السيدة حمادو فاطمة والدة عبد الحميد أبو زيد للنهار: أطلب من إبني الإفراج عن السائحين النمساويين وإخلاء سبيلهما
ناشدت السيدة فاطمة حمادو والدة حمادو عبيد المعروف باسم “عبد الحميد أبو زيد” نائب أمير كتيبة “طارق بن زياد”
أو ما يعرف بـ “الكتيبة الصحراء” من ابنها الذي يحتجز السائحين النمساويين فولغانغ ابنر “51 عاما” واندريا كلويبر “44 عاما” شمال مالي “الإفراج عنهما وإخلاء سبيلهما”. وتعرض السائحان النمساويين إلى عملية إختطاف من طرف مجموعة مسلحة تنشط تحت لواء تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بمنطقة صحراوية جنوب تونس ويقود المجموعة المسلحة حمادو عبيد المعروف باسم “عبد الحميد أبو زيد” الذي ظهر في صور وزعها التنظيم المسلح مساء الخميس الماضي وهو يجلس إلى جنب السائحين النمساويين.
وترجت السيدة حمادو فاطمة في لقاء مع “النهار”، أمس، من ابنها “أن يعود إلى رشده وأن يتقي الله في نفسه وفي بلده الجزائر” وأضافت “أطلب من ابني إن كان فعلا يقف وراء عملية خطف هؤلاء الأبرياء أن يفرج عنهم ويطلق سراحهم” وعبرت عن أملها في أن يسمع ابنها إلى رجاءها وأضافت “ليس لدي من كلام إلى أن أطلب من ابني أن يخلي سبيل هؤلاء” وتابعت “ليس لهؤلاء (تقصد السياح) أي ذنب”.
وتستقر السيدة فاطمة حمادو في بيت متواضع يوشك على الانهيار يدعى “دار السلام” كما هو مكتوب على بابه بحي سيدي عبيد كما أن حالتها الصحية سيئة للغاية وظروفها الاجتماعية مزرية واستغلت السيدة حمادو لقاءها لأول مرة مع صحافي لتوجه عبر “النهار” رسالة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بقصد “التدخل العاجل” لمساعدتها في تجاوز محنتها.
ولم تتمالك السيدة فاطمة حمادو نفسها وشرعت في البكاء بسبب الأوضاع الصعبة التي توجد فيها وأيضا لفقدانها لاثنين من أبناءها الأول بشير حمادو الذي لقي مصرعه في اشتباكات مع قوات الأمن والثاني حمادو عبيد الذي يوجد محل متابعة من طرف أجهزة الأمن لتورطه في جرائم قتل واغتيال وسجلت له قبل أيام تهمة اختطاف السائحين النمساويين جنوب تونس. ودعت السيدة حمادو فاطمة ابنها عبيد المعروف باسم “عبد الحميد أبو زيد” إلى العودة إلى العائلة وقالت “إنني أنتظر عودة ابني بفارغ الصبر في أي لحظة”.
“النهار” تجولت في بلدته والتقت جيرانه
حمادو عبيد ابن تقرت الذي يقف وراء اختطاف الزوج النمساوي
ع / سيد احمد
الزاوية العابدية بتقرت بلدة صغيرة تقع على بعد نحو 165كلم شمال عاصمة الولاية ورقلة عرف عن أهلها طيبتهم وكرمهم وترحيبهم لكل من هو غريب عن المنطقة لكن ما لا يعرفه الكثير من المتتبعين للشأن الأمني خاصة أن الأمير عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي حمادو عبيد الذي أختطف بالتراب التونسي الرهينتين النمساويتين الشهر الماضي ينحدر من هذه البلدة المترامية الأطراف وسط واحات النخيل. فعبد الحميد ورغم انتمائه إلى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و قبلها الحركة الإسلامية المسلحة يشهد له كل من التقينا به من سكان الزاوية و منطقة تقرت الكبرى بنبل أخلاقه ومعاملته الحسنة لجيرانه وأهل بلدته ولم يتوقع أحد ممن تحدثوا لـ”النهار” أن يصبح أميرا في تنظيم إرهابي خاصة وانه لم يظهر عليه أي مظهر بالتشدد عند عودته الى الزاوية العابدية بعد انه قضى نحو 10سنوات مقيما رفقة عائلته المتكونة من بنتين متزوجتين حاليا وشقيق آخر يدعى بشير ببلدية حمام قرقور بولاية سطيف كما عرف عنه أيضا مواظبته على الصلاة بمسجد سيدي عبيد الذي كان ملازما له كثيرا.
