إعــــلانات

زوجي يرفض تدخّل أمي في علاقتنا

زوجي يرفض تدخّل أمي في علاقتنا

سيدتي، أحييك بتحية الإسلام فالسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، ولتتأكدي أنني من أشدّ الوفيات لركن قلوب حائرة الذي يحظى بمكانة كبيرة عبر موقع النهار أونلاين.

ويشرفني أن أدق أبواب هذا المنبر الطيب حتى أبثّ بين يديك ما يقضّ مضجعي. كيف لا وأنا بين مطرقة إستقراري الأسري وبين سندان والدتي. الإنسانة التي تحمّلت كل شيء لأجل أن يكون لنا اليوم كيان وقيمة.

سيدتي، من الجميل أن يكون لنا صدر حنون يحتوينا ويلملم شتاتنا، قلب يداوي ما بنا من آلام وأحزان. وقد إعتدت و دأبت أن ألجأ إلى أمي كلما ضاقت بي السبل. إلا أنني هذه المرة بالذات لم أستطع. فما أنا فيه من همّ وغلب سببه أمي سيدتي وهي المحور الرئيسي في معضلتي.

تعجز الكلمات عن وصف أمي، فهي إنسانة منحتني وإخوتي الدلال والعزّ والرفعة بالرغم من أننا حرمنا من الأب الذي توفي تاركا والدتي زهرة في ريعان شبابها. كما أنه لم يترك لنا مورد رزق نقتات منه.

لم تنكسر أمي بالرغم من مصابها، وشمرت على ذراعيها معلنة أنها ستسثمر في أنا وإخوتي إلى أن نبلغ أشدّنا. وعاهدتنا أنها ستضمن لنا الحياة الكريمة. ومن أنها لن تترك أحدا ومهما كان أن يدوس لنا على طرف أو يؤذينا.

وفعلا نما في قلوبنا حب العلم والتشدق بالنجاح، فكبرت أنا وإخوتي وتبوأنا أرفع المناصب وأرحنا أمي من الشقاء. أمي التي بقيت بطبعها الحاد والجاد المخلوطين بالحنان تتقفّى أثرنا. وتشير علينا بما يجب فعله في حياة لا ترحم الضعفاء والمنكسرين.

من جهتي وبعد أن بلغت الإستقرار النفسي والمادي، تزوجت سيدتي بإنسان فعل المستحيل حتى أكون من نصيبه. وقد تقت لأن أحظى بالسعادة والحنان التي إفتقدتهما منذ وفاة والدي بالرغم من أن أمي لم تتركنا نحتاج شيئا.

ولكنني تفاجأت بزوجي يعيب عليّ بعض التصرفات التي يراها تقليدا لأمي التي لا يمرّ يوم إلا وهي تتصل بي لتسأل عني. ولتوجهني وتقدم لي بعض التدابير والأمور التي تخص توفيقي بين الحياة العملية وحياتي كربة بيت.

والله وحده يعلم أنها لم تتدخل قطّ في حياتي الزوجية. بصريح العبارة ومن دون أي مقدمات، أشهر زوجي في وجهي مساومة أنه لا يريد لأمي أن يكون لها بصمة في حياتنا.

وهذا ما أرفضه أنا فلولا حسن تدبيرها وإدارتها لأمورنا لما بلغت اليوم ما بلغته. ولا يمكنني أن أدير ظهري للمرأة التي لم تبخل عليّ بشيء لمجرّد أن زوجي يريدني خانعة خاضعة مستضعفة أمامه.

لا أتحمّل أن أحيا وسط جوّ مكهرب سيدتي، ولا يمكنني أن أتصور أن ملاحظات زوجي ستبلغ مسامع أمي الطيبة. فما السبيل حتى لا أحيا حيرة أنا في غنى عنها؟

أختكم ن.سلوى من منطقة القبائل

الرد:

كان الله في عونك بنيتي، وحيا الله قلب أم لم ينضب من الحنان يوما بالرغم من أنك وإخوتك والحمد لله بالغين.

هو قلب الأم ذلك الكيان الذي لا يمكن تعويضه مهما كان، كيان يحتوي الأبناء ويحمل عناءهم ومشقتهم على مرّ الزمان.

هذا الأمر الذي لم يتقبله زوجك ولم يستسغه لربمّا لأن نشأ في جوّ كان فيه الأب حاضرا متحمّلا كافة مسؤولياته.

في حين كانت حماتك حينها تحيا تحت كنفه، فلم يدفعها القدر لأن تتحمل مسؤولية أبنائها بأن تشتغل لأجل ضمان قوتهم. أو أن تشقى لتضمن لهم حياة كريمة.

هذا هو مربط الفرس الذي يجب أن يبلغ زوجك، حتى يكبح من جماح مساوماته لك. فلأمك قصة لا يعلمها إلاّ المقربون منها.

كما أن الظروف التي عاشتها في شبابها هي من دفعتها لأن تكون قيادية حازمة. وما خوفها على مستقبلك أنت وإخوتك هو ما جعل منها لا تكف عن توجيهكم وتأطيركم. بالرغم من أنكم بتّم مسؤولين اليوم عن أسر.

توافقي مع زوجك بأن تخبريه من انه على حقّ ومن أنك معه وله وبهت حيين اسعد ايام عمرك تحت قوامته. وأغرسي في قلبه قبل عقله محبة حماته التي أهدته زوجة الأحلام التي إختارها من بين المئات لتكون رفيقة لدربه.

وأكّدي له أنك لن تستطيعي مهما حييت أن تنسي فضل الله وحسن صنيع أمك معك. وما دامت تدخلاتها بعيدة عن حياتك الشخصية وما تحيينه أنت وزوجك فلا ضرر ولا ضرار في الأمر.

ردت: “ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/yYpdF
إعــــلانات
إعــــلانات