برلمانيان يعتديان على مدير السكن لأنه رفض تمرير مشروع في أدرار
الضحية: ”أحد البرلمانيين معروف بسوابقه في الاعتداء على كل من يرفض تلبية رغباته”
تعرّض، صباح أمس السبت، مدير السكن والتجهيزات العمومية لولاية أدرار، صدراتي محمد الطاهر، البالغ من العمر حوالي 75 سنة، لاعتداء جسدي من قبل عضوين في البرلمان أثناء قيام وفد برلماني بزيارة لولاية أدرار في إطار برنامج خاص للمجلس الوطني الشعبي والذي انطلق من ولاية أدرار، يهدف إلى الإطلاع والوقوف عن كثب على واقع المشاريع التنموية بالولاية والاستماع إلى انشغالات المواطنين قصد توصيلها ورفع تقارير لدى الحكومة بهدف التكفل بها. ”النهار” وقصد معرفة حقيقة الحادثة تمكنت من الحصول على تصريح خاص من طرف المدير الذي تعرّض لهذا الاعتداء بعد وقوفنا على حالته الصحية على مستوى مستشفى ابن سينا بأدرار، وأكد بأنه تعرض للاعتداء بالضرب على مستوى وجهه وباقي أطراف جسمه من قبل نائبين اثنين أحدهما منتخب عن حزب الآفلان بأدرار والآخر نائب عن ولاية النعامة، موضّحا أنهما انهالا عليه ضربا أثناء قيامه بشرح البطاقة التقنية لمشروع إنجاز مجمع صحي يتواجد على مستوى حي تيليلان، ويضمّ عدة مستشفيات من بينها مستشفى بسعة أكثر من 200 سرير ومستشفى خاص لعلاج السرطان وهياكل صحية أخرى. وحسب تصريحات الضحية دائما، فإنه تفاجأ بدخول هذا النائب في مشادات حادّة معه دون سابق إنذار ثم تهجّم عليه بالضرب المبرح بعدة لكمات متبوعة بألفاظ عنصرية وجهوية جارحة بمعية البرلماني الثاني، وقال ”إنني لا أعرف اسمه، غير أن أحد الموظفين الذين كانوا معه أكد أنه من ولاية النعامة، حيث وجدت نفسي مغمى علي ولم استفق إلا بعد ساعات بعد أن تم نقلي إلى مستشفى أدرار، حيث أتلقى العلاج حاليا”، مبرزا في حديثه ”إن ذات النائب اعتدى علي بسبب رفضي توقيع قرار بتمديد مشروعين تابعين لمكتب دراسات النائب بمبلغ مالي يقدر بأزيد من 2,8 مليار سنتيم، وسبب رفضي لذلك جاء وفقا للقوانين المعمول بها تتعلّق بإجراء الصفقات”، كما أكد الضحية أنه رفض تلقي رشوة من النائب البرلماني. وقد اعتبر المدير الضحية، أن هذا يعدّ الخلفية التي انطلق منها هذا النائب وزميله، مؤكدا من جهة أخرى أنه سيقوم برفع شكوى لدى وزير السكن ورفع دعوى قضائية على مستوى العدالة رغم حيازة المعتدي للحصانة حول هذا الاعتداء الذي ألحق به جروحا على مستوى عينه اليسرى وأضرارا نفسية كبيرة. تجدر الإشارة إلى أن نفس النائب كان قد اعتدى حسب مصادر مطلعة على مدير الطاقة والمناجم بالنيابة خلال السنوات الفارطة بالسّب والشتم وكذا مدير الحرس البلدي السابق حسب ذات المصادر. وقد خلّفت هذه الحادثة استياء كبيرا وسط مواطني ولاية أدرار، نهار أمس، بينما لايزال المدير الضحية يتلقى العلاج في حالة نفسية وصحية يرثى لها على مستوى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن سينا.