إعــــلانات

حين أتجاوز الأربعين.. نعم سأتغير

حين أتجاوز الأربعين.. نعم سأتغير

هي خبرة لرجل عرف معنى الحياة، رجل شارف على الخمسينات، سألوه قائلين: ما الذي تغير في حياتك بعد أن تجاوزت الأربعين..؟ فقال بنبرة واثقة ممزوجة بتنهيدة الحنين للماضي:

بعد أن كنتُ أحبّ والديّ وأشقائي وزوجتي وأولادي وأصدقائي فقط، بدأت الآن أحب نفسي معهم. بعد أن تجاوزت الأربعين أدركت أنني لست مثل “الأطلس” والعالم لا يقف على ظهري.

أتعلم يا صديقي، لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه والخضار. فبالنهاية، لن تزيدني بعض الدنانير غنىً، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائه.

صرتُ أدفع لسائق سيارة الأجرة من دون انتظار الباقي، فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه. على أيّ حال إنه يكدّ من أجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم.

حين تجاوزت الأربعين، توقف عن القول لكبار السن بأنهم قد رَوَوا ذات القصة عدّة مرات. فلعل تلك القصة تجعلهم يستعيدون الماضي بالمرور في رواق الذاكرة الضرورية لديهم!.

بعد الأربعين، تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ، فالسلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي.

صرتُ أمارس فن المجاملات بسخاء وحرية بلا نفاق، إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى المجاملة. ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا.

تعلمتُ ألا أنزعج عن تجعّد يحدث على قميصي، فقوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر.

بعد الأربعين صرتُ أبتعد بهدوء من الناس الذين لا يقدروني، فهم في الأخير لا يعرفون قيمتي. لكنني أنا أعرف جيدا من أكون.

صرت باردا كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي يدخلني في جدل عقيم، لا يسمن ولا يغني من جوع. فأنا لم أعد أتحمل ضياع وقتي.

تعلمت ألا أتحرّج من مشاعري، لأنها هي مم صنعت مني إنسان.

حين تجاوزت الأربعين تخليت عن الأنانية لأنني مع ذاتي سأبقى معزولا، بينما ضمن أشكال العلاقة لن أكون لوحدي.

تعلمتُ أن أعيش كل يوم بايجابية وإنتاج، وأن أعيش يومي كأنه آخر يوم لي. نعم، لقد تغيّرتُ وفهمتُ بأني أنا المسؤول عن سعادتي، وأنا مدين لي بذلك لنفسي.

فهل من معتبر..؟

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/Oyncn
إعــــلانات
إعــــلانات