“الجهاديون” الجزائريون في سوريا.. الخطر القادم من الشرق

العقيد المتقاعد محمد خلفاوي: لدينا الخبرة الكافية للتعامل مع المقاتلين في سوريا إذا نزحوا إلى منطقة الساحل
اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد: يجب أن لا نستهين بالموضوع
تراوحت آراء خبراء ومختصين في المجال الأمني والعسكري ممن تحدثت إليهم «النهار» بين مهون ومحذر من مصير المقاتلين الأجانب المتواجدين في سوريا، خاصة وأن أغلبهم ينحدرون من تونس، ليبيا والجزائر، علما أن 20 % منهم من أوروبا ذوو أصول جزائرية أو تونسية ومغربية، فيما أجمع هؤلاء أن الأعداد الهائلة للإرهابيين المتواجدين بسوريا سيهربون إلى منطقة الساحل في حال انتهاء الأزمة في سوريا، مثلما حدث سنوات الثمانينات عندما عاد آلاف المقاتلين الأفغان إلى بلدانهم بعد نهاية القتال في أفغانستان.وعلى ضوء الأرقام التي كشفت عنها تقارير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وبيانات وزارات خارجية بعض الدول، ومراكز إستخباراتية والتي تشير إلى ارتفاع توافد أفواج من الإرهابيين، سواءً أفراد أو مجموعاتٍ، للانضمام للجهاد تحت لواء العديد من الجماعات «الإرهابية» في سوريا، والتي تشير إلى احتلال الدول العربية الصدارة على غرار الجزائر بأكثر من 123 إرهابي.
محمد خلفاوي لـ“النهار”: «الجهاديون» الجزائريون في سوريا لا يشكلون خطرا على الجزائر.. ولدينا الخبرة في التعامل معهم
اعتبر العقيد السابق في جهاز الإستعلامات والأمن، محمد خلفاوي، أن مصير المقاتلين الأجانب في سوريا على رأسهم ذوو الجنسية الجزائرية، مرهون بالوضع الداخلي الذي تعيشه البلاد، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية على اتصال دائم مع نظيرتها السورية لمتابعة تطور الأمور وما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا لاتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة في حال عودتهم إلى الجزائر. وأضاف العقيد السابق في جهاز المخابرات، محمد خلفاوي، في اتصال مع «النهار» أمس، أن هؤلاء الإرهابيين الذين تنقلوا للقتال سواء في سوريا أو في مختلف الدول التي تشهد اضطرابات أمنية عادوا إلى بلدانهم الأصلية، حتى أن بعضهم استغل توتر الأوضاع الداخلية لبلدانهم. وقال المتحدث «أولا يجب الانتظار حتى نهاية الحرب الدائرة في سوريا وما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن هناك لجانا أمنية تتابع تطورات الوضع، وعندما تهدأ الأمور من المفروض أن الدولة الجزائرية على اتصال دائم مع السلطات السورية، وأن هؤلاء الإرهابيين مسجلون في قائمة المطلوبين لدى مصالح الأمن». وشدد خلفاوي على أن الدولة يجب أن تتخذ إجراءاتها وهي تمتلك الخبرة في هذا المجال، وفي هذا الشأن يعتقد العقيد السابق في المخابرات أن السلطات الأمنية أخذت احتياطاتها اللازمة ولن تسمح بدخول هؤلاء عبر الحدود. وأضاف أن الخطر الإرهابي المحدق بالجزائر متعدد الجوانب، قائلا «الدروس التي يجب أن نتعلمها من الثورات العربية هي أن البلدان التي خرج فيها الجيش من الثكنات إلى الشارع تحطمت، على خلاف مصر وتونس والتي بقيت شعوبها تناظل سياسيا، أما في دول أخرى مثل ليبيا، فإن خروج الجيش كان سبب دمار طرابلس وانقسامها إلى أجزاء».
عبد العزيز مجاهد لـ“النهار”: يجب التعامل مع الموضوع عسكريا وإعلاميا واجتماعيا
ويرى الجنرال المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، أن السلطات الجزائرية ستتعامل مع الإرهابيين الجزائريين المتواجدين في جبهات القتال في سوريا بتطبيق القوانين المعمول بها ضدهم ومحاربتهم حتى القضاء عليهم واحدا تلوى الآخر، مشيرا إلى أن نتائج هزيمة هؤلاء الجهاديين بسوريا سيكون لها انعكاسات سلبية على بلدانهم الأصلية. وقال الجنرال المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، في اتصال مع «النهار» «إذا سلمنا بأن هؤلاء يشكلون خطرا على الجزائر فإننا نعترف بأن الجزائر ضعيفة، لهذا لا يجب تضخيم وتهويل الأمور ويجب أن نكون منطقيين وموضوعيين ونتساءل كم عدد هؤلاء الجهاديين الجزائريين المتواجدين في جبهات القتال بسوريا وكيفية التعامل معهم، الدولة يجب أن تسخّر كل إمكانياتها إعلاميا قانونيا واجتماعيا وعسكريا وأمنيا، ويجب تجنيد كافة إمكانيات الدولة للتعامل مع هذه القضية».
بن عمر بن جانة لـ“النهار”: : لا بد من تشكيل لجنة أمنية رفيعة المستوى لمتابعة تحركاتهم
حذر الخبير العسكري والأمني، بن عمر بن جانة، من احتمال قوي لعودة «الجهاديين» الجزائريين الذين تنقلوا لجبهات القتال في سوريا إلى الجزائر، خاصة مع إمكانية انفراج الأوضاع بسوريا مستقبلا وما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث توقع المتحدث أن تشكل هذه الجماعات الإرهابية خطرا على الأمن بمنطقة الساحل عموما والجزائر على الخصوص. واقترح الخبير في الشؤون الأمنية في اتصال مع «النهار» أمس، تشكيل لجنة أمنية رفيعة المستوى لمتابعة تحركات تلك العناصر الإجرامية، مشيرا إلى أن تلك الجماعات الإرهابية وبأية صفة من الصفات ستكون محل متابعة المصالح المختصة سواء عادوا إلى الجزائر أو توجهوا إلى بلدان أخرى.