شاب يحاول بتر عضوه التناسلي بسبب التمييز الجنسي في التشغيل ووضع العائلة المزري
نقل أول أمس الشاب، لخميسي. ع، على جناح السرعة من برج بوعريريج إلى مستشفى مصطفى باشا بعدما عجز أطباء برج بوعريريج عن إسعافه
إثر إقدامه على محاولة بتر عضوه التناسلي احتجاجا على حالته الاجتماعية المزرية، ” النهار” انتقلت للمستشفى و التقت الشاب الذي أصبح حديث العام و الخاص بولاية برج بوعريريج. دخلنا قاعة العناية المركزة فوجدنا الشاب “ع .لخميسى”، 23 سنة، طريح الفراش، وهو نصف واع، كان بجواره والده ، الذي مازال تحت صدمة الحادث، و رغم وجوده في حالة نفسية و صحية متدهورة إلا أنه أبى إلا أن يفتح قلبه لـ”النهار” ويتحدث عن ما قام به و إيصال رسالته للسلطات، التي اتهمها بالتمييز الجنسي.
- خميسي: كنت أحلم بارتداء البذلة الزرقاء غير أن ذكورتي منعتني
– الوالد: ابني ضحية من بين آلاف ضحايا البطالة والإقصاء الاجتماعي
وبدا لخميسي متعبا و متأثرا بما حدث له وهو يروي بعض ما عاشه بصعوبة، و كشف عن الأسباب التي دفعت به للقيام بهذا العمل الغريب، قائلا ” البطالة و الأوضاع الاجتماعية المزية هي التي دفعتني للقيام بذلك”، و روى لنا أنه طرق جميع الأبواب باحثا عن عمل شريف يعيل به عائلته الفقيرة المتكونة من عشرة أفراد و التي تعتمد فقط على معاش الأب من التقاعد الذي لا يسمن و لا يغني من جوع.
و بصوت خافت و بصعوبات في النطق قص علينا الشاب كيف تنقل بين العديد من المؤسسات بالولاية التي يقطنها طالبا عملا، لكن كل مرة كان طلبه يقابل بالرفض بينما توظف نفس المؤسسات الفتيات فقط دون الرجال، و خاصة سلكي الشرطة و الدرك، حيث كان الشاب لخميسي يحلم بارتداء البذلة الزرقاء أو الخضراء مقتديا بأخيه الأكبر، لكن طلبه بالانخراط في صفوف الأمن الوطني قوبل بالرفض.
و أمام هذه الحالة النفسية الصعبة ،أصيب الشاب باليأس و الإحباط فقرر الانتقام من ذكورته التي كانت تعيقه عن العمل، فقصد أحد حقول المنطقة أين جاءته فكرة التخلص من عضوه الذكري فحاول بتر ذكره بواسطة آلة حادة، و أمام النزيف الحاد نقله سكان المنطقة على جناح السرعة إلى مستشفى الولاية، أين عجز الأطباء على إيقاف النزيف و جراحة العضو التناسلي للشاب، و رفضت المستشفيات المجاورة استقباله حتى اليوم التالي، حيث وافقت إدارة المستشفى الجامعي مصطفى باشا على استقباله، و قام الدكتور “لكحل” بجراحته و هو الآن في حالة أحسن و قد يغادر المستشفى في الساعات القادمة.
من جانب آخر أكد والد الشاب لخميسي لـ”النهار” أنه لا يزال تحت وقع الصدمة و قال انه في حياته لم يسمع بمثل هذه التصرف الشاذ، و بدا لنا السيد عابد غاضبا عن ما حدث لولده، و قال إن الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها الشباب هي التي تدفعهم للقيام بمثل هذه التصرفات التي لا تشرف الوطن و لا الأولياء ، و حمل السلطات مسؤولية ما حدث لولده ، و قال لـ “ا لنهار ” إن ابني ضحية من بين ألاف الضحايا للبطالة و التهميش و الإقصاء الاجتماعي، الذي يتعرض له الشباب في بلادنا و إلا كيف نفسر قيام هؤلاء الشباب برمي أنفسهم للهلاك في البحر أو محاولة انتحارهم” .