رياضي قوي البنية… يصلي جالسا ويمتنع عن التراويح

تحية طيبة لرواد هذا المنبر الكرام، وأسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام أما بعد: أردت المشاركة بطرح هذا الانشغال، وآمل أن يوفقني الله في مسعاي، فأنا أم مكلومة وحزينة، لأنني لم أستطع أن أبلغ بابني الوحيد درجة إيمان تؤهله للقيام بالعبادة على أكمل وجه، علما أني حرصت منذ طفولته على تلقينه أصول الدين بشقيه المعاملات والعبادات، لا أنكر أن الله أمدني بالعون ودعمني كثيرا، فنشأ وحيدي على الفضيلة والأخلاق الحميدة، فهو لا يكذب ولا يغتب ولا ينافق ولا يسرق ولا تمتد يده لحاجة غيره، ولكن أهم ما يجب أن يحرص عليه المسلم يهمله ابني ولا يؤديه على أحسن ما يرام…إنه مقصر في صلاته ولا يؤديها إلا جالسا ومن دون المحافظة على أوقاتها.
أحيطكم علما أنه في العشرين من العمر، يدرس بالجامعة، رزقه الله موفور الصحة ولله الحمد والمنة، رياضي وقوي البنية، لكنه عندما يتأهب للوقوف بين يدي الله، يفضل الجلوس بحجة أنه متعب على الدوام، كما أنه يقضي صلوات اليوم المتأخرة في وقت وجيز، فبات أمره يحيرني.. هل حقا يصلي أم يتظاهر بذلك.
بحلول رمضان وحتى من قبله سألت الله له الهداية، واغتنمت الفرصة كي أجعله من رواد المسجد، فطلبت منه الذهاب لصلاة التراويح لتحصيل المزيد من الأجر والثواب، لكنه يأبى بحجة أن هذه الأخيرة سنة وليست فرضا، ويناقشني بطريقة توحي أن قلبه خاوٍ من محبة الله وابتغاء مرضاته.
إخواني القرّاء أسألكم الدعاء لابني ومن كان منكم على بينة أو طريقة فليساعدني، كي أجعله ملتزما بصلاته يؤديها بإخلاص، ولكم بمثل دعائكم إن شاء الله.
أم رضوان/ االمسيلة
الرد:
كيف لا يستقيم حال ابن وراءه والدة ملتزمة وتقية، وكيف لا وأم طيبة ملتزمة مثلك تخشى الله ومتمسكة بتعاليم دينه أن تعجز على استمالة قلب ابنها إلى ذكر الله والامتثال بين يديه، لقد نسيت سيدتي الفاضلة أن الدعاء للأبناء بالهداية والاستقامة أمر محبب بل واجب، فقد تكوني أهملت هذا الجانب، لأننا لا نهدي من نحب ولكن الله يهدي من يشاء.
هل لابنك رفقة صالحة من رواد المسجد؟ إذا كان الجواب لا ـ ويبدو أنه كذلك ـ اطلبي منه مصاحبة الأخيار واستعيني على القيام بهذه المهمة بمن تتقين في صلاحهم وتقواهم، من يملكون الحجة في الإقناع وبأسلوب الرفق اللين، مع حرصك الشديد على تذكيره بثواب الصلاة في أوقاتها والذهاب إلى المسجد.
أغتنم الفرصة في هذا المقام لأشد انتباه أولياء أمور الأطفال بإحسان تربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة وأداء العبادات، وذلك بتعويدهم على الصلاة عندما يبلغ أحدهم سن السابعة من عمره فما فوق حتى يعتاد عليها، فإن لم تفعلوا فقد تكون النتيجة ما آل إليه ابن صاحبة الانشغال، من تكاسل وعدم اهتمام بأهم ركن في الدين بل عماده، أسأل الله الهداية لابنك وأن يجعله من الذرية الصالحة.. أمين يا رب العالمين.
ردت نور