“سيرك عمار” يعود بعد قرن ونصف إلى مسقط رأس مؤسسه في برج بوعريريج

الجولة الجارية ستشهد تكريم عائلة المؤسس “عمار”
التسمية صارت من أشهر عروض “فلوريليجيو” الإيطالي في العالم
حط “سيرك عمار” العالمي رحاله ببرج بوعريريج، أول أمس في عرض له سيدوم إلى غاية السادس من شهر جانفي، وككل مرة يكون حضور “سيرك عمار” إلى برج بوعريريج متميزا عن الولايات الأخرى كونها ولاية مسقط رأس مؤسس هذا السيرك الذي يمتد عمره إلى 157 سنة، والذي كانت انطلاقته من برج بوعريريج سنة 1860 على يد “أحمد بن عمار”، الڤايد الذي تحمل عائلته، اليوم، ببرج بوعريريج لقب “بلواضح”.
ويعود تاريخ تأسيس “سيرك عمار” إلى سنة 1860 ببرج بوعريريج على يد “احمد بن عمار الڤايد”، الذي كان تاجر خيول بالإضافة إلى ولعه بهواية تربية الحيوانات المتوحشة والأليفة، وقام بترويض الحيوانات المتوحشة، ليقوم بتشكيل عرض صغير يجوب به أسواق الجزائر آنذاك، وبدأ بتقديم عروضه، ليعرف بعد ذلك شهرة دفعت به إلى تقديم أول عرض في إنجلترا، وهناك تعرف على “ماري بونفو” التي تزوج منها وهي فرنسية الأصل معروفة أيضا باسم “مادام نيشو”، ليتطور السيرك بعد ذلك إلى أن توفي “أحمد بن عمار” سنة 1913، لتواصل زوجته وأبناؤه الستة المسيرة، وبقي السيرك “حيا” بعد وفاة الأب، حيث تولى الإبن الأكبر “أحمد” مسؤولية توجيه الجولات، بينما تولى “مصطفى” الأمور المالية، أما عن الإبن الأصغر فقد أصبح بعد ذلك مدير الفرقة.
وقد أصبح الإسم عالميا ومرتبطا بإيطاليا، بعد أن تم بيع هذا الإسم لأكبر مسيري عروض السيرك في إيطاليا والعالم المسمى “فلوريليجيو”، حيث صار “سيرك عمار” فرعا من فروع هذه السلسلة العالمية.
وفي سنة 1960، أقيمت احتفالية ضخمة بالعاصمة الجزائر لإحدى أكبر فرق السيرك في أوروبا وأشهرها، إحياء لمئوية السيرك الجزائري “عمار”، وانطلقت من باريس 54 عربة ومئات الفنانين لتقديم أكثر من 23 عرضا، وكان هذا آخر عرض ضخم لـ”سيرك عمار”، بعد الوفاة المتعاقبة للإخوة عمار، لينتهي الإشراف المباشر لعائلة “عمار” على السيرك، بعد استقالة “مصطفى عمار” من إدارة السيرك، سنة 1968، ليترك المقاليد لجون روش الى غاية 1972، لتتولى بعد ذلك عائلة “بوغليون” رئاسة السيرك الجزائري، وهو السيرك الذي يتبع حاليا السلسلة العالمية الضخمة “فلوريليجيو”، لكن بالمحافظة على تسمية “سيرك عمار المغاربي”، الذي عاد إلى دول المغرب وخصوصا الجزائر، في أطول سلسلة عروض لا تزال متواصلة منذ سنة 2006.
تكريم أحفاد “عمار” في البرج
وأكدت، إيزابيل جيليي، نائبة مدير السيرك أن عرض ديسمبر 2017 يعود بفرجة وأعمال جديدة على غرار “الأبطال الخارقون، سبيدرمان، باتمان، سوبرمان وهيلك”، كما تم اعتماد حيوانات جديدة على غرار نمر الأشجار والفهد البني والفهد الأسود، بالإضافة إلى حيوانات البيزون والثيران الجنوب إفريقية والأميريكية، كما أكدت أنه رغم ارتفاع النفقات بسبب الأزمة المالية العالمية، إلا أن السيرك حافظ على أسعار التذاكر ثابتة منذ سنة 2006، والتي تبدأ من 900 إلى 1500 دينار، ومجانية الدخول للأطفال الصغار والتجاوب مع طلبات الجمعيات الخيرية.