الطاهر ميسوم للقاضي: كل الوزراء السابقين هددوني حتى رجعت نبيع في “البقرات تاعي”

باشرت القاضي بالغرفة الجزائية العاشرة اليوم الاربعاء في استجواب المتهمين الـ 72 المتابعين في أكبر ملف فساد. حققت فيه السلطات القضائية مطلع مارس 2019، وكانت البداية بالبرلماني السابق المتهم غير الموقوف “الطاهر ميسوم “. الذي تمسك خلال مثوله للمحاكمة بانكار التهم والوقائع المنسوبة إليه نكرانا قاطعا.
ونسي المتهم الطاهر ميسوم أنه أمام المحكمة، وراج يدافع عن نفسه مثل الطريقة التي كان يعتمد عليها في المجلس الشعبي الوطني. بشارع زيغود يوسف بالعاصمة. حتى ذكرته القاضي بأن موقعه اليوم يختلف تماما عن المكان الذي كان فيه سابقا، وعليه الاجابة على أسئلتها بهدوء. وبدون تهكم أو انفعال.

وثيقة اتفاقية بين طحكوت والطاهر ميسوم

وبخصوص القضية التي جعلت الطاهر ميسوم محل متابعة قضائية في ملف فساد يضم اكبر عدد من الأشخاص النافذين في النظام السابق. فإن رجال الضبطية وخلال مجريات التحقيق مع رجل الأعمال الموقوف “محي الدين طحكوت”. عثرت على وثيقة عبارة عن اتفاقية بين طحكوت شخصيا والطاهر ميسوم تعود لسنة 2016.

وتخص الوثيقة اتفاقية تبادل ملبنة ومحطتين للخدمات لصاحبها الطاهر ميسوم ب10 سكنات وفيلتين في مدينتي زرالدة والابيار ومصنعين بفرنسا.

وقال المتهم الطاهر ميسوم لهيئة المجلس، بأن الوثيقة تلك عبارة عن مسودة فقط. لا ترقى أن يقال عنها أنه عقد توثيقي بينه وبين رجل الأعمال آنذاك محي الدين طحكوت. كما ورد في التحقيق، مشيرا أنه وبعد تنقله الى مدينة الرغاية لمكتب محي الدين طحكوت. اتفق معه شفهيا على منحه ملبنته الخاصة التي يملكها بالمسيلة. والتي كان آنذاك مهددا بغلقها من طرف وزير الصناعة الاسبق عبد السلام بوشوراب.

بالاضافة إلى ذلك محطتين للخدمات، موضحا المتهم أنه لجأ إلى طحكوت وقتها بصفته الشخص الوحيد المقرب الى السلطة. بعدما وجد نفسه مهددا من طرف وزراء النظام السابق الذين شنوا حربا ضده. بتلفيق 62 ملف قضائي مما جعله محل متابعة فيها لاحقا، قبل أن تبرئه العدالة.

وأضاف المتهم للمجلس، أن محي الدين طحكوت قبل بالافاقية وكان على علم بقضية الملبنة واخبره وقتها بأنها سوف يتم تهديمها وعليه التخلص منها قبل فوات الأوان.

بوشوراب هددني عديد المرات

واكد الطاهر ميسوم في تصريحاته أنه تراجع بعدها عن الاتفاقية بعدما عودته من دولة فرنسا وورده معلومات بأن المصنعين محل التفاوض غارقين في الديون. مع إدارة الضرائب، نافيا في ذات السياق.  ابرامه عقدا توثيقيا مع طحكوت أمام موثق بمدينة برج الكيفان، كما نفى أيضا اصطحابه عائلته ” زوجته وابنيه” الى مدينة الرغاية خلال ابرام العقد محل الجريمة.

واكد المتهم أيضا معرفته الشخصية خلال تواجده بقبة البرلمان برجل الاعمال محي الدين طحكوت وقال ” كنت اسمع به فقط”. وأنني تعرفت عليه عن طريق الصحفي ” محمد محياني”.

وراح الطاهر ميسوم يشكو للقاضي المؤامرة التي حيكت ضده قبل نهاية عهدته البرلمانية سنة 2016. معلقا بالقول ” سيدتي الرئيسة لفقولي 62 ملف، أنا النظام كامل حاربني بما فيهم بوشوراب هددني كم من مرة، حتى رجعت نبيع في بقراتي” .
وأقسم المتهم ميسوم بأنه عانى الأمرين بسبب المطاردة الشرسة التي شنها ضده وزراء الحكومة في النظام السابق التابع لعبد العزيز بوتفليقة، الأمر الذي دفع به الهجرة من منطقته مسقط رأسه والاقامة في مدينة وهران، وأما بوشوراب فبعد تهديده بغلق ملبنته، فقد دفع به إلى البحث عن بيعها لأجل انقاذ 450عامل من البطالة والفقر.