اقرأ واعتبر…تعفن جسدي من المعاصي فرحماك ربي

في مثل هذا اليوم من ثمانينات القرن الماضي وهبني الله الحياة وكتب لي أن أبصر النور، ولدت ضعيفا لا حول ولا قوة لي، وبرعاية الله وحفظه اشتد عودي فغدوت طفلا ثم صبيا.. شابا وبعدها رجلا لديه من القوة والقدرة ما يجعله يميز بين الخطأ والصواب، لأن الخالق أكرمه بالعقل، رسم له طريق الأشواك وطريق الورود، لكنني اتبعت طريق الأشواك، ربما لأنها لم تكن ظاهرة تماما، مشيت فيها بأقدام حافية، ومن شدة غفلتي لم أشعر بتلك الجروح الدامية، ويوم اكتشفت الأمر وجدت العمر قضى مضى، فطفل الأمس أضحى رجلا على مشارف الأربعين، قرابة 4 عقود من الزمن لم أجن منها سوى الذنوب والمعاصي، لأنني لم أخش الله وتطاولت على أحكامه .
اليوم عيد ميلادي، استرجعت فيه كل محطات حياتي، بل أسوأها وأكثرها سوادا وعتمة، لقد تطاولت على الأعراض وعبثت بالذمم، أكلت حقوق الناس وكنت سعيدا، غبائي صور لي أن أفعالي نوع من الذكاء وليست ذنوبا، لأنها لو كانت كذلك لعاقبني الله، لم أكن أدري أن الله يمهل العاصي إلى حين ويمنحه الفرص كثيرا، حتى إذا استمر وتعنت وأبى أن يرجع عن طريق الشيطان، بطش به البطش العظيم، اليوم أدركت أنني كنت غارقا في بحر المعاصي، فحرمت نفسي من نعم الحياة، حرمتها من الزواج والاستقرار واكتفيت بمتع زائلة، حرمتها من نفحات الصلاة مع الجماعة وارتياد المسجد، حرمت نفسي من الصدقة وفعل الخير، جعلت عقلي وكل جوارحي تغرق.. تغرق في مستنقع الذنوب حتى تعفن جسدي ولن تطهره مياه البحار ولا الأنهار، كيف أغسل ذنوبي ومتى وكيف؟، قد باغتني مرض قاتل لا يرحم، فتاك لم أسمع أن أحدا من بني البشر أصابه وسلم منه، مرض غريب أصابني تفسيره الوحيد أن خلايا جسدي لم تعد تحتمل هذا الفساد، إن ما يحدث في جوف هذا الانسان الضعيف حرب شرسة بين الخلايا المسؤولة عن المناعة، كلها تحارب بعضها وبعضها يحارب كلها، فوضى عارمة بداخلي.. فمن ذا الذي يشفع لي وقد ظلمت نفسي وأوردتها المهالك، رحماك ربي إني مسني الضر، وبك أستغيث وإليك المصير.
@ حسان/ الشرق