تكوين خاص لحفظ النظام ومكافحة الشغب بدون استعمال الأسلحة

 يعتمد على استعمال الأيدي وتقنيات الدفع، مع تجنب استخدام الغازات وخراطيم المياه

150 شرطية خضعت لرسكلة حول التدخل خـــلال المظاهرات

كشف أمس عميد أول للشرطة، لخضر دهيمي المدير العام للوحدات الجمهورية للأمن، عن وضع برنامج خاص لتكوين أفراد الأمن الوطني، حول كيفيات التدخل خلال المظاهرات والمسيرات، سواء المرخص لها أو غيرها، وذلك اعتمادا فقط على القدرات الذاتية للعون، بدون استعمال الأسلحة بما فيها تلك التي تندرج في إطار تسهيل مهامه، مشيرا إلى إخضاع ما يزيد عن 150 شرطية لرسكلة حول تقنيات التدخل خلال المظاهرات  في انتظار تعميم العملية على باقي الأعوان.

ويأتي قرار تغيير أسلوب التّعامل مع المتظاهرين وإدراج تقنيات جديدة في برنامج تربص أعوان مكافحة الشّغب وحفظ النظام العمومي، حسبما أوضحه دهيمي في تصريح لـ ”النهار”، لدى إشرافه على انطلاق فعاليات البطولة الوطنية الرابعة والعشرين للشرطة للرمي بالمسدس في الحميز، يأتي بناء على توجيهات القيادة العامّة للأمن الوطني، قناعة منها بأنّ عناصر الوحدات موجودون ومسخرون بدرجة أولى، لتأمين حياة المواطنين وحماية ممتلكاتهم، خاصّة في ظل تنامي الحركات الإحتجاجية لمختلف الفئات الشعبية منذ بداية السنة مطالبة ببعض حقوقها، حيث تعتبر طريقة التعامل الجديدة مع المواطنين -على حد قول مدير الوحدات- بمثابة نقل نوعية في مسار تكوين عناصر الأمن الوطني، بما يمكنهم من مواجهة التحديات القادمة ورفع رهان  الإحترافية المهنية.

ويتضمن برنامج التكوين الجديد الذي شرع في تطبيقه، كما أشار إليه المتحدث، تفادي استعمال القوة أو العنف مع المواطنين، سواء خلال المظاهرات المرخصة أو غير المرخصة، والإعتماد فقط على القوة البدنية للفرد وتقنيات الدفع، بناء على خطوط محدّدة ومساحات معينة لا يسمح بتجاوزها، بدون اللجوء إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع أو حتى خراطيم المياه، رغم أنّ هذه المعدات تندرج ضمن الوسائل والتقنيات القانونية التي يتدرب العون على التحكم  فيها والتي يحق له استخدامها لضمان الأمن العمومي ومهام مكافحة الشغب.

وفي سياق مواز؛ كشف دهيمي أنّه ونظرا إلى طبيعة الفئات والشرائح المشاركة في المظاهرات الأخيرة، قررت المديرية العامة للأمن الوطني، من باب احترام حرمة المواطنين إعادة رسكلة أعوان الشرطة، لتأهيلهن للتدخل في حالة تواجد النساء خلال المظاهرات، كاشفا عن إجراء 3 دورات تدريبية إلى حد الآن مست 150 شرطية من أمن ولاية الجزائر، شاركن في تربص لمدّة 3 أيام حول تقنيات التدخل في مجال مكافحة الشغب، على أن تشمل العملية باقي الأعوان الموزعات في مختلف ربوع الوطن.

30 شرطية من بين 90 عونا يتنافسون على البطولة الوطنية للرمي بالمسدس

تجدر الإشارة إلى أنّ البطولة الوطنية الرابعة والعشرين للشرطة للرمي بالمسدس، التي تجري خلال الفترة الممتدة بين 2 و 5 ماي الجاري في مقر مديرية الوحدات الجمهورية للأمن الوطني بالحميز، تعرف مشاركة ما لا يقل عن 90 عونا من بينهم 30 شرطية، تم انتقاؤهم من بين ما يزيد عن 8800 شرطي شاركوا في دورة العام الحالي، حيث تهدف هذه المبادرة حسبما أوضحه لخضر دهيمي، إلى تحفيز الأعوان لتطوير قدراتهم  القتالية وتنمية طاقاتهم البدنية، إيمانا من القيادة بأهمية الرياضة في صيانة صحة الشرطيين على جميع الأصعدة.