عبد الحميد أبو زيد المولود سنة 1965 والذي انخرط في العمل الإرهابي مبكرا اختار بيتا مهجورا يقع بحي السلام بالزاوية العابدية لإيواء مجموعته الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي كساب الذي قضت عليه قوات الأمن سنة 1994 بتقرت عقب اغتياله لأحد أفراد الشرطة والاستيلاء على سلاحه.كان يفكر حسب مصادرنا القيام بعمليات إرهابية إلا أن معلومات وصلت الى مصالح الأمن آنذاك أدت إلى دخول هذه المجموعة الكثيرة العدد في اشتباك مسلح مع قوات الأمن أفضى إلى القضاء على إرهابي وفرار البقية من بينهم الأمير “عبد الحميد ابوزيد” وشقيقه بشير اللذين تسللا تحت جنح الظلام الى واحات النخيل المحيطة بالبلدة ومن ثمة مغادرة منطقة وادي ريغ نحو وجهة مجهولة الى غاية السنة الماضية أين تم تعيينه كنائب لأمير كتيبة طارق ابن زياد أو ما يعرف بكتيبة الصحراء التي يقودها عبد الحق “ابو خبابة” واسمه الحقيقي نقية محمد ومشاركته في العديد من العمليات الإرهابية في مناطق الوادي تبسة ورقلة غرداية وجنوب الصحراء .من بينها الاعتداء على مطار جانت أواخر السنة الماضية ومقتل افراد حرس الحدود التابعين لثكنة قمار بالوادي اضافة الى عمليات اخرى ساهمت في بروز اسمه كواحد من الامراء الذين يعول عليهم ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لفتح جبهة للعمل المسلح في الصحراء الكبرى.
قال أن الجزائر ليست معنية مباشرة بقضية المختطفين النمساويين
بلخادم: الاختطاف وقع بأرض غير جزائرية والمختطفان يوجدان في بلد ثان
سميرة مواقي
أكد عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة، أن الجزائر ليست معنية مباشرة بقضية المختطفين النمساويين ، وأوضح أن حدث الاختطاف وقع بأرض غير جزائرية، و أن المختطفين “يوجدان بأرض أخرى غير جزائرية” وأضاف أن”هؤلاء اختطفوا في بلد آخر و حسب بعض المعلومات يوجدان حاليا في بلد ثان أو ثالث”.
و أشار بلخادم أمس، في تصريحات تعتبر الأولى من نوعها من قبل السلطات العليا للبلاد منذ اعلان اختطاف الرعيتين النمساويتين، على هامش انطلاق أشغال المؤتمر الرابع للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بفندق الاوراسي، حول ما إذا كانت هناك اتصالات بين الحكومتين النمساوية والجزائرية الى أن الجزائر “تتعامل مع كل الدول في إطار مكافحة الإرهاب” دون أن يحدد الدول المعنية أو موضوع الاتصال بدقة ، قائلا “نحن نتصل مع كل الدول في إطار مكافحة الإرهاب”،
بلخادم ، الذي امتنع عن الخوض في أسئلة الصحافيين وخاصة مسألة مطالبة الجهة المختطفة بالإفراج عن بعض السجناء الإرهابيين بالجزائر وتونس، تناول في كلمة ألقاها أمام المؤتمرين قضايا أخرى مطروحة على الرأي العام، مؤكدا أن الحكومة صارمة في تطبيق قانون المجاهد و الشهيد الذي صدرت منه نصوص تطبيقية وستدخل البقية حيز الدراسة خلال الأسابيع القادمة، وأشار الى أن هناك ثوابت تراها الجزائر خطا احمرا لا يمكن تجاوزه و هي الوحدة و الوفاء و الاستمرارية.