حوّلني زوجي إلى رجل وجعل نفسه امرأة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أما بعد: ألجأ إليكم بعد أن تُهت في سبل الحياة الصعبة، وحين تلبّدت سماء سعادتي بالغيوم ونزلت دموعي أمطارا، وفي الوقت الذي ذقت ذرعا من أقرب الناس إليّ، وانهارت أعصابي وتعدّدت وزادت آلامي، عرفت أنه آن الأوان لأكشف السّر الذي أطبق على صدري .أنا زوجة لإنسان لا يمكن تصنيفه في زمرة الرجال، أقول هذا الكلام ليس بهتانا وإنما حقيقة، وإلا ما كان لي اتهام والد أبنائي هذا الاتّهام الخطير، تزوّجته ولم أشترط عليه الذهب والمهر الغالي مثلما تفعل أغلب الفتيات، هوّنت عليه كل المشاكل ورضيت بالمال القليل الذي كان يكسبه من أعمال حرّة يمارسها يوما ويجلس عشرة دونها، فعلت ذلك لأني موظّفة وما كنت أحصل عليه كفيل أن يضمن لنا العيش الكريم، بالإضافة إلى الدعم المادي من طرف والدي باعتباري ابنته الوحيدة، وكل إخوتي في ديار الغربة، لا يكاد الواحد من أولئك يتذكّرني بالمال حتى يفعل الآخر الشيء نفسه، حتى البيت الذي أسكنه ملك لشقيقي، أذن لي بالإقامة فيه، عندما تفاقمت المشاكل في البيت العائلي ولم يستطع زوجي فعل أي شيء، كالعادة لا يملك لنا النفع بل الضرر يملك.منذ عشر سنوات لم ينفق زوجي دينارا على بيته وعائلته، ليس بخلا وإنما لعسر حاله، لم يعد يبحث عن العمل، بعدما اتخذ البيت الأنيس المفضل والجليس الذي لا يملّ منه أبدا طوال اليوم، يتابع القنوات الفضائية، ينتظر عودتي، لكي يطالبني بحقوقه الشرعية، يفعل ذلك كل ساعة وكأن الغاية من حياتنا القيام بهذه العلاقة التي يجب أن تكون منظّمة، ليس ذلك فحسب، زوجي إنسان كسول خمل لا يساعدني في أي شيء، لأجد نفسي مجبرة على القيام بكل المتطلبات داخل البيت وخارجه حتى التسوق، وإذا حدث وأعطيته المال لكي يقوم بهذه المهمة، فإنه يُهدر أغلبه في شراء أمور لا تلزمنا، ليعود إليّ صفر اليدين، مما جعلني أحرمه من المال، وأسند هذه المهمة إلى نفسي كغيرها من المهام التي أقوم بها.يومياتي أضحت مملّة، لا شيء يطبعها سوى التعب والإرهاق لكثرة المسؤوليات، زد على ذلك أنه شديد التذمّر يرفض زيارة قريباتي ويتصرف أمامهن بكثير من الخشونة، لهذا السبب انصرفن عني.إخواني القرّاء.. تصرّفات زوجي القبيحة جعلتني أعيش معه على صفيح ساخن، في نفس الوقت لم أستطع اتخاذ القرار المناسب لأنه والد أبنائي، وإن كان ذلك على الورق ليس إلا، فهو أبدا لا يمارس أبوّته لهذا السبب، أرجو منكم مساعدتي.
حليمة من الوسط
الرّد:
عزيتي حليمة.. أسأل الله أن يعينك ويمنحك القدرة على تحمّل هذه الأعباء الثقيلة، وإن يعوّض صبرك خيرا، على هذا الزوج الذي لا يملك ذرة نخوة ولا يمكن تصنيفه في زمرة الرجال أبدا، فإذا صدّق كلامك ولم يتحمّل عنك أي عبء أو يشارك في أي مسؤولية، فكيف استمرّت الحياة بينكما حتى الآن لا أفهم ذلك؟، زوجة قائمة على شؤون البيت تنفق وتتولى المسؤولية كاملة، وزوج سعيد مرتاح البال لا غاية له سوى تحصيل المتعة والمطالبة بالحقوق من دون تقديم الواجبات التي أقرّها الشرع في أحكام شديدة الوضوح «الرجال قوامون على النساء»، فإذا انقلبت الموازين لابدّ من حدوث الخلل الذي يجعل العلاقة الزوجية على غير النحو الذي يجب أن تكون عليه، فيقودها إلى التصدّع ثم الانهيار التام، يحدث كل هذا وأنت راضية لم تحرّك ساعدا حتى بلغ السكين العظم؟.رجل على هذه الشاكلة عدم وجوده أنفع لك، إلا إذا تغيّر ولن يتغيّر، لأنك قبلت بهذا الوضع، ولن يعدل عن تصرفاته إن لم تحدث ثورة تزعزع الهدوء والسكينة التي ينعم بها، لهذا السبب يجب الحديث إليه، ومطالبته برفع المشعل عنك وإن لم يسعفك الحظ استنجدي بالأخيار من العائلتين، لتغدو حياتك أكثر استقرارا وهدوءً، عندما يتسلّم كل منكما المهام الخاصة به، عندها سيتغيّر مجرى حياتك، لأن الرجل سيصبح رجلا وتصبح المرأة امرأة، فإذا لم يفعل ليس أمامك سوى التهديد بالانفصال ولو مؤقتا، ليجرّب الحياة بعيدا عنك وعن أولاده، فقد يلتمس العبرة من الحياة ويدرك أن الدنيا ليست رغبات شخصية وقضاء الوطر فقط، يسهل الحصول عليها في أي مكان وأي زمان، بل هي كل متكامل من المسؤوليات الحقوق والواجبات، الحياة جدّ واجتهاد وكد وبذل وعطاء في سبيل أن تستمر، ليدرك أن اليد العليا أفضل من اليد السفلى، فالراحة والنوم مقبرة العمر، وإذا كان في وسعك سيدتي الفاضلة، اجعلي زوجي يُكلّمني لكي أدلّه على سبل الخير وكيف يمكن اتّباعها.
ردّت نور