرعية الهولندي المدعو «بول» لتصدير المخدرات له، والتي يتم تهريبها عن طريق عناصر الشبكة من المغرب.

ويتعلق الأمر بكل من المدعو «سعيد الميڤري» و«الجعدي» و«ك.جمال»، وبعد تخزينها في إحدى الفيلات بالبليدة ثم تغير إلى فيلا بالشفة .

تم شراؤها بهوية مزورة ومن ثم إخفاؤها بجدران الحاويات المتجهة إلى أوروبا لاستيراد الفواكه.

وأكد المتهم «ب. عبد اللطيف» أنه هو من اقترح تصدير المخدرات مقابل 50 ألف أورو للحاوية مع بداية سنة 2008.

وأنه قبل الإطاحة بهم سنة 2009 تم تنفيذ قرابة 15 عملية تهريب مماثلة.

رابط دائم : https://nhar.tv/N3pfH
إعــــلانات
إعــــلانات