“النهار” حضرت إحباط أكبر عملية حرقة في تاريخ عاصمة الهجرة غير الشرعية عنابة: توقيف 86 حراقا من بينهم جامعي، فتاة وطفل، كانوا ينوون غزو سردينيا عبر 5 زوارق
ثمن الرحلة كان 5 ملايين سنتيم، وبعضهم يجرب المغامرة للمرة الثالثة
في حلقة جديدة من مسلسل الهجرة السرية بعنابة تمكن عناصر المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بولاية عنابة بالتنسيق مع وحدات من القوات البحرية في ساعة متقدمة من فجر الخميس المنصرم من إحباط محاولة للهجرة غير الشرعية بادرت بها مجموعات من الشباب الهاوي للمغامرة تتشكل من 86 فردا تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 35 سنة على متن 5 زوارق صيد كانوا يقصدون جزيرة سردينيا الايطالية حيث تم توقيف سيناريو هذه المغامرة على بعد 14 ميلا بشمال رأس الحمراء العملية الأولى وعلى بعد 66 ميلا شمال رأس روزا بالقالة في العملية الثانية وبخصوص هذه العملية أكد قائد المجموعة الإقليمية بالنيابة لـ”النهار”أنها جاءت بعد انطلاق 5 زوارق في مغامرة للهجرة غير الشرعية انطلاقا من شاطئ البطاح ووادي بقرات إضافة الى شاطئ سيدي سالم مستغلين في ذلك الظروف المناخية المواتية لتشرع على إثرها القوات البحرية بالتنسيق مع حراس السواحل بعنابة مدعمة بمروحيات للدعم اللوجيستيكي في عملية مطاردة في عرض مياه البحر عن طريق المطاردة العزوم 356 وكذا المطاردة 343 حيث دامت العملية أكثر من ساعتين وسط مقاومة كبيرة من قبل الحراقة الذين لم يمتثلوا لأوامر عناصر البحرية الى أن نفذت كميات الوقود من محركات قواربهم أين تم توقيفهم في عمليتين مختلفتين على بعد 14 ميلا شمال رأس الحمراء في حدود الساعة الرابعة صباحا من فجر الخميس ومجموعة أخرى تم توقيفها على بعد 66 ميلا شمال رأس روزا بالقالة تضم 3 قوارب انطلقت من شواطئ سيدي سالم والبطاح بلدية الشط إذ تم اعتراض سبليهم و فور ذلك حول جميع الموقوفين الى مقر المجموعة الإقليمية أين تقديم لهم الإسعافات الاولية و عرضهم على طبيب الحماية المدنية قبل أن تحرر في حقهم محاضر سماع هذا وقد حول الموقوفون صبيحة الجمعة أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة إقليم الاختصاص الذي أصدر في حقهم أوامر بالاستدعاءات المباشرة للمثول أمام المحكمة في حين حول القاصر الذي يبلغ من العمر 15 سنة على السيد قاضي الأحداث بنفس المحكمة للإشارة فإن من بين الحراقة الموقوفين فتاة تبلغ من العمر 20 سنة تدعى (حنان.ب) من المدينة القديمة (بلاص دارم) يتيمة الأبوين مستواها نهائي وطالب جامعي 19 سنة من أحياء بلدية البوني إضافة الى 19 شابا من ولاية عنابة 10 من عزابة بولاية سكيكدة ، جيجل وأخرين من ولاية أم البواقي وحراق واحد من الجزائر العاصمة وحسب تصريحات الحراقة ممن التقت بهم “النهار” أن ثمن الرحلة 5 ملايين سنتيم، لاحظت زالنهارس أن هناك من الحراقة الذين عاودوا الحرقة للمرة الثالثة على التوالي بحكم تعاملنا مع الظاهرة منذ بدايتها خاصة وأن مع دخولنا الى المكان المخصص للحراقة بمقر المجموعة الإقليمية بعنابة تم التعرف علينا مباشرة الشيء الذي سمح لنا بمحاورتهم بسهولة حيث أكد لنا العديد من الموقوفين أن عناصر القوات البحرية أطلقت على المحركات طلقات نارية أثارت وسطهم الكثير من الخوف والرعب من جهة أخرى أكد أحد المسؤولين بقيادة المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة أنهم يعرفون هذه الدسائس وانهم انتظروا اتهامات أخطر من هذه وان قضية الطلقات النارية لا أساس لها من الصحة وهو رد فعل الحراقة بعد توقيفهم لتضاف هذه العملية الى قائمة العمليات الماضية لكن عملية الخميس أكدت على أن الشباب الهاوي للمغامرة مصر على تحقيق حلمه المنشود في بلوغ الضفة الأخرى من المتوسط للمرة الرابعة والخامسة والسادسة بما يدل على أن الظاهرة لن تتوقف الى هذا الحد على الأقل في الوقت الراهن.
