جزائريون وموظفون بالقنصلية يستقبلون عائلتي الطفلين ''هارون'' و''إبراهيم'' بالأحضان والدموع في السعودية

حظي أفراد عائلتي البرعمين هارون وإبراهيم، ضحيتا جريمة الاختطاف والقتل البشع بقسنطينة، باستقبال جد خاص بمجرد أن وطأت أقدامهم مطار جدة بالمملكة السعودية في حدود الساعة الواحدة من صباح الخميس، من أجل أداء مناسك العمرة بعدما تكفّل- كما هو معلوم - أحد ميسوري الحال بنفقات النقل والإيواء لـ21 فردا من عائلتي حشيش وبودايرة،أوضح شهود عيان وعدد من المعتمرين في اتصال هاتفي من المملكة، أنه بالإضافة إلى العشرات من أفراد الجالية الجزائرية والمعتمرين ومؤطريهم بوكالة السفر نوميديا ترافل سرفيس الكائن مقرها بقسنطينة الذين عجّت بهم قاعة الاستقبال بالمطار، كان القنصل العام بجدة صالح عطية رفقة طاقمه الإداري على رأس المستقبلين، وهي الأجواء التي أكدت روح التضامن الكبير بين أفراد الشعب الجزائري، والصدى الذي أحدثته الجريمة البشعة التي هزت مشاعر الجميع حيثما كانوا وأينما وجدوا.
أكثر من 100 فرد في قاعة الاستقبال وعمال المطار أصيبوا بالذهول
بمجرد أن دخل أفراد عائلتي البريئين هارون وإبراهيم قاعة المطار، تحوّلت الحركة العادية إلى أجواء غير مألوفة أثارت انتباه المسافرين وكل عمال المطار الذي لا تنقطع به الرحلات، خصوصا عندما التفّ أكثر من 100 فرد حول العائلتين في مشهد تضامني مؤثر للغاية، عندما راح الكل رجالا ونساء يواسون أفراد عائلتي إبراهيم وهارون، مما أثار انتباه كل عمال المطار الذين اصطفوا مذهولين عندما علموا بأن الأمر يتعلق بعائلتين تعرض ولداهما إلى عملية اختطاف وقتل، وأن من بحولهما جزائريون يريدون مساعدتهما ومواساتهما في محنتهما.
قنصل الجزائر بجدة ذرف الدموع ودعا الجميع إلى مأدبة غداء
أكد محدثو ”النهار” عبر الهاتف أن والدتي إبراهيم وهارون لم تتمالكا نفسيهما عند رؤيتهما لتلك الحفاوة والتضامن، وأخذت الدموع تنهمر من عيونهما من دون انقطاع، ونظرا لتأثير الأمر على وفود المستقبلين اضطر القنصل العام إلى الانزواء قليلا لمسح دموعه التي غلبته هو الآخر لعدم تحمله مشهد الوالدتين المفجوعتين، وبعدما التقط أنفاسه عاد وأخذ يوزع المهام على كل أعضاء قنصليته من سائقين ومؤطرين لتسهيل تنقل وإقامة أفراد العائلتين، كما وجه الدعوة للجميع لحـضور مأدبـة غداء اليـوم السبت بإقامته.
ظهور شقيقي هارون بلباس الإحرام أسال دموع الجميع
كشف محدثونا أن وصول عائلتي هارون وإبراهيم إلى الأرض المقدسة أثر كثيرا على مشاعر المعتمرين الجزائريين، مما خلق أجواء رهيبة تارة وتضامنية خارقة للعادة، لكن المشهد الأكثر تأثيرا ومن دون منازع كان ظهور شقيقي هارون بلباس الإحرام وهما يطوفان بالكعبة الشريفة، وبما أن صور ضحيتي الاختطاف الجبان لم ولن تمحى من مخيلة أحد، اعتقد كل من شاهد الشقيقين بلباس الإحرام أن هارون وصديقه إبراهيم لم يقتلا وأنهما ظهرا من جديد بمكة، بدليل أن أفراد العائلتين ومرافقيهم من المعتمرين الجزائريين استسلموا جميعا للبكاء بحرقة شديدة مزقت قلوب كل من علم بتفاصيل قصة اختطاف وقتل البراءة.