إنصحوني إذا أخطأت وشجعوني إذا أصبت
السلام عليكم إلى كل الأصدقاء، وكل من عرف «عبد الرحمان تواتي»، من ساندني وقرأ انشغالاتي، من قدر ظروفي وأحسن الظن بي، إذا أخطأت انصحوني وإذا أصبت شجعوني، وهذا ما أرجوه منكم .
إخواني القرّاء، أصدقائي وأحبتي، إن الحياة صعبة جدا وفي بعض الأحيان مبكية بسبب تعقيداتها ومشاكلها، خاصة عندما نتعرض إلى فقدان الثقة وخيبة الأمل من الذين لديهم مكانة في قلوبنا، لقد أتعبتنا الدنيا نجري ونبحث ونلهث، ندرس ونتعلم ونتمنى ونستعجل أمورا كثيرة، نحب أشياء أسكناها قلوبنا، نتأسف على أمور لطالما أحببناها، ولكن الإنسان مسكين وضعيف، يظن أنه هو الذي نجح وبلغ مآربه، كسب رزقه بيده، وفي بعض الأحيان يتذمر ويشتكي للغير، وكأن الأمر بيد البشر، في غفلة من أمره وقد نسي قوله تعالى» وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، لقد تعلمت درسا من أروع الأصدقاء، لم أقابله منذ مدة طويلة، وفي كل مرة كنا نحدد الموعد نتخالف لأسباب قاهرة ولا نلتقي، لكن القدر جمعنا منذ فترة وجيزة من دون سابق إنذار، تبادلنا أطراف الحديث، تكلمنا عن الصبر والتفاؤل والرضا بما قسمه الله لنا، قال صديقي، هنالك من هم أكثر منا هما وشقاء، فالحمد لله على كل حال، علينا أن نجتهد ونسعى ونؤمن أن كل شيء بالمكتوب، نعم إن الأمر كذلك، أخذت أردد هذه العبارة وكلما فعلت اطمئن قلبي وشعرت بالراحة النفسية.
للأسف الشديد الإنسان في حالة الغضب يرى سحابة سوداء تُفتح أمامه كل الملفات ويتذكر الآلام، ذلك لأن شيطان يؤثر عليه سلبا، لذا علينا أن نستغفر الله، بالاستغفار سترى العجب في الأوقات الصعبة، أوكل أمرك إلى الله لتنال رحمته التي وسعت كل شيئ، يرسل الله لعباده الصبر ليريح القلوب، تعلمت أن كل شيئ بالمكتوب، لذا أقول لك أخي لا تحزن، إذا منع الله عنك شيئا تحبه فلو علمت كيف يدبر الخالق أمورك لذاب قلبك من محبته.
إننا لم نأت إلى الدنيا عبثا، بل من أجل العمل والاجتهاد، من أجل المقاومة والتحدي والنجاح في اختبارات الدنيا، لا تفشل لاتكل ولا تمل، واصل وتمعن الطريق جيدا، فمن حفظك أول مرة سيحفظك دائما.
ما دمت على الصراط المستقيم، ثق بقدرة الله فأنت تتعامل مع الخالق سبحانه وتعالى، كما في الحديث القدسي «وعزتي وجلالي لأدبرن الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل»، الحمد لك يا رحمان يا رحيم، الشكر لك يا خالق الأرض والسموات، غفرانك ربنا إنا كنا من الظالمين.
@ مشاركة عبد الرحماني تواتي / البليدة
