سكان مركز العبور ببومعطي يستغيثون و يطالبون بتدخل الجهات الوصية
ونحن ندخل مركز العبور المتواجد بمنطقة بومعطي الكائن على مشارف بلدية الحراش بالعاصمة، وقفنا عند حجم المعانات،
والكارثة الإنسانية التي تتكبدها العائلات ال150 في صمت و منذ ما يقارب العشرين سنة بهذه المنطقة التي تفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة كالكهرباء و الماء فضلا عن انتشار النفايات و القاذورات التي حولت المنطقة الى شبه مفرغة عمومية .
فقر مدقع نعيشه اغلب العائلات القاطنة بالمنطقة و منذ سنة 1999 ، و هو التاريخ الذي إضطرت فيه العائلات النازحة من مختلف ولايات العاصمة اللجوؤ الى المنطقة هروبا من ايادي الارهاب التي قضت على الاخضر و اليابس فيما باءت كل محاولاتهم في الحصول على سكنات اجتماعية لائقة بالفشل على الرغم من الطلبات التي قام السكان بايداعها لدى السلطات المحلية ” .. غير انها اعتبرتنا سكانا غير شرعيين و خارجون عن القانون” يقول احد محدثينا، و ما زاد من غضب السكان انعدام ضروريات الحياة بهذا المركز الذي تحول الى بؤرة من بؤر الفقر و الحرمان ، فلا ماء و لا كهرباء ، حيث يضطرون لجلب المياه الصالحة للشرب من المناطق المجاورة ، اما الكهرباء فهم يقومون بقرصنتها من الاعمدة الكهربائية و بطرق عشوائية ، بالاضافة الى انتشار النفايات و القاذورات ما حولها الى مفرغة عمومية تتزينها الحيوانات الضالة كالقطط و الكلاب التي باتت تهدد سلامة السكان ، خاصة و انه يتوسط وادي الحراش و السكة الحديدية التي باتت تشكل خطرا كبيرا على سكان المنطقة خاصة منهم الاطفال.
الاطفال يسترزقون من مزبلة الحي
من بين اكثر المشاهد إثارة بالمنطقة ، مشاهد الاطفال و هم يسترزقون من المزبلة العمومية غير البعيدة عن المنطقة ، حيث يقومون بجمع النفايات و اعادة بيعها من جديد للحصول على بعض الدنانير ، فيما يلجأ أخرون لاستغلال المكان للعب و قضاء اوقات الفراغ ، ما أدى الى انتشار العديد من الامراض والاوبئة كالحساسية و الامراض التنفسية و الجلدية و غيرها ، التي اصيب بها معظم اطفال الحي.
الخنازير.. و الافاعي تهدد سلامة الاهالي. لم تتوقف معاناة سكان حي بومعطي بالحراش عند هذا الحد بل تعدت الى ظهور العديد من الحيوانات المتوحشة التي اصبحت هاجسا يؤرق السكان ، كالافاعي و الثعابين و الجرذان ، و قد اضطر العديد من ارباب العائلات القيام بحراسات ليلية خوفا على اطفالهم ، و في هذا الصدد اخبرنا محدثونا انه سبق و ان شاهدو العديد من هذه الحيوانات خاصة منها الثعابين، فيما بتنا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا من ان تفتك بنا هذه الحيوانات المفترسة يقول احد السكان و قال اخر اننا نقضي ليال بيضاء و نحن نتناوب على الحراسة الليلية مخافة ظهور هذه الحيوانات التي اصبحت فعلا تشكل خطرا كبيرا علينا و على اطفالنا .
السلطات المحلية لا تستجيب لاستغاثتنا..؟
سكان الحي و في حوارهم معنا ابدو غضبهم العميق من تماطل السلطات المحلية التي ادارت ظهرها لهم على الرغم من المراسلات العديدة و المتكررة و التي تحولت الى مجرد اوراق متنقلة من مكتب الى آخر و من مصلحة الى أخرى دون ردود و لا اجوبة مقنعة حسب التصريحات التي ادلى بها ممثلوا الحي ، “…فرغم نداءتنا المتكررة غير ان لا احد من المسؤولين استجاب لنداءاتنا المتكررة و لاسباب لا نزال نجهلها ” يقول اخر ، على الرغم من الاعتصامات و الاحتجاجات التي قمنا بها سابقا امام مقر البلدية و الدائرة الادارية لكن لا احد تحرك…” و في هذا الصدد هدد سكان الحي بالدخول في اعتصامات و احتجاجات عارمة و اللجوؤ الى الطرق غير السلمية و منها غلق الطريق في حالة ما لم تاخذ مطالبهم بعين الاعتبار.