حـرق.. تخريـب و«حـرب شـوارع» فــي غرداية

إصابة 40 شرطيا خلال عملية التصدي لأعمال الشغب

شهدت ولاية غرداية، نهاية الأسبوع المنصرم، وتحديدا بداية من مساء يوم الأربعاء، مشادات عنيفة اندلعت في عدة أحياء وشوارع في بلديتي غرداية وبنورة بين المتساكنين من الطائفة الإباضية والمالكية، استعملت فيها جميع الأسلحة البيضاء والقارورات الحارقة بين الطرفين، إضافة إلى عمليات حرق للمنازل والمحلات التجارية والمؤسسات العمومية والخاصة، وتخريب للسيارات والوسائل العمومية، خلال ثلاثة أيام سوداء مرت على مواطني الولاية مليئة بالرعب والهستيريا  .وقد أصيب المئات من المواطنين نتيجة الرشق بالحجارة والقطع الحديدية، إضافة إلى ما لا يقل عن 40 شرطيا بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلهم إلى مستشفى ترشين إبراهيم لتلقي العلاج والعناية، فيما تم نقل بعض المصابين من المواطنين نظرا لخطورة إصاباتهم، منهم من رفض التنقل إلى المستشفى واكتفوا بالتداوي في مناطق مخصصة للجرحى في الأحياء المتشابكة خوفا من المسائلات والمتابعات القضائية، وكانت شرارة تلك المشادات التي اندلعت في وقت واحد، في كل من حي مليكة والحاج مسعود وثنية المخزن وبني يزڤن وسيدي اعباز وبنورة، إضافة إلى منطقة شعبة النيشان، بعد اعتداءات متكررة من طرف ملثمين قاموا برجم بعض السيارات والمارة وحافلات النقل، الأمر الذي أدى إلى تجمع العديد من المواطنين كل في أحيائهم قبل بدء الاستفزازات التي تحولت بطريقة سريعة إلى مشادات عنيفة ثم انتقلت إلى الأحياء المذكورة آنفا، أين تدخلت المصالح الأمنية من الشرطة والدرك الوطني بالقنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتشابكين، إلا أن المعنيين وبعد تفرقتهم بدأت عملية الانتقام الممثلة في حرق المحلات كل من جهته، فحسبما علم من مصادر أمنية، أنه تم حرق ما لا يقل عن 20 محلا تجاريا، إضافة إلى مقهى في كل من وسط المدينة وثنية المخزن وسيدي أعباز ومليكة والحاج مسعود، كما تم تخريب وحرق مقر الخدمات الاجتماعية لعمال التربية.

تحركات غير عادية لأصحاب الدراجات النارية قبل المشادات

لوحظ قبل نشوب المشادات، تحركات غير عادية من طرف أصحاب الدرجات النارية المعروفين بتحركاتهم في وسط المدينة، كما كشفت مصادر أمنية، أن المشادات الأخيرة كانت مدبرة من قبل الخلاطين في الولاية والذين صرحوا من قبل عن أن الربيع العربي سينطلق من ولاية غرداية، حيث رصد مواطنون في عدة أحياء تحركات غير عادية ساعات فقط قبل اندلاع تلك المواجهات التي انطلقت في لحظة واحدة في ثلاثة أحياء، ما يؤكد أن أفراد العصابة المعنية الذين قاموا بمراسلات للأمم المتحدة يواصلون مسيرتهم في زعزعة استقرار المنطقة. وقد انتشرت ليلة أول أمس، قوات من مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني على مستوى الأحياء الداخلية التي تشهد أعنف المشادات، خاصة في وسط المدينة وشعبة النيشان ونقطة تماس ثنية المخزن وبني يزقن، إضافة إلى الجبل الفاصل بين حي سيدي أعباز والحاج مسعود وقصر مليكة، بعد وصول القوات مباشرة إلى المدينة، كما دخلت قوات الدرك الوطني في مواجهات مع ملثمين في حي بلعديس وباب الحداد، فيما دخلت مصالح الأمن في مواجهات بين شباب من حي ثنية المخزن وحي سيدي أعباز ليلة أول أمس.

إجلاء عائلات إلى المستشفى وأخرى تهجر المدينة

نقلت، أمس، العديد من العائلات إلى كل من مستشفيي ثنية المخزن وإبراهيم ترشين، بعد تعرضهـــــم لاختناقــــات نتيجـــة الدخان المتصاعد من المحلات المحترقة وكثافة القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها مصالح الأمن لتفرقة المتشابكين، من بينهم أطفال رضّع وأمهات ومسنين، ناهيك عن تعرض بعض العائلات إلى جروح بعد إصابتهم بالحجارة المتطايرة، كما لوحظ تهجير العديد من العائلات المهددة منازلها بالحرق والسطو إلى خارج المدينة، ومنهم من تم نقلهم إلى بعض المؤسسات التربوية لحمايتهم، من جهة ثانية قامت بعض المساجد بتوجيه نداءات عبر مكبرات الصوت من أجل التوقف وضبط النفس وعدم الانجرار وراء مشعلي الفتن.

شلل تام في الطريق الوطني رقـــم 1.. وحظــر للتجــوال في طرقات ولائية

تسببت المشادات الأخيرة التي اندلعت في مناطق متفرقة من بلديتي غرداية وبنورة، في شل حركة المرور، خاصة على الطريق الوطني رقم 1 بعد غلقها من طرف المتشابكين في حي سيدي اعباز وبنورة وبني يزقن، أين تجمعت العديد من المركبات ووسائل النقل من حافلات وشاحنات مقطورة في حي بوهراوة شمال المدينة والمنطقة الصناعية بجنوبها، كما منعت السلطات الأمنية حافلات النقل العمومي التي تعمل بين الولايات من دخول محطة المسافرين والاكتفاء بتنزيل المسافرين في حي بوهراوة خوفا على حياتهم.