الصفات السيئة لزوجتي تمحق البركة من البيت

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا متتبع دائم لـ”النهار”، متزوج من امرأة سيئة في جميع التّعامل، ضدّ رغبتي ولا تطيع أوامري، وتخرج عن طاعتي على طول الخط، ودائما تندب حظها، وتعدّد مساوئي، دائمة الشّكوى والتّضجر، دائمة النّقد والإنتقاد لي، مبذرة، مسرفة، همها الوحيد المظاهر والبذخ والتّفاخر، مهملة لبيتها ولي ولأولادها، دائمة الغضب من شيء مجهول، بائسة، مقطبة بلا سبب معروف، ألفاظها جارحة، لا ترى حسناتي بل تدفنها وتظهر العيوب فقط، جلفة، مملوءة بالأنانية، دائما العبوس، عنيدة، ونبرة صوتها حادة، مُكدة مستكبرة، تخرج من البيت دون علمي لتجوب الشوارع.
هي الآن في بيت أهلها منذ أشهر، دون مراعاة لوجود الأبناء، فهذه حياتنا طوال عشر سنوات من الزّواج، فهل يعقل العيش مع هذه المرأة؟
نذير/ المسيلة
الرد:
سيدي، إنّ امرأة بهذه الصفات تعتبر مزعجة غاية الإزعاج، لأنّ المرأة السّيئة في جميع الصّفات امرأة تؤخر ولا تقدّم، وامرأة تمحق بها البركة من البيت، وتجعل الحياة قصيرة، وتجعل الحزن دائما يُعشش داخل البيت، وتجعل السّعادة تفارق البيت كله، وتجعل أولادها ينشؤون ضحايا لهذا السلوك الخاطئ، فتضيف إلى رصيد التعساء تعساء جدد، كان الله في عونك، لأنّ حياتك معها فعلا بهذه الصورة إذا كانت صادقة تعتبر جحيما لا يُطاق، أسأل الله أن يقويك.
هذه الصّفات التي ذكرتها صفات خطيرة حقا، والمشكلة الكبرى أنّه من الصّعب أن أقول لك تخلص منها، لأنّ لديك أربعة أطفال، وهي مع ما فيها من سوء ستكون أحرص الناس عليهم، وأرحم الناس بهم وأعطف الناس عليهم، لأنّك حتّى لو تزوجت امرأة مثالية، قد يصعب عليها أن تعامل أبناءك برفق، وتلك طبيعة النّساء وتلك طبيعة الحياة، فكل امرأة تنظر إلى أبناء ضرتها على أنّهم من أعدائها، وقلما تحسن إليهم وقلما تتقي الله فيهم، وأنت ستحمل همهم ليلا ونهارا، لأنّها قد تُظهر أمامك حسن المعاملة، ولكن من وراءك لا تجيد معاملتهم، فيظل تفكيرك مشغولا بأبنائك، أما مع أمهم رغم ما فيها من سوء، أنت تعلم أنّها والدتهم، ويصعب أن تقبل أي كلام من أنّها تعتدي عليهم أو تهضم حقهم أبدا، حتّى إن ضربتهم فهي تضربهم ضرب الأم لابنها مع الرأفة والرحمة، لأن هذه طبيعة الأمومة، وهذه العاطفة التي أودعها الله تبارك وتعالى في قلوب الأمهات.
وبما أنّها في بيت أهلها منذ أشهر، أرى أن تستغل هذه الفرصة، فلا تعد إلى بيتك إلاّ بشروط جديدة، هذه السّلبيات كلها التي ذكرتها تجمعها، ثم بعد ذلك لا تأتي بها وحدها، وإنما تلتقي بأهلها، ولا مانع من الإستعانة ببعض العقلاء من أهلها وأهلك، وتوضع هذه الأشياء على مائدة المفاوضات ويوضع لها حد، فإذا كان عندها استعداد أن تتخلى عن تلك التّصرفات المزعجة والعادات السّيئة امنحها فرصة أخرى للعودة إلى بيتها، فإن قدر الله واستقام حالها، فهذا ما ترجوه وتتمناه وما توده، أما إذا حدث العكس وكانت المرأة ليست من النوع الذي يتأثر بوجود وحضور الكبار، فهذا قدرك، ولذلك يكون لك الخيار أن تواصل الرّحلة معها مع صبر جميل، أو أن تطلقها وتتزوج بغيرها، وأولادك هذا قدرهم وأنت لم تجني عليهم، وإنما هذه جناية أمهم، أسأل الله أن يصلحها، وأن يذهب عنها هذه الصّفات السّيئة، وأن يعطيها صفات حسنة طيبة، وأن يجمع بينكما على خير.
ردت نور