حرب 73 لم تكن عربية إسرائيلية بل جزائرية إسرائيلية

 جمال عبد الناصر قال لي:  لو كنت أملك شعبا مثل الجزائريين لقلت لأمريكا اركعي واسجدي  ..

  مصر لن تنتصر يوما على الصهاينة لأن قادتها متكبرون.. يعتمدون على العتاد وليسوا شجعانا

 كشف العقيد إبراهيم جوادي قائد كتيبة المشاة في حرب 1967 عن شهادات مثيرة لمشاركة الجيش الجزائري في حربي 1967 وأكتوبر 1973، مؤكدا أن الجيش الجزائري وجد نفسه وحيدا في الصفوف الأولى في الحرب ضد الكيان الصهيوني في المعركة، وأن الحرب كانت جزائرية إسرائيلية وليست عربية إسرائيلية، لأن الجيوش العربية كانت منهزمة وضعيفة وانسحبت في الأيام الأولى.وتحدث العقيد إبراهيم جوادي، أمس في ندوة نظمتها جريدة «المجاهد» بمناسبة الذكرى 42 لحرب أكتوبر 1973، عن تفاصيل لقائه مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، مشيرا إلى أنه تسلم شهادة تقدير من قبل الرئيس المصري الذي استقبله في مكتبه بكل حفاوة وخاطبه قائلا: «لو عندي شعب مثل الشعب الجزائري لقلت لأمريكا اركعي واسجدي.. أنتم شعب ثائر». وأضاف المجاهد أن إسرائيل كانت تستخدم شخصا من أصول مغربية كان يتحدث عبر إذاعة إسرائيلية من أجل إحباط عزيمة الجنود الجزائريين يدعى «عمي حمدان»، وكان يخاطب الجزائريين قائلا: «ماذا تفعلون هنا، المصريون لا يدافعون عن بلدهم وقدموكم أنتم إلى المحرقة، عودوا إلى بيوتكم، عودوا إلى أبنائكم وزوجاتكم».وفي تفاصيل مشاركة الجيش الجزائري في حرب أكتوبر قال العقيد: «المصريون لم يكونوا مستعدين ولم تكن لدينا ثقة تامة فيهم بسبب الجوسسة، المصريون لم يخونونا لكنهم لا يملكون قادة شجعانا بمعنى الكلمة، بل قادتهم يسخرون ويستخفون بالعدو ولديهم نوع من التكبر ولا يعتمدون على العزيمة والشجاعة بل على العدة والعتاد». من جهتهم، أشاد المتدخلون في الندوة بمشاركة عناصر الجيش الوطني الشعبي في هذه الحرب، مبرزين أن الخبرة العسكرية الجزائرية ساهمت   في تفعيل هذه المشاركة، حيث أبرز صادق بن مبارك وهو أحد الطيارين المشاركين ضمن القوات الجوية التابعة للجيش الوطني الشعبي، أن مشاركة الجزائر ساهمت في رفع معنويات الجيش المصري الذي تلقى ضربة موجعة من قبل الكيان الإسرائيلي قضت على طائراته الحربية قبل تحليقها في الجو. من جانبه، أكد المجاهد إبراهيم جوادي على ضرورة التطرق إلى حرب 1967 لفهم مدى مساهمة الجيش الوطني الشعبي في حرب 1973، وأبرز في هذا الشأن أن الخبرة العسكرية التي استشفها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني من ثورة الفاتح نوفمبر 1954 مكّنته من تشريف المشاركة الجزائرية في حربي 67 و73.بدوره، دعا المجاهد محمد زروال إلى ضرورة تنوير الرأي العام الوطني والدولي حول مشاركة الجزائر في هذه الحرب العربية التي خلفت العديد من الشهداء والجرحى الجزائريين، من خلال اهتمام أكبر لوسائل الإعلامية بهذه المشاركة. أما المجاهد عبد العزيز مجاهد، فذكّر بأهم المواجهات التي شاركت فيها قوات عن الجيش الوطني الشعبي في حربي 67 و73، منوها في ذات السياق بشجاعة أفراد الجيش الوطني الشعبي من الرجال الذين لم يبخلوا بأنفسهم من أجل توقيف زحف الكيان الإسرائيلي، وبالمناسبة تم تكريم المجاهد براهيم جوادي لمشاركته البطولية في حرب 1967.