الجوية الجزائرية لا تثق في قدرات طياريها و الشركات الانجليزية تفرض علينا ضرائب لكراء طائراتها
أوعز عبد الرحمان حليمي
في هذا الحوار، الأسباب التي كانت وراء رفضهم التعامل مع الشركات الأمريكية وأخرى انجليزية للطيران للشروط التعجيزية التي تفرضها هاتان المؤسستان في عمليات الكراء، و رجح إمكانية ظفر التركية للطيران ”ساقا” بالمناقصة الدولية لـ2009 لكراء الطائرات نظير الخدمات المقدمة والمناسبة لمحيط العمل، أما بخصوص رفض طياري الجوية الجزائرية لعمليات الكراء قال حليمي أن طلبهم لم يؤخذ بعين الاعتبار كونهم يجهلون قيادة أصناف الطائرات المؤجرة والبالغ عددها 33 طائرة منذ 2005 إلى غاية اليوم.
النهار : لأول مرة في تاريخ الجوية الجزائرية، تؤجرون طائرات بهذا العدد، لماذا ؟
نعم، لأول مرة نؤجر فيها 8 طائرات بطياريها ومضيفاتها، عبر مناقصة دولية غير قابلة للنشر عبر وسائل الإعلام، وهي عملية جاءت بناء على الطلبات المتزايدة التي تتلقاها الشركة ورغبتها في توسيع شبكتها عبر كافة ولايات الوطن وذلك تلبية لرغبات الزبائن في موسمي العمرة والحج وأيام الصيف أين تشهد مطارات الجزائر حركية غير معهودة، وعليه فإن الطائرات المؤجرة هي بطاقة استيعاب تتراوح من 150 إلى 250 راكبا.
النهار : يشاع على الجوية، أنها تستنجد بطائرات ”ساقا” التركية في عمليات الكراء بالرغم من أنها تشترط قيادة طياري شركتها للطائرات المؤجرة، فهل من توضيح؟
خدمات ”ساقا” هي التي أهلتها لأن تكون بمثابة شريك دائم للجوية الجزائرية خاصة من حيث كراء طائراتها، أين تقترح أفضل العروض من حيث الجودة والسعر، كما أن طياريها لا يشترطون توفير أحسن الظروف سواء كان ذلك في الإيواء أو الحراسة الشخصية، كما أن العمل في مطارات الجنوب و غيرها لا تشكل حرجا بالنسبة لهم.
النهار : إذا، نفهم من كلامكم أن شركة ”ساقا” التركية مرشحة للظفر بالمناقصة رغم أن التعامل معها يفرض تهميش طياري الجوية الجزائرية و مضيفاتها؟
لعلمك و لعلم الجميع، التعامل مع ”ساقا” أمر عادي، وتأجير طائراته أمر أكثر من عادي بالنسبة لنا.
النهار : هناك العديد من شركات الطيران ذات السمعة العالمية، تؤجر طائرات دون طيار ومضيفة، لماذا لا تستنجدون بهم في عمليات الكراء؟
يستحيل علينا، مثلا التعامل مع شركات الطيران الأمريكية، لاشتراطها مدة أطول في الكراء تفوق سنة مثلا و بتسعيرة مرتفعة،
و الأغرب من ذلك فإنها تشترط دفع مسبق للخدمة يتجاوز في غالب الأحيان 1 مليون دولار قبل تمكيننا من خدماتها، فضلا على أن طياريها لا يدخلون مطارات غير متوفرة على أجهزة سكانير و يشترطون إيوائهم في فنادق ذات خمسة نجوم تحت حراسة أمنية مشددة، و هذا في الوقت الذي تلجأ فيه الجوية الجزائرية للكراء في الظروف المناسباتية فقط، أما بالنسبة لشركات الطيران الانجليزية، فإن التعامل معها يفرض دفع رسوم ضريبية تقدر بـ58،31 بالمائة للهبوط في مطاراتها، لعدم توقيع الشركتين على اتفاقية الإعفاء الضريبي المزدوج، فمثل هذه العراقيل غير موجودة تماما في تعاملنا مع شركة ”ساقا” التركية للطيران.
النهار : نظام كراء الطائرة إلى غاية بلوغ تسعيرتها الحقيقية لتصبح ملكا للجوية الجزائرية، أو ما يعرف بنظام ”ليزينغ” غير معمول به في الشركة، ما تعليقكم؟
إدارة الجوية الجزائرية تجهل نظام ”ليزينغ”، و لا تحسن إتقانه، كونه يتطلب بالدرجة الأولى تجنيد هيئة تجارية مختصة لضمان نجاح العملية التي تخضع لدراسة من قبل الإدارة ذاتها، و هذا بالرغم من أن المحاولات السابقة باءت بالفشل كون الشركات التي استنجدنا بها لإنجاح النظام طالبتنا بكراء طائراتها لمدة 3 سنوات على الأقل حتى تسمح لنا بملكية الطائرة، في حين تطالب الجوية الجزائرية بسنة واحدة لكراء الطائرة، و أريد أن أثير هنا إلى أن كراء الطائرات يعد أحسن من شرائها، كون ساهم في تخفيض إجمالي الأموال المحولة للشركات الأم التي نتعامل معها حاليا والتي تطالبنا دائما برفع التسعيرة لرفع قيمة أموالها المحولة و ابرز مثال على ذلك يكمن في شركة ”آر فرانس”.
النهار : كم طائرة أجرتها الجوية الجزائرية منذ 2005 إلى غاية اليوم؟
منذ 2005 إلى غاية اليوم أجرنا 33 طائرة، لكن مالوحظ هذه المرة هو تلقي اللجنة المشرفة على عمليات الاستئجار أكثر من 25 عرضا من قبل كبرى شركات الطيران العالمية في المناقصة الأخيرة تم منها اختيار 6 عروض ويرجح أن تظفر ”ساقا” بالمناقصة، فالعدد الهائل للعروض مرده تأثر الشركات المشاركة التي غابت في المناقصات السابقة بالأزمة المالية العالمية.
النهار : ماذا، عن أهم المشاكل التي صادفتها الجوية الجزائرية مقابل تأجيرها للطائرات؟
أخطر مشكلة صادفتها إدارة الجوية كانت مع ”شركة الاسبانية للطيران ”فوتورا”، التي ألغت الاتفاقية الموقعة بين الطرفين دون سابق إنذار و كان ذلك شهر مارس من عام 2007، ليقوم الطرف الجزائري برفع دعوى قضائية ضد ”فوتورا” و ينتظر حاليا قرار المحكمة في القضية.
النهار : طيارو الجوية الجزائرية، يرفضون كراء الطائرات، كون العملية هذه تضرب بقدراتهم عرض الحائط، لماذا لم يتخذ طلبهم بعين الاعتبار؟
هؤلاء الطيارون، عديمو خبرة قيادة الطائرات التركية المؤجرة و غيرها من الطائرات الأخرى، فكيف يمكن أن نثق بقدراتهم في قيادة هذه الأصناف.