الطارف: يسددون فواتير الماء المالح ويشترون الماء العذب
يعاني سكان ولاية الطارف من أزمة حادة في التموين بالماء الشروب، حيث لازالت أغلب البلديات تستهلك الماء المالح، ويلجأ سكانها إلى شراء العذب بدينار لكل لتر.
ولم تفلح المشاريع المبرمجة في حل الإشكالية، ويحمّل السكان “الجزائرية للمياه” المسؤولية باعتبارها تسير 19 بلدية، ويزداد الوضع سوءً بالنسبة للبلديات الخمس الأخرى التي تسير شبكة التوزيع محليا، ويتعلق الأمر بـبوقوس، وزريزر، وعصفور، والشافية، وبشيطة مختار. وقد شهد سكان الولاية ضخا استثنائيا للماء العذب أثناء زيارة رئيس الجمهورية للولاية لتتوقف العملية، ويعاد تشكيل الصورة المأساوية للصهاريج المتنقلة، علما أن الطارف تتلقى أهم نسبة تساقط الأمطار في الجزائر، تصل إلى 1500 مم، تجلب 700 مليون متر مكعب من المياه السطحية، لايستغل منها إلا 30 بالمائة، في حين تضيع الكمية المتبقية في البحر والأودية.
وتضم الولاية عدة سدود كبرى لايشتغل منها إلا سدي ماسكة والشافية بانتظار انتهاء الأشغال من سد بوقوس، والإنطلاق في إنجاز ثلاثة سدود أخرى ببوخروفة وبولطان وبوناموسة. أما المصادر الجوفية التي تزود أغلب سكان الولاية، فهي منابع مالحة أضرت بصحة السكان، وأصبحت غير صالحة للشرب، ويتعلق الأمر بثمان أسمطة رملية ببوثلجة، والقالة، وأم الطبول، وعين العسل تمثل 97 بئرا.
ومن المشاكل الأساسية التي تعترض عملية التوزيع الأفضل للماء الشروب تكمن في الحالة المتردية لشبكات التحويل الرئيسية، وانزلاق التربة، وانكسار القنوات، وسرقة وتخريب التجهيزات، وانعدام وسائل التدخل، ونقص اليد العاملة المؤهلة، أدى إلى ضياع أكثر من 60 بالمائة من المياه. ليبقى التساؤل مطروحا عن فوضى التسيير من حيث التبعية المالية لوحدة “الجزائرية للمياه” لولاية عنابة بدل الطارف.
وتراكم الديون العالقة لدى المؤسسات الإدارية والخواص الذين لايسدّدون مستحقات الاستهلاك.. وقد استفاد قطاع الري خلال السنوات الأربع الأخيرة بـ 19 عملية خاصة بالمياه الصالحة للشرب قدرت قيمتها بـ 2.66 دج، مع انطلاق برنامج الخماسية القادمة 2007-2012 الذي قدرت اعتماداته المالية بـ 8.8 مليار دج. تستهدف تجديد شكبات التوزيع وقنوات التحويل وتهيئة مجمّعات المنابع.