طليقة زوجي تهدد إستقراري
سيدتي بعد التحية والسلام، لا يسعني من هذا المقام سوى أن أتشكرك على فسحة الأمل التي تزرعينها في قلوب الحيارى والتائهين عبر فضاء أدم وحواء الذي بت بفضله مستأنسة.
ولا أخفيك أنني واحدة ممن ظلوا الطريق، والدليل أنني لجأت إليك في لحظات ضعفي حتى أجد لي راحة بين يديك. أنا متزوجة من رجل سبق له الزواج، رجل أحبني كثيرا وفعل المستحيل كي أرضى به. توسمت فيه الخير وقبلت أن أشاركه حياتي ومستقبلي، علما أنني أنا أيضا مطلقة لكن ليس لي من الأولاد ما يربطني بطليقي. المشكلة تكمن في زوجي سيدتي، حيث أنه وبالرغم من مرور 10سنوات من تطليقه لزوجته الأولى إلا أنه لازال على إتصال بها. ولازالت تلجأ إليه كلما إستعصت عليها الأمور، وليت هذه الأمور كانت تلك المتعلّقة بالأبناء،
حيث أنني أجدها في كل مرة تقصده ليحلّ لها بعض المشاكل أو يقدم لها بعض الخدمات. وهذا ما لا يعقل بين المطلقين.
حيث أنه لو كان الوفاق بمثل هذا القدر لما كان الطلاق. كما أنه لا يليق برجل يحترم كيان من تربطه بها زواج يعدّ مضرب المثل في النجاح أن يجعلني في هذا الموقف من تجاهل لإحساسي.
حيث أنني لطالما سألت زوجي إن لازال يحبها، أو إن كانت لازالت تعني له شيء لأنه يعامل بهذا التعامل إلّا أنني لا أجد منه أي إجابة.
أنا مستاءة سيدتي من هذا التصرف علما أن زوجي إنسان خلوق ولا يمكن ان يكون ما يجمعه بطليقته شيء من الخيانة.
من جهة أخرى أخاف أن يكون لطليقة زوجي نزعة إنتقامية وراء توطيدها علاقتها به حتى بعد زواجنا، فهل هي تريد إستعادته؟.
هواجس كبيرة تحوم في مخيلتي ولم أجد لها جواب، أريد أن أعرف ما يدور حولي حتى أتمكّن من تحديد مصيري.
ج-كريمة من الوسط الجزائري.
الرد:
كثيرة هي التصرفات والأفعال التي تثير حيرة الزوجات، وأقف أمامك أختاه موقف المستغربة مثلك لما يدور في بيتك. بيت شيدته على أثر التضحية وبإسم الحب.
أتفهّم ما أنت عليه من تجهّم وحيرة، لكنني في ذات الوقت أنصحك بعدم منح الموضوع أكبر من حجمه.
فما يقوم به زوجك قد يكون إستكمالا لمسؤوليته أمام الله تجاه أولاده، حيث أنه من الضروري عليه أن يجامل والدتهم. من خلال بعض التصرفات حتى لا يدفعها لأن تقصّر في تربية فلذات كبده. وحتى ينشأ ابناؤه في إطار نفساني سليم جدا.
من جهتك وحتى تهدأ نفسك وتعرفي لقلبك مستقرا، عليك أن تفاتحي الزوج فيما يساورك من مخاوف وتنبهيه بأن ما يقوم به يؤثر عليك ويؤلمك.
بعدها عليك الإلتفات لحياتك الزوجية والإجتهاد لأن يبقى لك نصيب الأسد في قلب زوجك الذي إختارك عن قناعة وحب.
أحبي نفسك، ولا تجعلي نفسك في موقع المقارنة ولا لحظة مع زوجته السابقة. ولا تتلذي بتعذيب نفسك بالتقليب في دفاتر الماضي فالحاضر والأت أجمل وأفضل.
ليس من السهل أن تبدئي، لكن من الجيد أن تكون لديك قناعة أكيدة تمنحك الدفع نحو الأمام. ليجد زوجك الدعم منك لتسيير حياة أبنائه الذين يريد لهم رعاية نفسية كبيرة والدليل أنه يقوم بتضحية كبيرة بشأنهم.
تلك المتعلقة بربط حبال الود مع طليقته، والتي لم يكن الأمر كرمى لها بقدر ما هو لأجل فلذات كبده.
ردت: س.بوزيدي.