تعبت.. فأنا لا أجد القبول من أحد
بعد التحية والسلام، تقبلوا مني سيدتي وكل القراء الكرام كبير الود والاحترام. أنا سيدة متزوجة في العشرينات من عمري، أم لثلاث أطفال، أعيش ظروف جيدة إلى جانب زوجي والحمد لله. لكن غالب الأوقات حزينة، وغير ناجحة في تأسيس علاقات جيدة مع من حولي من أهل زوجي.
في كل المناسبات أجد نفسي وحيدة ومعزولة عنهم، فأنا دوما أقع في مطبات التواصل السيئ معهم. فأعود لأولادي ضعيفة مهزومة من أن أجعلهم يستمتعون بأوقاتهم، عكس الباقين الكل يضحك ومستمتع. حتى زوجي أحيانا أضعه في مواقف محرجة أمامهم، حتى أنني فكرت في أن أطلب الطلاق ليعثر على زوجة تدخل البهجة على قلبه وحياته.
سيدتي صدقيني لقد حاولت كثيرا، لكن ترسبات الماضي هي التي جعلتني بهذا الانهزام. فأنا نشأت تحت قسوة زوجة أبي، التي حرمتني الحياة بكل بساطة. لم تسمح لي بإكمال دراستي، ولا بتلقي أي تعليم في حياتي، فارتبط وانا تقريبا جاهلة بأمور الحياة، فماذا أفعل من فضلكم، أنيروا دربي؟
الأخت “ج” من الجنوب
الرد
عزيزتي، سأكون جد صريحة في الرد عليك، كيف ترجين حب الآخرين، وأنت تتحدثين عن نفسك بتلك الطريقة. حاولي أن تخرجي من دائرة السلبية وتصالحي مع نفسك، فمن منا لم يتعثر في حياته، ومن منا لا يوجد عيب في شخصيته..؟. لهذا سأحاول أن أضع بين يديكِ وداخل وجدانكِ قَطَرات من الأمل، لتستعيدي ثقتك بنفسك. كما يجب أن تبتعدي عن الإحباط بذكر الله دائمًا، والتَمِسي منه الثقة والأمان. اقنعي نفسكِ يوميا بترديد عبارة أنك إنسانة قويَّة ورائعة، وتوقَّفي فورا عن احتقار نفسك، استبدلي حبيبتي الأفكار السلبية بأفكار أخرى إيجابية، ودعم من الماضي وأحداثه الحزينة، واجعليها في طي النسيا، لا تُقارني نفسك مع غيرك، مهما كانت الظروف، بل دربي نفسك على حب شخصيتك كما هي ولا تنقصي من قيمتها، وليكن لديك هدف في الحياة، فأنت لم تخلقين عبثا، بل لعبادة الله، وعمارة الأرض، ولا تُظْهري ضعفكِ أمام الناس، تصرَّفي بثقة أكبر مما أنتِ عليه في الواقع، ولا تجعلي النَّاس يَشْعرون بقلقك، حتَّى لا ينظر الناس إليكِ على أنكِ ضعيفة، كما أنَّ تظاهُرَكِ بالثقة سيمنحكِ فرصة لأن تصبح جزء من شخصيتك.
حبيبتي ليس منا من خُلق متعلم، وملم بكل أمور الحياة، لكن لابد من اقتناص الفرص لنهل القدر المستطاع من العلم والمعرفة، والحمد لله في وقتنا الحالي يمكنك استخدام الانترنت وأنت في بيتك لاكتساب مختلف المهارات وفي كل المجالات.
عزيزتي ابحثي عن الجانب الأجمل بزوايا روحك الطيبة، ومن هناك انطلقي في تطوير ذاتك، ولابد أن تعثري عن سبيل السلام مع نفسك، وترتقين إلى تحقيق كيانك، وفقك الله، وسدد خطاك أختاه.