إعــــلانات

تخرّج 46 ‬ألف طبيب منذ الاستقلال دون مستوى نوعي‮ ‬

تخرّج 46 ‬ألف طبيب منذ الاستقلال دون مستوى نوعي‮ ‬

كشفت المعطيات الأخيرة،‮ ‬أن عدد الأطباء في‮ ‬الجزائر انتقل من 500 ‬طبيب في‮ 2691 ‬إلى أكثر من 46379 ‬طبيب في‮1102 ‬،‮ ‬مما‮ ‬يبرز جليا الارتفاع الهائل في‮ ‬الخمسين سنة الماضية من حيث عدد الأطباء المتكونين والمتخرجين من الجامعة الجزائرية،‮ ‬بمعدل طبيب واحد لكل 900 ‬نسمة،‮ ‬وجرّاح أسنان واحد لكل 3000 ‬نسمة،‮ ‬كما ارتفع عدد الكليّات المتخصصة في‮ ”‬البيوطبي‮” ‬من كلية واحدة في‮ 2691 ‬إلى 11 ‬كلية متخصصة في‮1102.‬ويرى أخصائيون في‮ ‬المجال الطبي،‮ ‬أن المستوى المهني‮ ‬جاء عكس المعطيات،‮ ‬إذ إنه وعلى الرغم من هذا التكوين الكمّي‮ ‬الذي‮ ‬كُشف عنه،‮ ‬والذي‮ ‬يبرز دور وقيام الدولة بضخ إمكانات كبيرة من تشييد كليّات،‮ ‬واستحضار التكنولوجيات الحديثة،‮ ‬قصد الخروج بهذا القطاع الهام الذي‮ ‬يعتبر أهم قطاع في‮ ‬أيّة دولة،‮ ‬إلا أن التكوين النوعي‮ ‬يبقى منسيّا وغائبا في‮ ‬ظلّ‮ ‬تدنّي‮ ‬المستوى الطبي‮ ‬والعلاجي‮ ‬في‮ ‬المستشفيات الجزائرية،‮ ‬مرجعا ذلك إلى اهتمام الدولة بتشييد الكليات والجامعات،‮ ‬والاعتماد على جلب الامكانات المادية،‮ ‬وإهمال التكوين البشري‮ ‬والنوعي‮ ‬الذي‮ ‬من شأنه الرفع من المستوى العلاجي‮ ‬والاستشفائي‮ ‬في‮ ‬المصالح الطبية في‮ ‬الجزائر،‮ ‬مضيفا أن كليّات الطب في‮ ‬الجزائر تعمل على تلقين الطلبة الدروس النظرية والمقرر الدراسي،‮ ‬في‮ ‬وقت تهمل التلقين التطبيقي‮ ‬الذي‮ ‬يعد المقياس الرئيسي‮ ‬والأساسي‮ ‬من أجل تكوين أطباء في‮ ‬المستوى‮.‬وقال‮ ”‬الياس مرابط‮” ‬رئيس التنسيقية الوطنية لممارسي‮ ‬الصحة في‮ ‬اتصال بـ‮ ”‬النهار‮”‬،‮ ‬أن المستوى الطبي‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬يتدنى‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم،‮ ‬مرجعا الأسباب إلى الاختلال الواقع على مستوى الجامعة الجزائرية التي‮ ‬قال أنها لا تواكب التطورات الحاصلة في‮ ‬الميدان‮ ”‬البيوطبي‮”‬،‮ ‬مبرزا بأنها متوقفة على التكوين الأكاديمي‮ ‬دون التكوين الميداني،‮ ‬موضّحا أن هذا الاختصاص بالذات‮ ‬يتطلب التحيين،‮ ‬لأن هذا المجال‮ ‬يدخل عليه‮ ‬يوميا تطورات جديدة واكتشافات علمية،‮ ‬وكذا الطرق الجديدة للتشخيص،‮ ‬مضيفا بأن‮ ‬غياب التأطير الصحي‮ ‬ذو المستوى النوعي،‮ ‬يؤدي‮ ‬بالضرورة إلى تخرج نخبة من الأطباء بمستوى متدني،‮ ‬وأوضح‮ ”‬مرابط‮” ‬أن الميدان الطبي‮ ‬في‮ ‬سنوات السبعينات والثمانينات كان أكثر نجاعة،‮ ‬ما تؤكده الكفاءات من الاساتذة والدكاترة والجرّاحين،‮ ‬الذين أثروا القطاع الصحي‮ ‬آنذاك،‮ ‬وانتقد‮ ”‬الياس مرابط‮” ‬سياسة التكوين التي‮ ‬تنتهجها الوزارة حيث وصفها بالمغيّبة والمهمشة،‮ ‬كاشفا بأن ميزانيّة التكوين في‮ ‬القطاع الصحي‮ ‬لا تتعدّى 0.5 ‬إلى 1 ‬من المائة،‮ ‬مضيفا بأن‮ ‬غياب البعثات التكوينية إلى الخارج أضحت رهينة الأزمة التي‮ ‬يعيش فيها القطاع في‮ ‬الآونة الأخيرة،‮ ‬مؤكدا أن الملايير التي‮ ‬تُصرف من أجل النهوض بالقطاع الطبي‮ ‬لا تحمل أي‮ ‬نتيجة،‮ ‬لأنها تسير دون أهداف وتخطيط من قبل الأخصائيين في‮ ‬الميدان‮. ‬
   

رابط دائم : https://nhar.tv/9dX8L