“الحروز” و”التماتم” في دار الشرع..لتخفيف الأحكام
“كادنات”، “حروز”، و”طلاسم “، نحن لسنا عند المشعوذين أو في إحدى الغابات، هي مخلّفات عائلات المساجين والمتّهمين داخل أروقة المحاكم.
فقد تجد أنّاس يطرقون أبواب السّحرة والعرافين لأجل “الزواج” ،أو “الإنجاب”.. أوغيرها من المشاكل التي تعكّر صفو حياتهم.
لكن الغريب اليوم هو لجوء بعض العائلات إلى “السّحارين” لإنقاذ ذويهم وأبنائهم من عقوبة القضاة، وإخراجهم من غياهب السجن والزنزانات.
فأصبح “السّحر” عند المتقاضين الطريقة المنجية من عقاب المحكمة، لأجل كسب قضية نزاع عقاري أو ميراث ما، عوض الاستعانة بالخالق.
أما آخرون فاهتدوا إلى الرّقية، برشّ عتبات المحكمة وقاعاتها بالماء المرقي، وألسنتهم لا تتوقف عن تلاوة آيات قرآنية أوأدعية .
ليجعلوا هذه السّلوكات حصنا منيعا تقي أقاربهم عند مثولهم للمحاكمة، أوعشية تحديد مصيرهم بالنّطق في قضاياهم.
شهادات حية على لسان موظفي القطاع
ويروي محمد ع، عون أمن وحراسة بمحكمة شرقي العاصمة، أنّه عثر على أشياء غريبة تتمثل في طلاسم تحت كراسي بقاعات المحاكمة.
من بينها “دبابيس” و”قطع قماش” سوداء ملفوفة ، و”أزرار أقمصة”، وحتى صور فوتوغرافية مشوهة، وقصاصات عليها كتابة غير مقروءة.
أما عمي حسين حارس بمحكمة بقلب العاصمة، فيروي هو الأخر قصص مضحكة وغريبة، عن أشخاص يخافون من عقاب المحكمة خوفا شديدا.
فقد ضبط أولياء أبناؤهم في السجن، وحين جلبهم من السجن إلى المحكمة يسبقونهم لرقية الطريق التي يسلكها مساجينهم.
وتكون آخر محطتهم باب المحكمة الكبير، لتتحول لفضاء لتلاوة القرأن لساعات طويلة، ولعلّ أكثرها تلك.
“اللهم اجعل من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأخشيناهم فهو لا يبصرون”.
أما الأدعية المتكررة يقول عمي حسين التي بات يحفظها عن ظهر قلب تلك.
” باسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو العلي العظيم.
وعن هذه الظاهرة يقول الشيخ مصطفى إمام بمسجد ” عثمان بن عفان” بالبليدة، أن هذه الممارسات الشيطانية نابعة من ضعف الأيمان.
وعدم رضا هذه الشريحة من الناس بقضاء الله وقدره، فعوض الدعاء سرا وعلنية في الصلاة أو في أماكن طاهرة.
أصبح بعض المتقاضون يلجؤون إلى السحر و”الحروز” لدفع البلاء عنهم، وعن ذويهم وهو كفر وشرك بالله.
داعيا هؤلاء التشبث بذكر الله، ومناجاته وهو خير باب يطرقه عوض طرق أبواب العرفات والسّحرة.