زين العابدين:أنا ضحية نظام *MD، منعت من الالتحاق بالجيش، ومصر على تكرار التجربة رفض جملة وتفصيلا أمر تصويره لكنه فتح قلبه لـ” النهار” عكس باقي العناوين الأخرى وتلك حاجة في نفس الطالب الجامعي ابن مدينة بونة (زين العابدين ب،ع) 24 سنة الذي راح يسرد قصة عقده العزم على الإبحار باتجاه القارة العجوز أوروبا بشيء من التدقيق مبديا ارتياحه وغير نادم على محاولة ركوب أمواج البحر على حد المقولة “مجبر أخاك لا بطلس باعتبار أنه وحيد أمه لكنه وضع العاطفة جانبا لحظة اتخاذ لقرار الانخراط في مشروع “الحرقة” بعد ما راودته الفكرة مرارا لكنه عزف عن القيام بذلك كون كل أماله كانت معلقة برغبته الجامحة في الالتحاق بصفوف الجيش الشعبي الوطني لكن بمجرد أن اجهظ حلمه في صدره أصر على بعث مشوار حياته خارج حدود الوطن أين خطط بمعية أبناء حيه بأحد مقاهي المدينة القديمة على أن تكون الانطلاقة عشية الأربعاء بعد دفع ثمن الرحلة المقدر بـ 5,5 مليون سنتيم لكن الحظ مرة ثانية لم يسعفه في تحقيق ما يصبوا إليه بحيث تعرض القارب الذي كان على متنه الى عملية توقيف من طرف حراس السواحل ليجد نفسه مجددا في نقطة البداية في ما يخص تكوين مستقبله وقد أكد خلال في دردشتنا معه بأن له من العزيمة ما يجعله يرفع التحدي لتكرار المحاولة مهما كلفه ذلك خاصة وأن المعني أحد المتضررين من نظام *MD الجديد حسب تعبيره مضيفا في الأخير بأنه ضحية البيروقراطية حتى في مجال التعليم.
