الأمير عبد القادر أعطى درسا للمستعمر في احترام المواثيق والعهود وفي التعامل مع الأسرى”

شدد المشاركون امس الأربعاء في الجلسات ال14 لمدينة “تازا” بولاية تيسمسيلت أن القيم الأخلاقية والانسانية التي ميزت شخصية الأمير عبد القادر أعطت درسا لفرنسا الإستعمارية في مجال احترام المواثيق والعهود وفي كيفية التعامل مع أسرى الحرب. وأوضح المختصون خلال هذه التظاهرة المنظمة من طرف جمعية “تازا” للآثار والتراث لبلدية برج الأمير عبد القادر بالتنسيق مع مديرية الثقافة ومصالح البلدية أن الأمير عبد القادر “استطاع تأسيس دولة تحترم عهودها والاتفاقات المبرمة مع الدول الأخرى فضلا عن معاملته الإنسانية للأسرى مما أعطى درسا لفرنسا الإستعمارية”. وأشار الدكتور مصطفى خياطي مهتم بالتاريخ وعضو منتدى مكافحة الآفات الاجتماعية  أن الأمير عبد القادر “كان سباقا في سن إجراءات وقوانين تعنى باحترام الأسرى قبل صدور القانون الدولي الإنساني” وأن الأمير “كان دائما يعطي تعليمات لقادته وجنده للحفاظ على معاملتهم الحسنة للأسرى من الجيش الفرنسي ومن اللفيف الأجنبي”. وأضاف المتحدث أن “الأسرى الفرنسيين في عهد الأمير عبد القادر لم يوضعوا في زنزانات بل كانوا يتركون أحرارا داخل المدينة إلى جانب منحهم الفرصة في مراسلة ذويهم”. ومن جهته أبرز الصحفي والمؤرخ عمار بلخوجة “حرص الأمير عبد القادر على احترام الاتفاقيات المبرمة مع الجيش الاستعماري” على غرار اتفاقية تافنة التي “لم تلتزم بها فرنسا وضباطها ومنهم الجنرال بيجو” مشيرا من جانب آخر أن الأمير عبد القادر أمضى هذه الاتفاقية بعد أن وصل تجويع واضطهاد وقتل الشعب الجزائري من طرف الاستعمار الفرنسي مستوى غير معقول يهدد بابادته.  وخلال هذا اللقاء عرض الأستاذ عز الدين بويحياوي من  معهد الآثار بجامعة الجزائر (2) نتائج الحفريات المجسدة خلال 2012 بموقع حصن “تازا” حيث سمحت باكتشاف 225 قطعة أثرية تعود لفترات تاريخية مختلفة من العهد الروماني إلى العهد الإسلامي الوسيط ووصولا إلى دولة الأمير عبد القادر. وأوضح نفس المختص ل/وأج على هامش اللقاء أن الحفريات التي قام بها طلبة وباحثون داخل موقع حصن “تازا” في جوان الماضي أسفرت عن  إكتشاف خمس قطع أثرية تشمل جزءا من طاحونة مائية تعود لفترة الأمير عبد القادر وقطعتين نقديتين إحداهما تخص الفترة الرومانية فيما لا تزال القطعة الثانية محل بحث.   كما تم إكتشاف قطعة خزفية صغيرة تعود إلى فترة الدولة الموحدية (القرنين 12 و13 الميلادي).وقد تم نقل هذه القطع إلى مخبر البحث التابع لنفس المعهد بغية ترميمها وتعميق البحوث لتحديد بدقة فترتها التاريخية. وتضمن برنامج الجلسات ال14 لمدينة “تازا” أمسيات شعرية وورشات علمية حول الآثار وأبواب مفتوحة على المتحف البلدي ببرج الأمير عبد القادر فضلا عن دورات في كرة القدم وكرة الطائرة وكرة اليد وسهرات فنية.