زوجي يطيع أمه طاعة عمياء ولا يشاركني حمل الحياة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي بعد التحية والسلام أرجو أن تكوني لي ولما يتعب أفكاري الصدر الرحب والقلب الحنون، والشخص النصوح الذي يخرجني من حيرتي، لما أشهده من زوجي الذي بعد ثلاثة أشهر من الزواج.سيدتي لم أكن أصدّق ما كنت أسمعه من غيري من الفتيات حين يقلن أن أزواجهن قد تغيروا بعد الزواج، لكن بعد حوالي سنة من زواجي بدأت أتأكد من صحة ما قيل. سيدتي الكريمة إن تصرفات زوجي تعكر صفو حياتنا، وأشعر بأن هذا الرجل ليس هو نفسه الذي عرفته منذ سنتين، فهو لا يستطيع أن يعيش حياته بكامل حريته، لأنه دائم التفكير في أهله كيف يعيشون؟ ماذا يفعلون؟ وماذا يحتاجون؟ بالرغم من أن مستواهم المادي جيد جداً. يطيع أمه طاعة عمياء لدرجة أنه يستشيرها في كل صغيرة وكبيرة، ويأخذ بنصيحتها ويطبقها كذلك.لا أجد وقتاً للجلوس معه، لا يستشيرني وكأنني غير موجودة تماماً، بتُّ أشعر بالوحدة، فهمه الوحيد هو منزل أهله والعمل، أما بيتنا فيدخل فقط للنوم، فتجاهله يكاد يفقدني صوابي، وما زاد من قلقي هو طريقة تعامله مع إخوته وحتى زوجاتهم، يكلمهم بكل لباقة وبكل راحة، لدرجة أصبحت تثير غيرتي، وأنا لحد اليوم لم أبدِ أي تذمر حتى لا أكون مصدر مشاكل حتى لا أراه بصورة أخرى، وحتى إن تذمرت فلن يصدقني أحد فأنا مادياً لا ينقصني شيء معه، والناس غالباً ما يؤمنون بالمظاهر، أما أنا ليس هذا أكثر همي فأنا بحاجة إلى أن أكون موجودة في حياته، بحاجة إلى عطفه وحنانه، بحاجة إلى أن أشاركه أفكاره، فأنا لا ينقصني شيء لأن أكون كذلك أكملت دراستي العليا، رزينة وربة بيت ممتازة، لماذا يعاملني بهذه الطريقة؟.
سيدتي أليس هذا من حقي؟ ألا ترين أنه مقصّر نوعاً ما؟ أم أنا من تتحسس كثيراً ولا أرى الأمور بوضح؟ أرجوك كوني دليلي وأنيري بصيرتي من فضلك.
السيدة “ن” من باتنة
الرد:
أختي الفاضلة أولاً أشكرك على ثقتك فينا وأحترم كثيراً رزانتك هذه، لكن ليس لدرجة أن تتكتمي على ما يضيق صدرك، ويعذب قلبك، كان عليك من الأول أن تفاتحي زوجك في هذا الشأن حتى تتضح الأمور بينكما، فزوجك أكيد لا علم له بما يدور في فكرك، وتأكدي أن التراكم لا يحل المشاكل بل يولد الانفجار، انتهجي طريق الصراحة فهي أسلم لحياة زوجية صحيحة، لكن عزيزتي أن تصارحيه لا يعني أن ترفضي اهتمامه لأهله فمن لا خير في والديه، لا خير له في أهل بيته وزوجته خاصة، ثم إن البر بالوالدين واجب وطاعتهما من طاعة الله وأمر أكثر من طبيعي عزيزتي.أنا أفهم ما أردت قوله من خلال طرحك، فاهتمامه بأهله المبالغ فيه هو الذي يزعجك، لكن ألا تظنين أنك مسؤولة أنت أيضاً على الحال الذي أنت عليه الآن، هل حاولت أن تحبي أمه مثلما يحبها؟ هل قدمت لها هدية يوما ما مثلما يفعل؟ هل اندمجت مع أهله وعاملتهم تماما مثله؟عزيزتي، إن الحل لمشكلتك هي أن تشاركي أنت زوجك، حتى يشارككي هو حياته، رحبي بذاك التصرف وسترين كيف أن الأمور ستنقلب لصالحك، فموافقتك على ذلك تجعلك أكثر ارتباطاً بك، خاصة أن الحب والاحترام الكائن بينكما واضح جداً من كلامك، الأجدر بك أختي أن تعززي هذا لا أن تجعليه يفتر بسبب قلقك وبرودة مشاعرك وتذمرك، حاولي لأن تكسري الروتين وأن تجلبي زوجك وتثيري انتباهه، تقربي منه أكثر أحبي ما يحب، وشجعيه على طريقته في حب أهله، لا بل نبهيه أنت لفعل ذلك.أختي الكريمة الحياة الزوجية ليست سيطرة وحب الذات، أو حياة خاصة بامرأة ورجل بل هي مشاركة وتفاعل بين عائلة فلان وعائلة فلانة، وأنت بدورك ستكونين أما…، حينها ستقدرين الأوضاع، كوني فخورة بزوجك لا يائسة.
ردت نور