حزن عميق بسكيكدة، اثر فقد 13 حراقا بنابل التونسية
تتواجد 13 عائلة سكيكدية بداية من نهار الأربعاء الماضي في حيرة من أمرها عقب ورود أنباء غير سارة عن مصير 13 حراقا ينتسبون لها، وحسب مصادر لـ “النهار” فان 17 شابا أبحروا منذ أربعة أيام من شاطئ المرسى بولاية سكيكدة على متن قارب خشبي قاصدين جزيرة سردينيا الايطالية إلا أن الحلم لم يكتمل حينما واجه المعنيون سوء الأحوال الجوية لتقذف بهم أمواج عاتية ناحية الشواطئ الصخرية لمدينة نابل التونسية وحسب نفس المصدر فان أربعة من الناجين قد اتصلوا بعائلاتهم بولاية سكيكدة لاطلاعهم من خلالها على المأساة التي لحقت بقاربهم مشيرين الى أن رفقاءهم قد لقوا مصيرهم المحتوم (الهلاك) وأضافت ذات المصادر أن بعض العائلات السكيكدية قد اتجهت صوب تونس للبحث عن جثث أبنائها إلا أنها لم تتلق ردا من الجهات الرسمية التونسية سواء إن كان سلبا أو إيجابا إلا أن مصادر “النهار” أشارت الى أن المعنيين لم يقضوا نحبهم، بل تم إسعافهم من قبل حراس السواحل لمدينة نابل التونسية وإن كانت ذات الجهة قد اعترفت بصعوبة المهمة بسبب تواجد المعنيين في منطقة صخرية جد صعبة إلا أنها أشارت أن الحراقة الضحايا قد حولوا إلى مستشفى مدينة نابل لإخضاعهم لفحوصات طبية بسبب الوضعية الصحية الحرجة التي وجدوا عليها مع الإشارة الى أن مصالح التونسية سواء الأمنية أو المدنية تتعامل مع الظاهرة بحساسية جد مفرطة الأمر الذي يوحي بأن مصير هؤلاء الحراقة 13 سيكون مجهولا لا محال بين السجون التونسية وبين مصالح حفظ الجثث بمستشفياتها.
200 حـــــــراق وصلوا سردينيا، عبر 10 قوارب في اليــــــــــــومــــين المــاضيــــــــــــــين
تطرقت القناة الفرنسية tv5 في نشرتها الأخيرة عشية الخميس الماضي الى موضوع المهاجرين غير الشرعيين وذلك بعرض روبورتاج مصور لعدد من الجزائريين وهم يخضعون لعملية انزال في الساعات القليلة الماضية على مستوى ميناء لامبادوزا الايطالية هذا وأورد معد الروبورتاج أن مصالح خفر السواحل الايطالية لحكومة برلسكوني قد تمكنت نهاية الأسبوع الماضي من إحباط رحلة سرية لـ200 حراق من جنسية جزائرية كانوا على متن 10 قوارب ذات صنع تقليدي مع التأكد أن عملية التوقيف تمت على بعد 10 أميال بحرية تقريبا جنوب جزيرة سردينيا كما أشاد نفس المصدر بالعمل الجبار الذي بادرت بالقيام به السلطات الايطالية اتجاه هذه القضية أين تم تحويل جميع الموقوفين الى مراكز الحجز بمدينة لامبادوزا وهي الإجراءات القانونية التي تسبق عملية ارسال هؤلاء الموقفين من الحراقة الى بلدهم الأصلي الجزائر.
الحراقة حنان تروي لـ “للنهار” قصة فشلها في الحرقة: ” سأعيد الكرة ثانية وثالثة، حتى أحقق حلمي بالعيش في أوروبا”
قصة حنان مأساوية للغاية بسبب الوضعية المعيشية الصعبة التي تتخبط فيها حنان التي هي من القليلات، اللائي فضلن الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، لكنها اوقفت وتوقف حلمها نهار أول أمس رفقة 85 حراق آخرين، “النهار” اقتربت منها وحاولت أن تستفسرها عن سبب إقدامها على ركوب قوارب الهجرة غير الشرعية فقالت:” أنا يتيمة الأب والأم، لا املك أحدا في هذه الدنيا ذقت ذرعا بسبب الظروف المعيشية الصعبة ولم اعد أتحمل قسوة الحياة والمجتمع فقررت بعد أن سمعت أن هناك منفذا للهروب من هذا الجحيم فعرض على احد جيراني مساعدتي على الهجرة غير الشرعية نحو جزيرة سردينيا فقال لي أمهليني وقتا وعاد بعد ثلاثة أيام وطلب مني مبلغ 5 ملايين سنتيم ثمن الرحلة قدمت له كل ما املك وساعة الانطلاق توجهنا إلى شاطئ البطاح بولاية الطارف أين وجدنا تجهيزات وعتاد الرحلة على استعداد وفي حدود الساعة 10 ليلا أقلعنا على متن قوارب خشبية قاصدين جزيرة سردينيا وكلي حلم بمغادرة الجزائر نحو بر الأمان كما يقال، قبل أن تعترض سبيلنا وحدات البحرية التي أوقفتنا وأعادتنا إلى نقطة الصفر” سألنا حنان عن مستواها الدراسي فقالت اجتزت امتحان البكالوريا ولم انجح وكانت كلمتها الأخيرة لـ”لنهار” سأعيد الكرة: “ثانية وثالثة إلى أن أحقق حلمي بالعيش بأوروبا”.
