“العدو الحميم” من المنتظر ان يعرض في الجزائر الشهر المقبل
يبدو ان التساهل الكبير الذي تتعامل به السلطالت الرسمية في الجزائر مع الاعمال الفنية خصوصا الاعمال السينمائية المشتركة مع فرنسا قد فتح الباب على مصرعيه امام المنتجيين والمخرجيين الاجانب لتخطي كل الحدود في اعمالهم والاعتداء على رموز هذا الوطن
بل وتتحول هذه الاعمال الى افلام ثمثل الجزائر في المسابقات الرسمية وتعرض في الجزائر ويتم التشهير لها من باب حرية الراي والابداع فبعد تخاريف جميلة صحراوي في فيلم ” بركات ” جاء الدور على العمل الفرنسي الجديد “العدو الحميم ” لمخرجه فلورنت إميليو سيري الذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي وهو الفيلم الذي احدث ضجة كبرى بعد عرضه السبت الماضي حيث تلقى منتجه ” دومينكو فلانسين ” اتقادات لاذعة سواء من الجمهور الذي حضر العرض اومن النقاد الذين اتهموا الفيلم بالتحامل على الثورة الجزائرية وتزييف الحقائق والمهزلة الاكبر ان يتم الدفاع عن الجزائر والثورة الجزائرية من مهرجان القاهرة بينما يرد المنتج على منتقديه بكل برودة بان الفيلم “سيكون فرصة مناسبة للجزائريين ليعرفوا المذابح التي قامت بها المقاومة بحق ذويهم. علما بأن الجزائريين ضخموا عدد ضحاياهم في الحرب، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون في كل حرب دعاية من كل طرف ضد الطرف المقابل” ولياكد وسط دهشة الحاضرين ان فيلمه سيعرض في الجزائر الشهر المقبل .
الفيلم يلتمس الأعذار لوحشية الجنود الفرنسيين في الجزائر من خلال طرح فكرة أن الضباط الفرنسيين الذين قاوموا القوات الألمانية، وتعرضوا للتعذيب على يد النازي تحولوا إلى جلادين لا يترددون في ارتكاب السلوك نفسه في الجزائر وهي حالة معروفة في علم النفس . في الوقت نفسه، يصور الفيلم معارك دارت في مناطق القبائل من خلال التباين بين وجهتي نظر الضابط تيريان الذي يمتلك حسا إنسانيا والرقيب دونياك الذي يرى أن “جبهة التحرير مخربة ولا بد من محوها”ويرصد الفيلم التعاون الجزائري الفرنسي من خلال يد المساعدة التي يمدها جزائريان لهما في هذه العملية ومنهم منهم سعيد الذي حارب الألمان، ويواصل التعاون مع الفرنسيين بهمة بحثا عن الرقيب السابق سليمان أحد “قادة التمرد”. ولا يتردد الفرنسيون -الذين يُفاجئون بقوة المقاومين- في طلب مدد من القيادة، وهكذا تقوم الطائرات بإلقاء النابالم المحظور دوليا، الذي أدى إلى حرق قرية بالكامل ليظل كل شيء فيها أطلالا بما في ذلك الجثث المحترقة الفيلم لا يتوقف عند محاولة تزييف الحقائق من خلال طرح ودعم وجهات نظر تخدم الطرف الفرنسي بل يمضي في سياقه الدرامي ليصل الى مغالطة تاريخية كبرى حين يذهب في طرحه الى القول بان عدد الضحايا الجزائريين في حرب التحرير يتراوح بين 300 الى 600 ألف شهيد، محاولا اقناع المشاهد ان شعار ثورة المليو ن ونصف مليون شهيد التي تبنتها الجزائر ليست الى مزايدة وأكدوبة كبرى ، الفيلم يشكل سابقة خطيرة في تاريخ الافلام المضادة أو المسيءة للثورة الجزائرية حيث أن الفيلم يذهب بعيدا في تزييف الحقائق حين يرصد “انحرافات” جبهة التحرير الجزائرية التي يقول إنها تقتل المدنيين لضمان عدم تعاونهم مع جيش الاحتلال. ويصور الفيلم جدع أنف المتخاذلين عن الانضمام إليها، كما يصور رجلا مسنا تم قرض شفتيه لأنه ضبط متلبسا بتدخين سجائر فرنسية.