زوجي على علاقة بقريبته المتزوجة
سيدتي، بعد التحية والسلام أحييك من خلال هذا المنبر الطيب ولا يفوتني أن أهنأ الطاقم القائم على موقع النهار أونلاين بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات. سيدتي، لمأجد غيرك ملجأ أرمي فيه بما يجول بخاطري فأنا إنسانة أنهكها التعب والتفكير في المجهول. قد تعتبرينني ضعيفة إلا أنني أخبركبأنني أتحامل على نفسي وأتماسك كرمى لأسرتي حتى لا تتفكك وحتى لا أخسر كيانا لطالما إعتنيت به حتى يشتد .
سيدتي،أنا سيدة متزوجةٌ منذ مدة، و قد كان بيني وبين زوجي حبٌّ كبير قبل الزواج، وكانتْ أحلى أيام حياتي التي التي عشتها في فترة الخطوبة،طيلة عمر علاقتي بزوجي كانت الصراحة عنوان ميثاقنا حيث أنه لم يكن يخفي عني شيئًا، وقد أخبرني بأنه كان يحب فتاةً في فترة عزوبته، وهي قريبة له، لكن أهله رفضوا زواجه منها.تناسيت الأمر ولم أوله أهمية فالأهم أنني اليوم زوجته و ما كان من الماضي مضى، إلا أنني وجدت ما لا يقبله عقل ولا منطق.
اكتشفتُ مؤخرا سيدتي أن زوجي ما زال على علاقةٍ بقريبته التي تعلم أنه متزوج وعلى ذمته إمرأة تحيا تفاصيل الخيانة، فكانت أول خطوة لي معه أنني أخبرتُ أهلَه، والحمد لله أنهم وقفوا معي ضده وقد ساندوني في مصابي وتضامنوا معي، وكحل لمعضلتي هدد أهل زوجي المرأة بأن يخبروا زوجها وأهلها رادعين أنثى راق لها خراب بيتي و تفكك أسرتي. لا تلوميني سيدتي فأنا
أَعُدُّ فِعلَة زوجي خيانة لي وأنا التي منحته عمري وكل ما يريده، صدقيني أنني أحس بأنّشمعتي انطفأتْ و أن بريقي أمامه كأنثى أفل، وأصبح الحزنُ باديًا على وجهي، مع أن الفرَح والضحك كانا لا يُفارقان محياي,
من جهته لم يكن رد فعل زوجي سوى تأنيبًا لي، وشعورًا بالخجل أمام الأهل، وقد اعتذر لي، لكن المشكلة الآن أنه لا يقترب مني، ولا أخفيه أن إعتذاره لا يكفي لرأب الصدع الذي ألحقه بي.
حاولتُ أن أسوي الأمر بالتناسي والتجاوزوأن أبعث في قلبي أملا جديدا، لكني لم أستطع نسيان ما فعله، فقد خانني، وفي كل يوم أنهار باكية أمام مصابي وعجزي في أن أربح حب زوجي إلى الأبد.
تجدينني في بعض الأحيان أفكر في الطلاق كرد إعتبار لي، ولكني أعود إلى جادة صوابي بمجرد أن أفكر بأنني سأترك الجمل بما حمل لإمرأة غيري.و قد أكذب إن قلت أنه بقي لي من الثقة ما يمكنني أن أدفع به عجلة الحياة مع إنسان تلاعب بقلبي وعبث بخوالجي.
نادمة أنا على إيماني العميق بالحب، ومتأسفة أنا لما آلت إليه حياتي مع زوج مثّل عليّ دور العاشق إلا أنه سرعان ما قلب حياتي تعاسة.أحيا التعاسة سيدتي فكيف لي أن أستعيد ثقتي بنفسي وأبدّد الغمامة التي غطت بسحبها معالم حياتي.
أختكم م.إيمان من الغرب الجزائري.
الرد:
من الطيب أن يكون الحب هو ما يجمع بين أي قلبين إرتبطا في الحلال، وما أجمل أن يدوم هذا الحب ويصقل بالثقة والتنازل والتواد من أجل أن يستمر هذا الزواج، خاصة إذا ما كان بين هاذين المتحابين أبناء.
أحس بما تكابدينه من عدم إستقرار ولا ثقة تجاه زوجك، ولعلّ أكثر ما يحزّ في نفسي أن غريمتك -أي الأنثى التي هددّت مستقرك العائلي- هي في الأصل قريبة لزوجك، أي أنه لا يمكنك في أي حال تجاوز هذه الأزمة. لكن ما يجعلك اليوم تبدئين من جديد إعتذار زوجك وإعترافه بما إقترفه حيالك. والأهمّ أن أهله يعلمون بالأمر ولست أشكّ من أنهم سيكونون يوما ما ضدك في أي حال من الأحوال.
إستمري على ما بدأته من بذل وعطاء ولا تتركي الحبل على الغالب لزوج قد يميل قلبه إلى أنثى أخرى قد تعصف بكيان زواجك. إبدئي من جديد على مبدأ التسامح والتغافل وأدركي أن عديد الزيجات تمر بفترات ومراحل من الشدّ والجذب، والتضحية هي وحدها من تكون الفارق في هذا الحال، لأنّ الزوجة الكيّسة هي التي تعي أن أي سحابة هي بمثابة إختبار لها ولرفيق دربها حتى تعرف نفسها عن كثب وما تعنيه لنفسها ولزوجه ولكيانها ككل. من جهة أخرى، إمنحي زوجك فرصة جديدة ليحسّ بالسكينة وحتى يكون له ما يمنحه لك من عنفوان وحب متجدد متأجج، وضعي نصب عينيك أنه –جلّ من لا يخطئ-ومن أن التسامح هو أساس الإستمرار.
كان الله في عونك أخية،و أدام عمر زواجك إلى الأبد.
ردت:”ب.س”