إعــــلانات

رسالة لكل زوج وزوجة.. لا تقارن شريك حياتك بالآخرين

رسالة لكل زوج وزوجة.. لا تقارن شريك حياتك بالآخرين

يخلق كلا الزوجين نموذجا خياليا يقيس عليه تصرفات شريك الحياة، ويبدأ في المقارنة الدائمة وعادة ما تكون هذه المقارنة في غير صالح الطرف الآخر. مما ينتهي بحدوث التصادم والخلافات الزوجية.

خاصة و مع مرور وقت بعد الزواج ، فمع طول المعاشرة تهدأ المشاعر. وتتوازن الأحاسيس ، ويعلو صوت العقل.. ويفرض الواقع حقيقته فتتضح الرؤية.

فإلى جوار المميزات ثمة عيوب، و إلى جانب المتشابهات هناك اختلافات، وعلى قدر المساحات المشتركة هناك فجوات وثغرات ومناطق فاصلة..

ولعل البعض يدرك هذه الحقائق ويتعامل معها بوضوح وروية، فيعمل على إذابة الاختلافات وتقبل العيوب، مع السعي الحثيث لتغييرها وتقريب المساحات المشتركة لتجتاز الفوارق والفجوات. لكن البعض قد يسقط في اضطراب الصدمة أو ما بعد الصدمة..ليتصور أنه كان ضحية خدعة طويلة المدى، وأنه بدأ يكتشف تفاصيلها بعد الزواج. والأخطر أن يسلم كل منهما نفسه لتيار الانفصال والانعزال الشعوري الذي يرمي بكل طرف في جزيرة منفصلة من الانشغالات والاهتمامات الخاصة.

أما الأشد خطورة هو أن يقع في أسر النموذج الافتراضي لشريك الحياة: وهو مجموعة الصفات الطيبة التي يفتقدها كل طرفٍ في الآخر، وتتجلى بصورة واضحة في أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء أو حتى في نموذج وهمي من صنع الخيال..

سلوكات غير مرغوبة

فكثير من الرجال عندما تظهر من زوجاتهم سلوكيات غير مرغوبة ترتد إليه بوضوح صورة أمه أو أخته أو إحدى قريباته ممن يتميزن بهذه الصفات. ويحدث ذلك عند بعض النساء كذلك ،حيث يتجسد في خاطرها صورة الأب أو الأخ أو الخال أو العم. وينسى كل منهما أن صاحب هذا النموذج لم يكن إنسانا كاملا متكاملا. بل كانت له ميزاته ،وله عيوبه وزلاته، وأن هذه الصفات لم تكن بهذا الإبهار في السابق.

إلا أنه بهذه المقارنات يلجأ لحيلة دفاعية نفسية ليقنع نفسه بخطأ وتقصير الطرف الآخر، ويبرر لنفسه أي سلوك عدائي وجاف تجاهه. فهي ناقصة لأنها لا تطهو مثل أمه. ومهملة لأنها لا تتزين وتتهيأ مثل أخته. وجاهلة لأنها لا تملك ثقافة ابنة عمه. وهو بخيل لأنه ليس بجود وكرم أبيها ، وهو جاف لأنه ليس بهشاشة وجه أخيها ، وهو عصبي لأنه ليس في هدوء خالها..

وكلما حدث الصدام أو الخلاف اختبأ كل منهما وراء نموذجه الافتراضي ، الذي يتصور فيه في هذه اللحظات الكمال.
بل إن الأخطر أن يبحث أي منهما أو كلاهما عن نموذجه عبر الصداقات الخارجية والتعارف مع الجنس الآخر عبر الأنترنت والجوال وخلافه..ليتصور أنه بهذا يجد ضالته المنشودة ويسد منابع الجفاف والحرمان في حياته، فما عليكما إذن سوى التعامل مع الواقع وتحرير أنفسكما من أسر هذا النموذج:

- فالزواج لا يعني تطابق أو تمثل في الصفات والميول والعادات والتقاليد..الزواج رحلة مشتركة بين طرفين يتطلب حداً أدنى من التوافق في الأسس والمبادئ ..ويتقبل الاختلافات التي يمكن التعامل معها بمرونة وتقبل..
– حاول أن تتناسى في التعامل مع شريك حياتك النماذج المحيطة بك ، لأنك لا ترى فيها إلا ما تفتقده في شريك حياتك ، بينما قد تجد لديهم من العيوب ما لا تتقبله ، ولا تتحمل التعايش معه،فالكمال لله وحده..
– شريك حياتك بشر له من المميزات مثلما له من العيوب ، لديه من الجوانب المشرقة مثلما لديه من الزلات والهنات والأخطاء..فضع قاعدة أساسية لديك وهي والتجاوز،القبول أول أبواب الحوار والتجاوز ، وعبور المسافات الفاصلة.
– ثق إن الإغراق في هذا النموذج سيقف حائلاً بينك وبين الشعور بالآخر ، وسيجعل الحياة سلسلة من الصراعات التي لا تنتهي والثمن عندها سيكون باهظاً.

رابط دائم : https://nhar.tv/2pKTs
إعــــلانات
إعــــلانات