رسالة قلب منفطر
رسالة قلب منفطر
لا سامحك الله ولا سدّل خطاك…يا من طعنت قلبا آمن بك وهواك.
هو الضوء الأخضر الذي سأمنحه لقلبي حتى يبوح بمكنوناته التي لطالما ظلت حبيسة خوالجي. قلب أتعبه الصبر وأنهكه التمني. قلب مصاب بسهام الغدر والخيانة ممن كان له الأمان والسكينة. ضوئي الأخضر هذا لم أشأ منحه لأي فضاء من غير فضائي المفضل عبر ركن قلوب حائرة على موقع النهار أونلاين.
سيدتي، أنا إنسانة عشت مرارة اليتم والحرمان، إلا أنني وبفضل الله وعونه لم أشأ إلا أن أبلغ الإستقرار بعد أن إشتد عودي وأتممت دراستي. فقد طرقت ابواب العمل ولم أفشل في طلب العلا إلى أن تبوأت منصبا يحسدني عليه الجميع، منصب ادير أموره بجدارة وإستحقاق والله شاهد على ما أقول.
إرتأيت بعد كل هذا أن أمنح قلبي -بعد أن منحت فكري وعقلي حقه وبزيادة-سانحة يحيا بها الإستقرار والأمان. فوجدت لي من بين من عرضوا عليّ الزواج شخصا أحسست أنه مناسب. خاصة بعد أن وجدته يجيد العزف على الوتر الحساس في قلبي وهو إشباعي بالحنان ولفي بالحب والأمان. لم ألبث أن سلمته مفاتيح قلبي ودخلت القفص الذهبي لأجد نفسي بعدها كمن سلم مقاليد حكم إمبراطورية إلى عدو.
هي الحقيقة المرة سيدتي، حيث أنني ما إن وجدت نفسي مسؤولة عن سمعة رجل حتى بدت بعض الأمور تطفو بيني وبينه. على غرار الأمور المادية وكل ما يتعلق ببعض الممتلكات التي حققتها بعد تعب سنوات من المشقة والحرمان.
سيدتي، زوجي وفي الوقت الذي كنت أبحث فيه عن حضن دافئ يحتويني لم يكن هو ليبحث سوى عن سيدة ذات مركز. إنسانة ساذجة طيبة أو بالأحرى غبية يبتزها في مشاعرها فتمنحه الأخضر واليابس مما تملكه ليكمل هو صورته. في مجتمع الغلبة فيه لأصحاب المال والجاه وليس للطيبين مثلي والأتقياء الأنقياء.
هو ذا بالمختصر المفيد سيدتي ما كان يبحث عنه زوجي، وللأسف فقد وجده لديّ فلم يكن لي مناص أن أتركه. وقد أشبع رغبتي العاطفية في أن يكون لي سند وعضد.وقد قلت في قرارة نفسي أن أقايض بما أمتلكه سكينة روحي.
بدأت بالتنازلات، وقد كنت أخفي دموعي وأكفكفها وأنا أكذب على نفسي وأٍردد من أنه قد يأتيني يوم تتوقف فيه. شهية زوجي عن سلبي ما أملكه، لكن للأسف فنهمه زاد ولم يكفف عن أخذ ما ليس من حقه إلاّ بعد أن جعلني بلا شيء.
ظننت أن الأمور ستتوقف عند هذا الحدّ وبررتها بأن ما لزوجي يعود لي طبعا، إلا أن شيئا من هذا لم يكن. فما كان ملكا لي بالأمس بات حكرا على زوجي الذي إستبدّ وتغير كلية، جفاء نفور ولامبالاة. من طرف من إعتبرته منقذي من ضياع أحلامي وإستبداد أهاتي.
ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فزوجي سيدتي بات يحاكي من النساء من إختار من بينهن خليلة و قد تنامى إلى مسامعي. أنه يزمع الإرتباط بإحداهنّ وهذا ما عصف بقلبي. كيف لهذا أن يحدث سيدتي؟ ايعقل أن يكون هذا جزائي؟ أيعقل أن أعود إلى نقطة الصفر خاوية الوثاق ؟
قد تعيبين عليّ عدم مواجهة زوجي، فأخبرك أنني واجهته ولم أجد منه سوى التجهّم وبعض الإتهامات من أنني أتوهم لا غير. ولعلّ ما زاد من شجني أنني وجدته يؤلّب أهله الذين تعاطفوا معي ضدي بعد أن وجه لي أصابع الإتهام بالتقصير والإهمال.
أحيا الهوينة سيدتي اليوم بعد أن بدوت في أرذل العمر وأنا في زهرته، يحزّ في نفسي كبير النية وخالصها. التي منحتها لزوج عرف نقاط ضعفي فضربني في الصميم وأهلكني. أحيا اليوم وأنا أبكي حظي العاثر بعد أن بات الحزن رفيقي. لكنني من خلال هذا المنبر أحاكي من تركني مهانة بعد أن صقلته بالعزّ والبحبوحة: ألا لا سامحك الله ولا سدّل خطاك. يا من طعنت قلبا آمن بك وهواك.
أختكم خ.نجوى من الشرق الجزائري.
الــــــرد:
هوني عليك أختاه وإصطبري، فليس في الحياة ما يدعو لكل هذا القلق والتعاسة.
لست الأولى ولا الأخيرة ممن سيق لهم زوج مستهتر أناني، زوج متسلق متملق يحيا على شرفهنّ وتعبهنّ وكيانهنّ. لست من خلال إجابتي هاته ألومك أوأتهمك بالسذاجة، لكنني أعيب عليك التمادي في العطاء. بينما لم يكن لك من الضمانات حيال هذا العطاء سوى الإحتواء العاطفي.
صحيح أن الخسارة جسيمة وكبيرة، لكنني أدعوك أن تتأملي فيما يحدث لك….فلازلت بالرغم من الإنكسار موجودة. اي نعم أنت تتألمين لكنك بكل كيانك وجوارحك تواجهين هذا الجرح ، قوة منحها الله لك لتعرفي مدى رباطة جأشك ومدى صمودك. عديد الأمور المادية نخسرها ونحن ندرك أن الأهم يبقى أننا فزنا بقلوبنا الطاهرة وروحنا الطيبة.
لهذا أدعوك أختاه ومن خلال هذا المنبر أن تمارسي حزنك على ما المّ بك وبأن تقهري أي أسى قد يجتاح قلبك ويدمّر معنوياتك. كما لا يفوتني أن أطلب منك أن تعيدي بناء ما إنكسر وتهاوى في نظر زوجك الذي سيبقى مذهولا مشدوها أمام قوتك العتيدة.
هو ذا القرار الذي سيبقي لك هيبتك و يضمن لكرامتك أن لا تزول ولا تضمحل، وتأكدي أختاه من أن الحياة. لا تقبل بكل هذا القدر المنكسرين والمتألمين، لأنّ الأصح أنها كفاح من أجل البقاء. كما أن من تسوق له الأقدار زوجة يبني معها حياته على مجدها ونجاحاتها. على الأقل يكون عليه أن يشكر لها حسن صنيعها لا أن يدوس لها على طرفها. ويعصف بكل حياتها منتشيا برجولة أقلّ ما يقال عنها أنها زائفة زائلة.
كان الله في عونك وسدل خطاك إلى ما فيه خير.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور