الشريط الساحلي الشرقي لولاية تيبازة مهدد بكارثة بيئية
سارعت السلطات العمومية ببواسماعيل في ولاية تيبازة إلى مراسلة الوحدات الصناعية المتواجدة بمنطقة النشاط بذات البلدية تدعوها فيها إلى اتخاذ التدابير الاستعجالية للحيلولة دون اتساع رقعة المواد السامة
التي كانت وراء حالة الخوف التي انتابت مواطني البلدية الأسبوعين الماضيين نتيجة تعكر لون مياه البحر بساحل بواسماعيل و ما جاورها أدى بلجنة المنشآت المنصفة للولاية التي ترأستها مديرية البيئة إلى تحضير تقرير عن الوضع .
وراسلت السلطات العمومية ممثلة في مصالح دائرة بواسماعيل ، الوحدات الصناعية المتواجدة بمنطقة النشاط بنفس البلدية،و أعذرتها من خلالها باتخاذ الإجراءات القانونية فى حقها ، فى حال عدم ألتزامها بمختلف الإجراءات التي دعتها السلطات إلى اتخاذها ، بداية بمديرية البيئة التي كانت فى العديد من المرات قد عاينت الوضع الكارثى الذي يعرفه ساحل تيبازة الشرقي نتيجة الإفرازات السلبية الناتجة عن تصريف هذه الوحدات لموادها السائلة السامة عن طريق المصبات مباشرة إلى البحر دون الأخذ بعين الاعتبار مقتضيات الضرورة الصحية ولا البيئية . وشددت المديرية من خلال اعذاراها الوحدات الصناعية على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاستعجالية للحد من ظاهرة زحف المواد على الساحل الشرقي للولاية ، خاصة و أن منطقة وادي مزفران تعرف مماثلة نتيجة تدفق كميات معتبرة من المياه الملوثة الى الوادي الذى يصب مباشرة فى البحر . غير أن هذه الوحدات لم تلتزم باعذرات المديرية مما دفع بهذه الأخيرة ووفقا لقرارات السلطات العمومية الى مراسلة أصحاب الوحدات الصناعية بمنطقة النشاط ببواسماعيل تدعوهم فيها الى أنجاز أحواض تصفية على مستواها كحل مؤقت فى انتظار انجازها لمحطات التصفية على مستوى كل وحدة تشكل نفاياتها السائلة خطرا على الوضع البيئ بالمنطقة و ذلك تفاديا لوقوع الكارثة غير أن استمرار الوحدات المذكورة فى النشاط دون مراعاة القرارات السالفة الذكر كان وراء انتشار البقع و اتساعها الى مناطق أخرى منها ساحل بوهارون الذى كان هو الآخر السنة الماضية حالة تلوث كانت وراء اصابة العديد من المصطافين أبناء المنطقة بأعراض شبيهة بتلك التي عرفها سكان بواسماعيل هذه المرة و التي تظهر على شكل حرقة فى الحنجرة و الأنف و احمرار فى العينين مما أبقى السؤال مطروح حول المستقبل البيئي للمنطقة .
وكانت اللجنة الولائية الخاصة بمراقبة المنشآت المصنفة كانت قد عاينت الوضع البيئي بساحل بواسماعيل الأسبوع الماضي وأعدت تقارير عن خطورة الوضعية .وأشارت مصادر من ذات اللجنة أن الوضع ليس مستجدا فقد سبق وأن أثار ظهور البقع الملونة فوق مياه البحر بهذا الساحل حالة من الاستنفار لدى السكان دفع ثمنه بدرجة أولى سكان الواجهة البحرية الذين عايشوا الوضع بكل سلبياته وقالت ذات المصادر أن المواد السامة توسعت بشكل ملفت للانتباه هذه المرة على طول ساحل المنطقة بشكل ينذر مستقبلا بكارثة ايكولوجية فى المنطقة فى حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة .