إعــــلانات

تفكيك «دولة داخل دولة» تنشط في 27 ولاية واسترجاع 73 سيارة مسروقة!

بقلم حمزة.ب
تفكيك «دولة داخل دولة» تنشط في 27 ولاية واسترجاع 73 سيارة مسروقة!

النهار تنفرد بنشر تفاصيل ميدانية عن أكبر شبكة لسرقة المركبات

رأس العصابة استعمل تقنيات معقدة لتنظيم عمل شبكته وهيكلتها

 البارون شتوح تجسس على مكالمات أعوانه لتفادي الخيانة واستعمل عدة هويات لتضليل الأمن

فككت فرقة البحث والتدخل التابعة لأمن ولاية تيبازة أخطر شبكة إجرامية متخصصة في سرقة السيارات الفخمة وتزوير هياكلها القاعدية، وهي الشبكة التي كانت تنشط على مدار أشهر طويلة عبر 27 ولاية، واتخذت من ولاية برج بوعريريج وبالتحديد دائرة مجانة مركزا لها.

أوقفت عناصر فرقة البحث والتدخل 36 شخصا متورطا، منهم 18 شخصا من ولاية برج بوعريريج، و19 آخرين من ولايات العاصمة وغليزان وتبسة والجلفة وأدرار وعنابة، وتم خلال العملية استرجاع 73 سيارة ومركبة مسروقة من مختلف الأنواع والأحجام، في عملية تعتبر الأكبر من نوعها على المستوى الوطني منذ سنوات.

شاحنة من الدواودة تكشف الشبكة الأخطبوطية

بداية القضية التي أشرف على متابعتها رئيس أمن ولاية تيبازة مراقب الشرطة سليم جاي جاي، شخصيا، انطلقت من شكوى تقدم بها مواطن للتبليغ عن تعرض شاحنته للسرقة في ظروف غامضة ومجهولة، وهذا على مستوى بلدية الدواودة شرق إقليم ولاية تيبازة، لتنطلق عملية والبحث والتحري عن الشاحنة المسروقة التي تم استرجاعها في ظرف قصير، حيث ثبت أنها كانت متجهة نحو ولاية برج بوعريريج وتحديدا إلى رأس الشبكة المدعو «شتوح»، الذي ينشط في مجال تزوير الهياكل القاعدية للسيارات والمركبات لسنوات طويلة، من دون أن ينكشف أمره.

مجانة.. مرحبا بكم في مملكة تزوير وثائق السيارات

كانت المهمة الأولى لعناصر «البياري» للإلمام بالقضية وتجنب أي خطأ قد يسمح للبارون الأول في القضية بالفرار، محاولة الوصول إليه بشتى الطرق، غير أن حيلة المدعو «شتوح» الذي ظل ينشط لسنوات طويلة في مجال تزوير الهياكل القاعدية للسيارات والمركبات، مستغلا علاقاته بدائرة مجانة وعدد من بلديات برج بوعريريج، مكّنته من تضليل مصالح الّأمن لأشهر طويلة، خاصة أنه كان رفقة أعوانه يستعملون وسائل تكنولوجية متطورة، منها تطبيقات على الهاتف المحمول تمكنه من التنصت على مكالمات أعوانه ومتابعة كل ما يقومون به، وهذا تجنبا لأي خطإ أو خيانة قد يؤديان إلى كشف أمره.

بطاقات تعريف بمليون سنتيم لاقتناء شرائح هاتفية

وحتى لا تتمكن مصالح الأمن من تحديد الموقع الذي يتواجد فيه البارون شتوح المنحدر من دائرة مجانة، كان هذا الأخير يقوم باقتناء نسخ عن بطاقات التعريف الوطنية بمبالغ مالية تتراوح بين 10 و15 ألف دينار، لاستعمالها في الملفات القاعدية بالدوائر والبلديات لاستخراج البطاقات الرمادية، وأيضا لاقتناء شرائح الهاتف وتوزيعها على أعوانه ومساعديه، حتى يتمكن من تضليل المحققين وضمان عدم الوصول إليه أو أحد من أفراد شبكته.

وقال مصدر «النهار» إن البارون شتوح تمكّن، طيلة السنوات الماضية، من تضليل مصالح الأمن والنشاط براحة تامة، حيث كوّن شبكة مكونة من 12 شخصا، وقام طيلة أشهر بتدريبهم على مهام متنوعة منها سرقة السيارات والمركبات.

كما أنه أنشأ فرقة خاصة بعمليات نقل هذه السيارات والمركبات من دون حدوث أي خلل على مستوى الطرقات وخاصة حواجز الأمن، أين كانت مهمة هذه الفرقة هي ضمان وصول السيارات إلى برج بوعريريج من دون أي خطإ أو إشكال، لينتهي دور هذه الفرقة بتسليم السيارات إلى فرقة الحراسة، التي تقوم بإخفاء المركبات ومتابعة تحركات الفرق الأخرى وحراستها، قبل أن تنتهي العملية المعقدة عند فرقة تزوير الملفات القاعدية، ليقوم بعدها البارون شتوح ببيع تلك السيارات بعيدا عن ولاية برج بوعريريج.

3 وكلاء سرقت سياراتهم من داخل صالات العرض

ويكشف مصدر «النهار» أن من بين السيارات المسروقة التي جرى استرجاعها سيارات جديدة لم يتعد عداد سيرها 5 آلاف كلم، لأن هذه السيارات تمت سرقتها من صالات العرض التابعة لعدة وكلاء بولايات الجزائر العاصمة وبرج بوعريريج وعنابة، ليضيف المصدر أن هذه السيارات هي من نوع « فولسفاڤن وهيونداي وومازدا»، وهو ما يؤكد احترافية عناصر الشبكة في تنفيذ عمليات السرقة.

وقد قادت العملية النوعية لمصالح أمن ولاية تيبازة إلى استرجاع عدد إجمالي يقدر بـ73 سيارة ومركبة من مختلف الأنواع والأحجام وعبر 27 ولاية كاملة.

فيما تم توقيف 36 شخصا متورطين في القضية ينحدرون من ولايات برج بوعريريج وغليزان وتبسة والجلفة وعنابة. وحتى تتجنب مصالح الأمن فرار أي من المتورطين، قام عناصر فرقة الـ«بي آر إي» لأمن ولاية تيبازة وعددهم حوالي 60 فردا، مدعمين بعناصر الشرطة القضائية لأمن دائرة القليعة بالتوزع على مجموعات، حيث تنقلت كل مجموعة إلى ولاية من الولايات التي يتواجد فيها المتهمون، وتم تنفيذ عمليات التوقيف في نفس التوقيت بكل الولايات.

وقد واجه عناصر فرقة البحث والتدخل عدة صعوبات، منها محاولة أفراد الشبكة استعمال العنف والفرار من قبضتهم.

ورشتان سريّتان للتفكيك في برج بوعريريج وبواسماعيل

وخلال العملية، تمكن المحققون من اكتشاف ورشتين سريتين لتفكيك محركات السيارات الفخمة لإعادة بيعها كقطع غيار، حيث تم استرجاع عدد كبير من المحركات داخل مرآب بأحد أحياء دائرة مجانة، وكان يتم تحويل هذه المحركات إلى قطع غيار وإعادة بيعها لتجار التجزئة والجملة.

كما تم اكتشاف ورشة أخرى على مستوى ضواحي بواسماعيل، كانت تتزود بمحركات للسيارات الفخمة من الورشة الأولى المتواجدة على مستوى دائرة مجانة ببرج بوعريريج.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس مصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية تيبازة عميد أول، أحمد النش، أن هذه العملية النوعية التي أشرف عليها رئيس أمن ولاية تيبازة شخصيا، أكدت التكوين النوعي واحترافية عناصر أمن ولاية تيبازة وكفاءتهم في الميدان.

كما أشاد ذات المسؤول بالوسائل التقنية التي وفرتها المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال تسخير كافة الإمكانيات التي ساهمت في الإطاحة بعناصر الشبكة.

المتهمون 36 سيحاكمون على مستوى محكمة القليعة

وقد مثل، أمس، المتهمون الستة والثلاثون الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و55 سنة، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة، الذي أحال القضية على قاضي التحقيق، الذي انطلق في سماع المتهمين الذين وجهت لهم تهم ثقيلة، تتعلق بتكوين شبكة إجرامية مختصة في السرقة التزوير واستعمال المزور في ملفات قاعدية وتقليد أختام الدولة والأدمغة الإدارية إنشاء ورشة لتفكيك السيارات.

رابط دائم : https://nhar.tv/wLont