17 “حراقا” موقوفا يفرون من مقر حرس السواحل بعنابة
لاذ (17) مرشحا للهجرة غير الشرعية، تم توقيفهم يوم الخميس الفارط، في عرض سواحل عنابة بالفرار بعيد نقلهم إلى مقر الفرقة الإقليمية لحرس السواحل، حسبما أعلن أمس الجمعة من قيادة حرس السواحل. وأوضح المصدر ذاته أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين قد تسلقوا السور المحيط بمقر الفرقة الإقليمية لحرس السواحل ليختفوا بعد ذلك في أحياء مدينة عنابة. كما تمت الإشارة إلى أن ستة (6) آخرين كانوا يحاولون الفرار تم توقيفهم من قبل عناصر ثكنة حرس السواحل. وكان قائد المحطة البحرية الرئيسية لحرس السواحل قد أشار إلى أن ما لا يقل عن 86 مرشحا للهجرة غير الشرعية منهم امرأة (20 سنة) وقاصر (15 سنة) قد تم توقيفهم أول أمس، عندما كانوا يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية على متن خمسة قوارب تقليدية. وتابع ذات المصدر قوله إن مجموعتين من هؤلاء “الحراقة” تم توقيهم على بعد 16 ميلا بحريا من ميناء عنابة وثلاثة آخرين على بعد 16 ميلا من ذات المكان. وخلص المصدر إلى أن توقيفهم تم على إثر دورية قامت بها وحدات حرس السواحل في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية.
أطباء بلا حدود : ” 35 حراقا جزائريا غرقوا هذه السنة”
في حصيلة لأطباء بلا حدود نقلتها جريدة “الجمهورية” الايطالية بان عدد المهاجرين غير الشرعيين “الحراقة” الذين لقيوا مصرعهم بعرض مياه البحر المتوسط خلال السداسي الأول من السنة الجارية قد بلغ 380 مهاجر غير شرعي من بينهم 35 شابا من جنسية جزائرية ينحدرون من ولايات قالمة،عنابة سكيكدة، الطارف، جيجل، سوق أهراس بالإضافة إلى 3 من ولاية قسنطينة كان سبب هذا الغرق مغامرات الهجرة غير الشرعية وحسب ذات الحصيلة فان 62 شخصا من الحراقة لقوا حتفهم ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي قبالة سواحل صقلية من مجموع 70 فردا كانوا على متن قارب خشبي تقليدي الصنع، غير بعيدة عن جزيرة ماطلا لقي 4 حوامل ومجموعة من الأطفال الرضع حتفهم بعد انقلاب قاربهم من الحجم الكبير وحسب ذات المصدر فان جل الهالكين من دول التشاد، النيجر ومالي حيث جاء التدخل خفر السواحل لدولة مالطا بعد بلاغ النجدة من قبل إحدى السفن التجارية التي مرت عليهم على بعد 40 ميلا بحريا شمال الجزيرة أين تمكنت مصالح خفر السواحل من إجلاء 18 شخصا لتؤكد الحصيلة الرسمية أن 62 شخص لقوا حتفهم فيما أوردت ذات المصادر أن عملية البحث لا تزال متواصلة عن بقية المفقودين ممن انقلب بهم القارب عرض الجزيرة .